أخيراً.. جاء الفرح إلي القلعة البيضاء.. وعادت الابتسامة إلي جمهوره بعد أن فاز الأبيض بالبطولة الخاصة في مواجهة غريمه العتيد الأهلي.. وكتب اسمه بطلاً للقمة 116. بتغلبه علي الأحمر بطل الدوري الممتاز حامل اللقب بهدفين مقابل هدف واحد في اللقاء الذي جري بينهما باستاد القاهرة ضمن منافسات الجولة 34 للمسابقة. وهي نهاية سعيدة تمناها جمهور الأبيض تعويضاً عن ضياع البطولة وحالة الاهتزاز في نتائجه طوال الموسم. هذا الفوز لم يمنح الزمالك لقباً ولكنه أعطاه عدداً من المكاسب المهمة منها أنه فك عقدته من الأهلي إذ إنه الانتصار الأول في قمم بطولة الدوري منذ مايو 2007. وأعاد الابتسامة والأمل لجمهور الزمالك. وحصل عدد من لاعبيه علي "قبلة الحياة" للاستمرار في القلعة البيضاء بعد أن كانوا مهددين بالخروج من بوابة الفريق. ميلاد مدرب محنك وهذا الفوز أعلن عن ميلاد مدير فني محنك هو خالد جلال الذي قاد الفريق في مواجهة غاية في الصعوبة وفي ظروف غير مساعدة. ونقول ذلك لأن التكتيك الذي لعب به المباراة كان جريئاً للغاية حيث لم يصبه الخوف أو الحذر الزائد. فالتشكيلة ثم التغييرات كانت هجومية. علماً بأنه كان يواجه بطل الدوري صاحب أكبر عدد من الأهداف هذا الموسم "73 هدفا" وكان يفترض أن تكون خطته دفاعية بحتة وهو الشئ الذي لم يحدث.. ومن هنا فهو يستحق التحية والتقدير. أبطال الأبيض ويستحق كل لاعبي الزمالك التحية أيضاً.. خصوصاً رباعي الدفاع النقاز وعلاء والونش وأبو الفتوح حيث تفوقوا أغلب الوقت علي مهاجمي الأهلي باستثناء بضع دقائق في الشوط الثاني نتيجة الضغط المتتالي للأحمر. كما بذل محمود عبد العزيز وطارق حامد مجهوداً سخياً للغاية طوال المباراة. وبرز أيمن حفني في الشوط الأول وكان مزعجاً بتحركاته العريضة وتمريراته المباغتة وأما معروف يوسف فكان أفضل لاعبي الأبيض في الشوط الأول وهو صاحب صناعة الهدف الثاني. وظهر كاسونجو إيجابياً بتحركاته السريعة وبقوته الجسمانية. وبذل أوباما جهداً واضحاً ولكنه يحتاج لتركيز أكثر عند استلام وتسليم الكرة.. وأما جنش فهو بطل بكل تأكيد بتصديه للعديد من الكرات الخطرة ببراعة. كفاح الأهلي وعن الأهلي فقد أدي لاعبوه بقوة وكفاح منذ البداية وتسبب الهدف المبكر في ارباك الفريق. وعندما تماسك وبدأ في الضغط علي مرمي الزمالك جاء الهدف الثاني الأمر الذي جعل لاعبيه يصابون بالتسرع والرعونة. وبعضهم انساق وراء العصبية فخرجوا عن جو المباراة. ولم يكن التركيز مكتملاً في الثلث الأخير عند انهاء الهجمات أمام مرمي محمود جنش المتألق.. وقد فعل حسام البدري ما عليه بعد أن قام بتنويع التكتيك والتكنيك خلال المباراة. تهنئة للحنفي وعن الحكم محمد الحنفي فيستحق التهنئة علي خروجه بها إلي بر الأمان بعد غياب طويل للتحكيم المصري عن لقاءات القمة. وقد استخدم البطاقة الصفراء 10 مرات واحتسب ركلة جزاء. ورغم توتر وعصبية اللاعبين إلا أن أغلب قراراته كانت صحيحة. وأخطائه كانت في أمور غير فنية. ولو كان قد استخدم البطاقة الحمراء ما لامه أحد.. ويبدو أنه أراد أن يحافظ علي سير اللقاء بدون أن تشتعل أكثر مما هي ساخنة. جدية وسرعة وعن المباراة.. فقد جاءت مفاجأة للجميع بهذه الجدية والسرعة والخشونة علي الرغم من كونها غير مؤثرة في مصير المسابقة ونقاطها الثلاث التي حصل عليها الزمالك رفعت رصيده إلي 61 نقطة وجعلته ثالثاً مؤقتاً ويظل الأهلي في الصدارة مع الدرع ب85 نقطة. هدف مبكر جاء الشوط الأول سريعاً وحماسياً وخشناً. تفوق الزمالك في البداية باستحواذه علي الكرة معتمداً علي مناورات أيمن حفني. ومن ركنية وصلت الكرة إلي حفني رفعها أمام المرمي مرت من فوق الرءوس لتصل إلي كاسونجو علي حافة منطقة الجزاء لينقض عليها مسدداً مباشرة أرضية علي يمين محمد الشناوي "6". تسبب الهدف الزملكاوي المبكر في اشعال المباراة بالحماس والسرعة. ولكن كثرت الفاولات والأداء الخشن ووقعت مشادة بين النقاز والسولية وتوقف اللعب لتهدئة الأجواء الساخنة. وأدي تسرع لاعبي الزمالك وعدم دقة التمرير في توقف هجماته في منتصف الملعب. ومنها يبدأ الأهلي محاولته الهجومية. وكانت أول تسديدة خطرة للأحمر من وليد سليمان الذي تقدم وسدد بقوة بيسراه اصطدمت بالأجسام الزملكاوية وانحرفت في طريقها عن المرمي لتخرج إلي ركنية "17". وبمرور الوقت وضح تفوق الأهلي في التنظيم والسيطرة علي منطقة الوسط واعتمد الزمالك علي الهجوم المرتد مستغلاً سرعة كاسونجو. هدف ثان وقاد معروف يوسف المجتهد واحدة من مناوراته من جهة اليسار فتقدم وراوغ ومرر عرضية مباغتة إلي منطقة دفاع الأهلي ليأتي أيمن حفني من أقصي اليمين لينقض علي الكرة وسددها مباشرة بيسراه علي يمين الشناوي محرزاً هدف الزمالك الثاني "21". استحواذ الأهلي ازداد اللعب إثارة بعد الهدفين. وصار الأهلي الأكثر استحواذاً علي الكرة رغبة في الهجوم للتعويض. وتراجع لاعبو الزمالك للحفاظ علي الهدفين وتوقف اللعب مرات عديدة للخشونة والفاولات المتبادلة. وكاد مروان محسن يحرز هدفاً للأهلي عندما جاءته الكرة العرضية من صبري رحيل المنطلق في اليسار ولكن تسديدته بالرأس علت العارضة بقليل "23". توتر وعصبية وشهد الربع ساعة الأخير توتراً من اللاعبين ونال أيمن أشرف من الأهلي وأيمن حفني من الزمالك انذاراً للخشونة المتبادلة. ونال أيضاً أوباما انذاراً آخر للخشونة ضد سعد سمير الذي خرج بعدها متأثراً للاصابة ولعب بدلاً منه محمد نجيب. واستمر هجوم الأهلي ولكن بلا جدوي لينتهي الشوط بتقدم الزمالك بالهدفين. مبادرة هجومية حمراء أشرك حسام البدري المدير الفني للأهلي إسلام محارب مع بداية الشوط الثاني بدلاً من حسام عاشور للاستفادة من قدراته الهجومية وأخذ الأحمر المبادرة الهجومية وقابله الزمالك بالارتداد السريع. أنقذ محمود جنش مرماه من هدف محقق من رأسية لوب سددها محارب حولها إلي ركنية "52". وكثرت الركنيات علي الزمالك يميناً ويساراً وقاوم جنش وخط الدفاع. ودفع خالد جلال المدير الفني بمحمد عنتر مكان أيمن حفني المجهد لتنشيط هجوم الزمالك "57". وهو ما حدث فعلاً. ليتبادل الفريقان الهجمات وسدد طارق حامد للمرة الأولي من كرة هيأها إليه عنتر علت العارضة "61". فرصتان للأحمر ويهدر مروان ومحارب فرصتين متتاليتين في لعبة واحدة في هجمة سريعة أحبطها معروف يوسف ومحمود علاء بتدخلهما قبل لحظة التسديد في المرتين "63". وخرج أوباما ونزل مكانه محمود دونجا في الزمالك وصلاح محسن مكان نيدفيد "65". فرص وهدف وأهدر كاسونجو المنفرد هدفاً محققاً عندما انفرد بمرمي الشناوي بعد أن ارتدت إليه تسديدة طارق حامد في هجمة منظمة "66" واحتسب الحكم محمد الحنفي ركلة جزاء للأهلي بعد أن سدد أحمد فتحي كرة من ركلة حرة اصطدمت بجسم ويد كاسونجو سددها وليد سليمان بنجاح ليكون هدف الأهلي "71". وتشتعل المباراة في الثلث ساعة الأخير. وينفرد كاسونجو ولكنه يرتكب فاولاً أثناء محاولته المراوغة. وينفرد صلاح محسن ويسدد بقوة ويحولها جنش لركنية "75" ويتصدي جنش لكرة مباغتة من السولية بنجاح "76". مغامرة جلال يشترك أحمد مدبولي مكان محمود عبد العزيز في تغيير مغامرة "77" حيث عدل من تكتيك الوسط بنقل معروف لوسط الملعب ليلعب مكانه في اليسار مدبولي. ووسط المناوشات الهجومية تصدي القائم الأيمن للزمالك كرة رأسيه لمروان محسن لتعيدها إلي الملعب بدلاً من دخولها للشباك "82". وأعلن صلاح محسن عن نفسه وينفرد من جهة اليمين وسدد بكل قواه ولكن المتألق محمود جنش يخرج الكرة إلي ركنية "85" وانتفض الأهلي في هجوم متتالي بحثاً عن التعادل ولكن التسرع وعدم التركيز في انهاء الهجمات بالإضافة إلي استبسال الدفاع الزملكاوي حال دون دخول هدف ثان للأهلي. لتنتهي المباراة بالفوز الثمين للزمالك بعد غياب طويل.