صلاح ورونالدو في المربع الذهبي

هاتريك

فاصل جديد من الإبداع والتألق قدمه لنا أسطورة الكرة المصرية ومعشوق الملايين محمد صلاح نجم الكرة العالمية ونادي ليفربول الإنجليزي عندما قاده ببراعة لاكتساح مانشستر سيتي الخطير بثلاثية نظيفة ورائعة في مباراة للذكري والتاريخ لأنها وضعت ليفربول علي أبواب المربع الذهبي لبطولة دوري أبطال أوروبا كون هذه الثلاثية النظيفة في لقاء الذهاب لدور الثمانية عندما يحققها فريق في حجم وخبرات وما يمتلكه من نجوم مبدعين أمثال محمد صلاح وفيرمينيو وساديو ماني فإنه من الصعب علي المان سيتي تعويض هذه النتيجة في لقاء العودة بملعبه "الاتحاد" رغم الاعتراف بالقوة الرهيبة التي يتمتع بها بقيادة نجمه البارع كيفين دي برونيه البلجيكي وكفاءة وخبرات مديره الفني بيب جوارديولا والذي قادهم بمهارة عالية للفوز بالدوري الإنجليزي أصعب وأقوي وأفضل دوري في العالم قبل نهايته بعدة أسابيع.
رغم هذا الواقع الذي يؤكد أن المان سيتي يعيش أفضل أيامه حتي رشحه الخبراء للوصول لنهائي كأس بطولة دوري الأبطال الأوروبية ولكن هذا اللقاء الذي قدم فيه ليفربول بقيادة الأسطورة المصرية محمد صلاح عرضاً تاريخياً ونموذجياً في فنون وديناميكية الخطط الدفاعية والهجومية من حيث الصلابة وحسن التنظيم والقدرة علي الاختراق وإيجاد الثغرات في دفاع المان سيتي.. أكد ان يورجن كلوب المدير الفني الألماني لليفربول يمتلك في عقليته مفاتيح مواجهة جوارديولا ويعرف كيف يتفوق عليه ويدمر أسلحته الهجومية.. ويفتح دفاعاته علي مصراعيها.. نعم فعلها الألماني العالمي كلوب وحقق فوزه السادس علي جوارديولا بعد ان انتقل الصراع بينهما من ألمانيا إلي مملكة الإنجليز بكل ما تتسم به الساحرة المستديرة من مفاجآت ومتعة وإثارة وقوة.. والهزيمة الوحيدة للمان سيتي في الدوري كانت أمام ليفربول.
كالعادة كان أسطورة مصر الساحر محمد صلاح الورقة الرابحة لكلوب وكلمة السر لتحقيق هذا الانتصار التاريخي الذي أسعد ملايين المصريين وعشاق ليفربول وقلب كل التوقعات في صراع جبابرة أوروبا علي كأس أنديتها الغالي.. وبات صلاح مع نجوم فريقه ومدربه كلوب في المربع الذهبي بنسبة لا تقل عن 95%.. ويمكن أن نقول لجوارديولا انس كأس أوروبا هذا العام أيضاً لأن ليفربول يقوده صلاح العالمي وثلاثية نظيفة ساحقة.
وإذا كانت نتيجة مباراتي برشلونة وروما 1/4 للبارسا وأشبيليه مع بايرن ميونيخ 2/1 لصالح العملاق الألماني جاءت طبيعية ومنطقية فإن المفاجأة الأخري في دور الثمانية تمثلت في الفوز الساحق الذي حققه نجوم ريال مدريد أبطال أوروبا بقيادة الصاروخ البرتغالي رونالدو أحسن لاعب في العالم علي اليوفنتوس الإيطالي بثلاثية نظيفة وتكمن المفاجأة في نجاح الريال النادي الملكي الإسباني في تحقيق هذا الفوز التاريخي علي اليوفي داخل إيطاليا بمدينة تورينو ووسط جماهيره ليتأكد من جديد مدي المعاناة التي تعيشها الكرة الإيطالية في المرحلة الحالية وأدت لفشلها في التأهل لمونديال روسيا.
أثبت كريستيانو رونالدو وبنزيمة ومارسيلو ومودريتش في هذه المواجهة الكبري أنهم يمتلكون مع مدربهم الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان مفاتيح وأسرار بطولة أبطال أوروبا التي يحملون رقماً قياسياً في الفوز بها 12 مرة.. كريستيانو تلاعب بدفاعات اليوفي الشهيرة ونجح مع نجوم الريال في تدميرها.. بل زاد رونالدو هذه المباراة متعة وإبداعاً وسحراً بهدفه التاريخي الثاني الذي سجله من ضربة مزدوجة خلفية "دبل كيك" وسط ذهول دفاع اليوفي وبوفون حارس إيطاليا العظيم الذي اكتفي بالمشاهدة والاستمتاع بالهدف مثلنا.. ليثبت رونالدو أيضاً أنه ماكينة أهداف لا تتوقف مهما كانت التحديات ويعلن أنه الأحق بالوصول مع الريال للمربع الذهبي وأنه متمسك بالدفاع عن كأس أوروبا الغالية.