أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين مصر وفرنسا حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك من أجل مواجهة التحديات القائمة وعلي رأسها ما تمر به المنطقة من أزمات امتدت تداعياتها إلي منطقة البحر المتوسط والعالم. كما أكد الرئيس السيسي ما توليه مصر من أهمية لعلاقاتها مع فرنسا وتعزيز التعاون بين البلدين خلال المرحلة المقبلة في المجالات المختلفة وذلك خلال استقباله أمس جان إيف لودريان وزير خارجية فرنسا وحضر المقابلة اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة والسفير الفرنسي بالقاهرة. صرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن وزير خارجية فرنسا نقل إلي الرئيس تحيات نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤكدا اعتزاز بلاده بالعلاقات الوطيدة والمتميزة التي تربطها بمصر. باعتبارها إحدي ركائز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والحرص علي دعم تلك العلاقات بما يضمن تعزيز الشراكة القائمة بين البلدين وتطويرها علي مختلف الأصعدة بينما طلب الرئيس السيسي نقل تحياته إلي الرئيس الفرنسي. وذكر السفير بسام راضي أن اللقاء شهد تباحثا حول عدد من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية. وسبل تعزيز الشراكة بين البلدين في عدد من المجالات وخاصة الثقافية. حيث أشار وزير الخارجية الفرنسي إلي مشروع المتحف المصري الكبير معربا عن استعداد فرنسا للتعاون الثقافي مع مصر في هذا الإطار خاصة مع قرب افتتاح المتحف. وهو الأمر الذي رحب به الرئيس. موضحاً أنه من المقرر أن تشهد مصر خلال الفترة المقبلة الانتهاء من عدد من المشروعات الثقافية الكبري مثل المتحف المصري الكبير ومتحف الحضارة وتطوير هضبة الأهرامات والأوبرا العالمية بالعاصمة الإدارية الجديدة وغيرها من الصروح الثقافية التي ستقام علي طراز عالمي فريد. وأكد الرئيس السيسي حرص مصر علي ترسيخ الشراكة والتعاون الثقافي بين البلدين في إطار تلك المشروعات. من خلال إسهام ثقافي يعكس الترابط الحضاري بين مصر وفرنسا في ضوء ما تملكه فرنسا من رصيد ثقافي ومؤسسات عريقة مثل متحف اللوفر. الأمر الذي يؤهلها لأن يكون لها حضور ثقافي واسع وثري في تلك المشروعات. وأوضح السفير بسام راضي أن اللقاء شهد مناقشة التطورات المتعلقة بعدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. علي رأسها الوضع في ليبيا وسبل الدفع قدما بجهود التسوية السياسية. حيث أكد الجانبان إرادتهما الواضحة للعمل علي إعادة الأمن والاستقرار في ليبيا خاصة في ظل ارتباط ذلك المباشر بأمن مصر ومنطقة البحر المتوسط مؤكدين أهمية إجراء الانتخابات باعتبارها المصدر الوحيد للشرعية. كما اتفقت وجهات نظر الجانبين علي حدوث تقدم نسبي بالمشهد الليبي يجب البناء عليه واستغلاله رغم وجود بعض التحديات التي يجب التعامل معها. كما شددا علي ضرورة دعم جهود توحيد الجيش الليبي وتحسين البيئة الأمنية. كما تم التطرق أيضاً لآخر مستجدات الأزمة السورية. ولاسيما سبل الدفع بالحل السياسي لتسوية الأزمة. ودعم الجهود الرامية لصياغة دستور جديد والتحضير للانتخابات وقد أكد الرئيس موقف مصر الداعم للحل السياسي في سوريا بما يحفظ كيان ووحدة الدولة السورية وسلامة أراضيها مشيرا إلي أهمية بذل كل الجهود من أجل وقف نزيف الدم واستئناف المفاوضات علي أساس مرجعيات الحل السياسي. وتناول اللقاء كذلك آخر مستجدات القضية الفلسطينية. التي تعد القضية العربية المحورية حيث أكد الرئيس دعم مصر للجهود والمبادرات الدولية الرامية للتوصل إلي تسوية عادلة وشاملة وذلك طبقا للمرجعيات الدولية المتفق عليها. وعلي أساس حل الدولتين وفقا لحدود 1967 تكون فيه القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين.