في شارع من شوارع مصر الأثرية ناحية الخليفة تقع زاوية أو قبة الشيخ زين الدين يوسف.. وتُعرف بجامع القادرية. والشيخ زين الدين هو شيخ مشايخ الإسلام عُرف بالصلاح والتقوي وكان يقيم عند عمه أبو البركات أبو محمد شيخ الأكراد بالمكان المعروف باسم "بلانش" في جبل الهكارية من أعمال الموصل. وحدث أن حاكم الموصل قرر قتل هذا العم أبو البركات.. لأنه كان من رجال العلم والأدب وصاحب فضل وكان له أتباع كثيرون بالغوا في احترامه وإطاعة أوامره بالإضافة إلي اكتسابه لحب الجماهير مما أوغر صدره وشعر بالحقد عليه والخوف من سيطرته وزيادة إقبال الناس عليه فقتله بالفعل سنة 664. تقول الدكتورة سماء ماهر نقلاً عن المقريزي إن الشيخ زين الدين خشي علي نفسه من بطش حاكم الموصل فقرر الهروب تاركاً الأمراء وذهب إلي قرية في الشام تعرف ببيت فاز وعاش فيها عيشة مترفة واقتني الخيول المطهمة والمماليك والجواري وغيرها من أدوات العظمة وأساليبها.. وبعد فترة خاف علي نفسه من عيون الحقد والغيرة ويحدث له كما حدث لعمه أبو البركات. وانقطع للعبادة وترك الشام وترك فيها ولده عزالدين ورحل إلي القاهرة وأقام بها منقطعاً للعبادة في زاويته التي عُرفت في وقتها باسم "الزاوية العدوية" نسبة إلي جده عدي. ويصف ابن الزيات الشيخ زين الدين فيقول إن هذا الشيخ من المجتهدين له حكايات وحكايات.. ويروي أنه بينما كان مسافراً ذات يوم في بعض الطرقات شعر بعطش شديد ورأي "كوزاً" ملوءة بالماء ومعلقة بالهواء يصطدم بها فتاقت نفسه للشرب منه فجلس تحت "الكوز" لعل أحداً من أهل المنزل يخرج ويسقيه من هذا "الكوز". وبينما كان جالساً إذ أخذته سنة من نوم فرأي في المنام حورية جميلة فقال لها في المنام أنت لمن؟ قالت لمن يخالف نفسه ويترك شهوة الماء المبرد في الكوز فقال ما بقي لي حاجة في ذلك فضربت الكوز بكمها فتكسر واستيقظ علي صوت وقعه علي الأرض فحمد الله الذي عوضه عن ارتوائه بمياه الكوز بتلك "الحوراء" لهذا عرف بصاحب "الحورية". المهم أن الشيخ زين الدين ظهرت كراماته التي استوجبت بناء هذه القبة العظيمة وانقطع في زاويته حتي توفي في سنة 697ه ودفن في زاويته بالخليفة وبأعلي الباب يوجد لوح من الرخام حفر عليه نسب الشيخ زين الدين يوسف صاحب الزاوية.