أكد خبراء علم النفس والاجتماع ان الشائعات تخلق حالة من عدم الثقة وبث الشكوك في كل الإنجازات التي تقوم بها الدولة مطالبين بحصار من كل مؤسسات الدولة لحظر الشائعات ومواجهة هذه المخططات مع خلق مناخ صحي يعتمد علي نشر الأخبار الصادقة والبيانات الصحيحة. طالب الخبراء بتعيين متحدثين رسميين في كل المؤسسات والقطاعات للرد علي الشائعات وبث الأخبار الصادقة الصحيحة وعدم ترك ساحة لمذيعي "التوك شو" والذين يتأثر بهم المواطن وبعلاقته معهم سواء بالحب أو الكره وبالتالي يؤثر ذلك علي تصديق أو تكذيب المعلومة. حسن الخولي- أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس- أكد أن الشائعات وسيلة لإثارة الرأي العام وبث الشكوك وخلق حالة من عدم الثقة ويتولي هذا الأسلوب الفئة الضالة التي تكره هذا البلد وتحاول جاهدة عرقلة مسيرة العمل والمشاريع الكبري التي اقتربت علي الانتهاء. أضاف: ضعف المستوي الثقافي لدي أفراد كثيرين في المجتمع هو الذي يساعد علي تناقل الشائعات الكاذبة دون التيقن من صحتها أو محاولة تحليلها. فمثلاً انتشار شائعة ضياع أموال الدولة في بناء العاصمة الإدارية الجديدة وقناة السيوس الجديدة بين فئات المجتمع وأن هذه المشاريع تحتاج لأكثر من 400 مليار جنيه ومع ذلك هذه الشائعة بعد أن شاهدنا الواقع الذي يؤكد كذبها وأن العاصمة الإدارية الجديدة تم بناؤها بأقل من ذلك بكثير. يواصل الخولي: المفروض علي المواطن ألا يتأثر بهذه الشائعات حتي لا يكون ضحية لها ويقع في الفخ ويفقد الثقة في الحكومة وعليه ان يقوم بتفنيد هذه الشائعات والتفكير في مدي واقعيتها لأن غياب المعلومات الصحيحة والشفافية هو ما يساعد علي انتشارها. د.هالة منصور- أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها- تقول: الشائعات دائماً يكون لها مردود سلبي علي المجتمع وأضرار خطيرة لا حدود لها وهناك بيئة سيئة حاضنة لها تبين غياب المعلومات الصحيحة والدقيقة بالإضافة إلي انتشار الأخبار الكاذبة علي وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت وسيلة جيدة لمروجي الشائعات خاصة التي تمس المواطن البسيط في قوت يومه. أضافت: سمعنا عن شائعة الدواجن المسممة التي استوردتها وزارة التموين وكانت تبيعها بأسعار رخيصة ومع ذلك لم يمت أحد ولم يتسمم مواطن واحد مما يؤكد أنها كانت شائعة مغرضة تهدف لإحداث بلبلة ولكي تبث عدم الثقة في الحكومة من خلال المواطنين البسطاء وما أكثرهم. تواصل د.هالة: لابد أن تكون هناك مرجعية من خلال موقع أو مركز للمعلومات لكي يعطي لنا المعلومة الحقيقية بشرط أن يكون سهل الدخول عليه لأي مواطن وذلك من أجل التحقق من الأكاذيب التي يطلقها أعداء الوطن. أيضاً أن يكون لدينا جميعاً مسئولية اجتماعية تجاه المجتمع وأن نلتف حول رئيسنا الذي يعمل جاهداً للارتقاء بالمستوي المعيشي لهذا البلد وإقامة المشاريع التي تساعد علي انتعاش الاقتصاد المصري. د.سوسن الفايد- أستاذ علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية: منذ ثورة 30 يونيو ونحن نتعرض للشائعات المغرضة حتي وصلنا لحروب الجيل الرابع التي تعتمد علي إطلاق الشائعة لتفكيك فئات المجتمع والتشكيك في كل الثوابت والرموز لكي نفقد الثقة في الدولة وهذا أسلوب أفكاره هدامة ومفاهميه مغلوطة والهدف منه هو إحباط المجتمع ووصوله لدرجة اليأس حتي يفقد الأمل في المستقبل. أضافت: بناء عليه فإن متخذ القرار في كل موقع لابد أن يكون علي وعي بهذه الحروب والعمل علي مواجهتها من خلال متابعة الشائعات والتحقق منها وطرح الحقائق الصحيحة أولاً بأول لدرجة تكذيبها حتي تفشل هذه المخططات ويسترد المواطن ثقته في مجتمعه وفي دولته. لابد من تفعيل دور الإعلام والثقافة لتوعية الرأي العام بهذه الحروب خاصة حروب العقل التي بدأت منذ قيام ثورة 30 يونيه والتي تهدف إلي تفتيت المجتمع وإسقاط الدولة لذلك يجب علي كل مؤسسة بدءاً من التعليم والإعلام والثقافة وأيضاً المؤسسة الدينية أن يكون لديهم هدف مشترك والعمل في تنسيق وتكامل طوال الوقت من أجل إحداث حصار مؤسسي لمواجهة هذه المخططات وخلق مناخ صحي يعتمد علي المعلومات وتكذيب الشائعات أولاً بأول . د.طه أبوحسين- أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية: إن الظاهرة الأكثر انتشاراً هي أن الشائعات قد تغيرت صيغتها وأصبحت أشكالاً من السخرية يتناوله الناس علي صفحات الفيس بوك وتويتر مما يساعد علي انتشارها بسرعة البرق وهذا يؤكد أن معظم المروجين لهذه الشائعات يريدون هدم الدولة بأي طريقة بعد الذي حدث للاقتصاد المصري الذي تعافي من محنته بسبب القيادات الحكيمة التي خططت وعملت علي ذلك كما شاهدوا تكاتف القيادات السياسية والحكومية والإعلامية من أجل إنجاح الدولة ومساندة الرئيس السيسي والالتفاف حوله لكي يواصل مسيرته الناجحة لإقامة المشاريع الكبري مثل قناة السويس والعاصمة الإدارية والمزارع السمكية والمليون فدان لزراعة القمح وغيرها من المشاريع التي نجحت وبدأت بشائرها تخرج لأرض الواقع. الدكتورة داليا الشيمي- أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس- سبب ظهور الشائعة هو الفراغ الحادث حول المعلومة الصحيحة وبملء هذا الفراغ نستطيع الحد من انتشار الشائعات حيث يعتبر قلة عرض المعلومات وعدم توافرها في بعض الأحيان بيئة خصبة لتمرير الشائعة ونشرها خاصة في المجتمعات قليلة التواصل مع مصادر المعلومات الصحيحة. أضافت: منذ اندلاع ثورة يناير 2011 انتشرت معلومات مغلوطة كثيرة وفشل المواطنون في التعامل الصحيح معها وأصبحت المعلومات تتداول بدون وعي ودقة وبات المواطنون أكثر استعداداً لاستقبال الشائعات وتصديقها. أوضحت د.داليا أن الدولة لابد أن تملأ الفراغ الواقع حول المعلومة الصحيحة عن طريق تخصيص متحدثين رسميين يتحدثون إلي المواطنين ويخبرونهم بالمعلومات وعدم ترك الساحة لمذيعي "التوك شو" لإخبار المواطنين لأن المواطن يحب ويكره وبالتالي لو أنه يكره المذيع لن يصدق المعلومة منه وبالتالي لابد من وجود جهة رسمية للإعلان عن المعلومات الحقيقية حول كل ما يدور داخل البلد. أيضاً لابد من تفعيل دور الهيئة العامة للاستعلامات التي من دورها مواجهة كل المعلومات والبيانات والأرقام المغلوطة التي تثير البلبلة وسط المواطنين وكذلك علي الدولة اختيار الواجهة التي تعلن عن المعلومات الصحيحة لأن النجاح في اختيار الواجهة هو جزء من كفاءة العمل. تواصل د.داليا لابد من وجود متحدثين متخصصين في عرض الفكرة للمواطنين لإقناعهم حتي يشعروا بصدق المعلومة وكذلك علينا عدم الإكثار من الحوارات والأحاديث مع المسئولين والوزراء حتي لا يفهم معني بطريقة خطأ أو يتم تفسيره بصورة غير صحيحة.