أصبح مشهد الباعة الجائلين داخل عربات مترو الانفاق أمراً واقعاً ورغم تطوير منظومة المترو ورفع أسعار التذاكر فإن هذه الأزمة مازالت مستمرة بالاضافة إلي كثرة المتسولين "أطفالاً وكباراً" والذين يرددون قصصاً عن رحلة عذابهم من مرض ومن تربي ايتاماً وليس لديها مصدر انفاق ومن يقوم بتوزيع الاذكار وغيرها من الروايات ورغم تعاطف الركاب مع بعض الحالات فإن "الشحاتين" اعددهم في تزايد وكأنهم يرشدون بعض إلي مأوي جديد يجلب لهم فرصة سهلة لجمع المال في أقل وقت.. والأدهي ان الباعة انفسهم اصبحوا يتعاملون مع الوضع بشكل طببعي وكأن المترو أصبح سوقاً للبيع والتجارة والتسول. انقسم المواطنين بين مؤيد لوجودهم علي اعتبار انه عمل شريف يجلب لهم الرزق في ظل عدم توافر فرص عمل أفضل من الانتظار في طابور البطالة وبدلا من النهب والسرقة مؤكدين ان معظمهم يعرضون بضائعهم لمن يرغب في الشراء دون مضايقة للركاب أما بالعض الآخر اعترض ورفض استمرارهم ان وضعهم غير شرعي دون الالتزام بدفع ايجارات وفواتير مرافق لابقائهم في نظام تجارة أمن. كما أشار إلي أنهم تسببوا في تكدس العربات. فاطمة عبدالفتاح "علي المعاش" تقول: الباعة "غلابة" ويسعون من خلال بيع بضائعهم لتوفير لقمة عيش حلال فهم ارحم كثيرا من العاطلين واللصوص والمتسولين الذين يمدون ايديهم متقاعسين عن العمل مؤكدة انها عادة تركب المترو وتجد الباعة في العربات يتعاملون مع الزبائن بدون أي مضايقات. أشارت إلي ان الركاب أنفسهم يتعاطفون معهم ويشترون منهم كما انهم يدافعون عنهم إذا قامت الشرطة بمطاردتهم. مدحت أحمد "موظف": اوضح ان الباعة ليس لديهم بديل عن هذا العمل فهم يتعاملون مع تجار كبار وليس لديهم قدرة علي فتح تجارة خاصة بهم لذلك يعتلون المترو لجلب قوت يومهم سواء ستات ورجال فيعملون بدون ازعاج للركاب بل يسهلون عليهم ويبيعون اشياء بسيطة ارخص من المحلات. أحمد سمير "بكالوريوس اعلام" أكد ان وجود الباعة الجائلين في المترو وضع سييء وخاطيء وصورة مشوهة للمظهر الحضاري للبلد حتي وقوفهم في الشارع خاطيء فكيف يتساوي هؤلاء مع من يلتزم بدفع ضرائب وايجارات كما انهم يتسببون في ازعاج الركاب لدخولهم بعدد كبير في العربة الواحدة. أما عزة محمود "موظفة" تقول: منتهي الوباء والعشوائية والهمجية مظهر الباعة داخل المترو. مشيرة إلي انها تعرضت للسرقة داخل إحدي العربات. أحمد سامي "طالب بجامعة القاهرة" يقول: من المفترض ان ارتفاع أسعار التذاكر وتطوير خدمة المترو يصاحبه تغيير لكن الباعة الجائلين مازالوا مستمرين في العمل حتي خارج العربات علي أرصفة المترو فأين الرقابة من هذه الأزمة وكيف يدخلون ببضائعهم من ماكينات الدخول!! عمرو أحمد "موظف في الاتحاد الأفريقي" أكد ان الباعة الجائلين موجودون في كل مكان حتي داخل الاتوبيسات وجميع الشوارع فمن الصعب القضاء علي هذه الظاهرة في ظل شدة احتياج الناس في تلك الظروف الصعبة مشيرا إلي ان الباعة يتعاملون باحترام مع الركاب ولا يثيرون أي مشاكل داخل عربات المترو. محمد أحمد "طالب في الثانوية العامة" يفضل تقنين وضع الباعة في المترو حتي لا تحدث كوارث خاصة انهم يدخلون ببضائع كبيرة فهل يتم تفتتشها وكذلك المتسولون كيف يدخلون وهل يقطعون تذاكر كل فكل هذا يحتاج إلي تقنين. محروس خلف "مبلط" أكد ان هؤلاء الباعة لا حيلة لهم فهذه الوسيلة هي الوحيدة لكسب لقمة عيشهم وطالما لا يفرضون البيع علي الركاب أو يثيرون مشاكل فما المانع من وجودهم.