* يسأل إسلام محمد من المنوفية: لقد صمت بعض الأيام تطوعاً في شهر شعبان ولكن أكلت وشربت ناسياً في بعضها. فها حكم من أكل أو شرب ناسياً في صيام التطوع؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: ذهب الحنفية والشافعية والإمام أحمد إلي أن الصائم إذا أكل أو شرب ناسياً لم يفسد صومه ولا شيء عليه. سواء قل الأكل والشرب أو كثر. وممن ذهب إلي هذا الرأي: الحسن البصري ومجاهد وإسحاق بن راهويه وأبو ثور وداود بن علي وعطاء والأوزاعي والليث. وقال ربيعة ومالك: يفسد صوم الآكل والشارب الناسي.. وعليه القضاء. والصحيح القول الأول وهو ما تدل عليه نصوص كثيرة منها: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي -صلي الله عليه وسلم-: من أكل ناسيا وهو صائم فليتم صومه. فإنما أطعمه الله وسقاه" "رواه البخاري ومسلم" ولفظ مسلم هو: "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه. فإنما أطعمه الله وسقاه" وحمل المالكية الحديث علي صيام النفل. وفيه نظر. لأن قوله -صلي الله عليه وسلم-: "صائم" نكرة في سياق الشرط فتعم كل صيام. وأيضاً فان الحديث في رواية عند ابن حبان وابن خزيمة والطبراني في الأوسط والدارقطني والبيهقي والحاكم قد صرح بانه صيام. رمضان. قال -صلي الله عليه وسلم-: "من أفطر في شهر رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة". وعنه رضي الله تعالي عنه قال: "جاء رجل إلي النبي -صلي الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله. إني أكلت وشربت ناسياً وأنا صائم فقال: "اطعمك الله وسقاك". "رواه أبوداود والنسائي وغيرهما". فهذه النصوص تدل دلالة واضحة علي أن من أكل أو شرب ناسياً. فلا قضاء عليه ولا كفارة وصومه صحيح سواء كان فرضاً كصوم رمضان. أو كان تطوعاً وهو الموافق لقوله تعالي: "وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفوراً رحيماً". "سورة الأحزاب: 5" وقوله تعالي: "ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا". "سورة البقرة: 286". قد ثبت في الصحيح أن الله أجاب هذا الدعاء. وقال -صلي الله عليه وسلم- قال: "إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه". "رواه ابن ماجه والبيهقي" وعليه: فإن القول بفطر من أكل أو شرب ناسيا قول ضعيف لا دليل عليه. * يسأل حمدي شعبان محام بالنقض: ما الأحاديث والأثار الواردة في شأن ليلة النصف من شعبان؟ ** يجيب: ورد في شأن ليلة النصف ما روي ابن ماجه والبيهقي عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها. فان الله ينزل فيها لغروب الشمس إلي سماء الدنيا. فيقول: ألا مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فارزقه؟ ألا مبتلي فأعافيه؟ ألا سائل فأعطيه؟ ألا كذا. ألا كذا؟ حتي يطلع الفجر". في حديث أن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلي ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة". وروي ابن جرير عن عثمان بن محمد بن المغيرة: أن النبي-صلي الله عليه وسلم- قال: "تقطع الأجال من شعبان إلي شعبان حتي إن الرجل لينكح ويولد له. وقد أخرج اسمه في الموتي". وروي ابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم عن عكرمة قال في تفسير قوله تعالي: "إنا انزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين" فيها يفرق كل أمر حكيم" "الدخان: 3-4" في ليلة النصف من شعبان يبرم أمر السنة. وينسخ الأحياء من الأموات ويكتب الحاج. فلا يزاد فيهم ولا ينقص. * يسأل محمد فؤاد بكالوريوس تجارة من أخميم - سوهاج: هل صحيح ان من قعد عن طلب الرزق الحلال سيأتيه رزقه من حرام؟ ** يجيب: ما ذكرته صحيح. لانه الإنسان لابد له من ان يسعي في طلب ما قدر له من الرزق. فاما ان يأخذ بالأسباب الشرعية. فيناله من حله. واما ان يأخذ بضدها فيناله من غير حله. ومن قعد عن طلب الرزق. لا يلزم أن يأتيه رزقه من حرام. فقد يرث مالا. أو يوهب له ما ينفق منه. أو يحصل غير ذلك من وجوه التملك المباحة. ولكن ان قعد عن طلب الرزق مع كونه قادراً علي التكسب. وتكفف الناس. وسألهم ما بأيديهم. فقد ترك الطلب المباح. وتسبب إلي الرزق بوجه مباح. وهو مسألة الناس. فقد يكون ما ذكرته أغلبيا. بمعني أن من لم يطلب الرزق. من حله فانه في الغالب يتكفف الناس. أو يعدل إلي طلبه من طريق محرم. لكن لا يمكن الجزم باطراد هذا وانه حاصل ولابد.