السيسي يعد ابنة الشهيد مالك مهران بحضور حفل زفافها .. ليكون مكان والدها وجه قائد طابور العرض بكلية الشرطة بتوجيه سلام سلاح .. تحية للشهداء الخريجون جاهزون لاستكمال المسيرة لحماية الشعب .. وبناء الوطن * "إن كان يكفيك أن نحضر نحن حفل زفافك.. فسوف نحضر إن شاء الله" بصدق ودون تفكير خرجت هذه الكلمات من قلب رئيس مصر الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال حضوره حفل تخريج دفعة جديدة من كلية الشرطة الذي أقيم أمس في مقر الأكاديمية وقالها بعفوية شديدة ونحن متأكدون أنه تماسك وهو يقولها ونجح في أن يسيطر علي الدموع قبل أن تسقط من عينيه. قالها الأب لكل المصريين حينما قالت أميرة محمد سعد مصطفي ابنة الشهيد البطل محمد سعد مصطفي العميد بالقوات المسلحة الذي استشهد في نوفمبر عام 2014 بمنطقة جسر السويس أثناء توجهه لعمله في واحدة من عمليات الغدر والخيانة التي تلعب بطولتها الجماعة الإرهابية حيث قالت الفتاة إنها كانت تتمني أن يكون والدها إلي جوارها يوم زفافها ولكن إرادة الله كانت النافذة. وأشارت إلي أن شقيقها قرر الالتحاق بكلية الشرطة ليثأر ومعه كل رجال الشرطة للشهداء وكان يوم تخرجه أمس وهنا تدخل الرئيس الأب ليقول لها "سنحضر حفل زفافك". * لم تكن كلمات أميرة فقط هي التي أثارت شجون الحضور وأجهش بعضهم بالبكاء وأنا واحد منهم ولكن كانت أيضًا كلمات مي ابنة الشهيد العميد مالك مهران مدير مرور بني سويف الذي لقي ربه واقفًا علي قدميه في منتهي الرجولة والشهامة أثناء دفاعه ورفاقه من الأبطال عن ديوان عام محافظة بني سويف ورفضوا ترك المكان للخونة الغدارين وذلك في عام 2013 ذلك العام الذي كان عامًا أسود في تاريخ مصر والتي أكدت في كلماتها أنها فخورة بوالدها الشهيد وأن الأسرة أصرت علي أن يلتحق ابنها بكلية الشرطة والذي كان حفل تخرجه أمس ليكون في طليعة المدافعين عن الوطن والذود عنه والتصدي بحسم لقوي الشر من عناصر الإرهاب ويثأر لوالده ولكل من طالهم رصاص غدر الجماعة الإرهابية. * وعقب استماع الرئيس الإنسان لرواية الفتاتين طلب علي الفور من قائد طابور العرض خلال الاحتفال بتوجيه سلام سلاح تحية لأسر الشهداء وتقديرًا لمن ضحوا بأنفسهم لكي يحيا الوطن ووجه بأن تكون هناك فقرة في مثل هذه المناسبات لتحية الشهداء والتأكيد خلالها علي أنه لم ولن تنسي مصر شهداءها وبصراحة هذه لفتة إنسانية لم يسبقه إليها أي قائد أو رئيس أو أي دولة عربية من قبل ومن المؤكد أن مبعثه فيها أن تبقي ذكري هؤلاء الأبطال أبد الدهر عالقة في الأذهان وتتذكرها الأجيال القادمة لتكون نبراسًا لهم ودافعًا للتضحية والفداء من أجل الوطن والحفاظ علي شعب مصر العظيم. * أما عن الحفل فقد جاء رشيقا ومشوقا رغم سرعة الأداء من الطلبة المشاركين لكنهم نجحوا في إثارة انتباه الحضور بما قدموه من عروض تؤكد تمكنهم من الاستفادة بما تعلموه في البرنامج العملي حيث قدموا لوحات رائعة في آليات الدفاع عن النفس ثم تنفيذ عمليات المداهمة والملاحقة لعناصر الشر والإجرام والإرهاب وأكدوا قدرتهم الفائقة في تنفيذ ذلك كما نجحوا في تقديم لوحات رائعة بعروض علي الحبال التي يستخدمونها في التعامل مع الحرائق وإنقاذ أرواح المواطنين خاصة سكان الأدوار العليا وقدموا نماذج رائعة لأساليب الدفاع عن النفس وكالعادة جاءت عروض الخيالة والفروسية هي الأكثر إثارة ومتعة. كما قدم الطلاب والخريجون عروضا قتالية لرياضة الباركور وشارك في هذه العروض مجموعة من طلبة الكلية الحربية مما يعكس التناغم والتفاهم بين أبناء الوطن رجال المستقبل الذين عاهدوا الله علي الإخلاص وصون مقدرات الوطن يدًا بيد بين رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة بعد أن امتزجت دماؤهم الطاهرة في مواجهة التحدي لعناصر الشر والإجرام والإرهاب.. كما شارك طلبة الكلية الحربية زملاءهم من طلبة الشرطة العرض العام. * ومن منطلق جديد ورسالة إلي الخريجين الذين انتقلوا من حياة الدراسة إلي الحياة العملية وجه اللواء محمود توفيق وزير الداخلية خلال الكلمة التي ألقاها في الاحتفالية حيث قال لهم "اليوم أديتم قسما عزيزا غاليا تلتزمون فيه بالوفاء للوطن والولاء لشعب مصر العظيم حاملين رسالتكم بالذمة والصدق والإخلاص ماضين لنصرة الحق متمسكين بالشجاعة والمثابرة والإقدام في مواجهة التحديات فاجعلوا من قسمكم عقيدة راسخة ومنهج عمل لحماية أمن الوطن وتدعيم استقراره.. ونثق في عزمكم علي التفاني والعطاء لاستكمال مسيرة الأجيال علي درب التضحية والعطاء والفداء". * كما وجه اللواء دكتور أحمد إبراهيم مساعد أول الوزير رئيس أكاديمية الشرطة رسالة إلي الخريجين خلال الكلمة التي ألقاها في بداية الاحتفال حيث قال "انطلقوا إلي غايتكم النبيلة واعملوا كفريق متكامل يجمعه هدف واحد وفكر مشترك متمسكين بقواعد الالتزام والانضباط وكونوا قدوة ومثالا يحتذي به ومدوا جسور الثقة والتعاون مع الجماهير وحافظوا علي كرامتهم وأدعموا رسالة الأمن والاستقرار لندفع عملية التنمية والبناء قدما لتبقي مصر مرفوعة الهامة. كان اللواء د. أحمد إبراهيم قد قدم هدية تذكارية إلي الرئيس عبدالفتاح السيسي عبارة عن مجسم لمبني وزارة الداخلية.