لا يزال الحديث موصولاً عن الحزب الوطني وفلوله ونشطائه الذين يتسللون إلينا من جديد.. الكل مشغول ومهموم بحصارهم وابعادهم عن الساحة السياسية قبل أن تبدأ معركة الانتخابات البرلمانية. في لحظات التأمل التي تستدعيها الحوارات المستمرة بأصوات تتفق تارة وتتعارك علي طول الخط والدعوة التي تملأ مصر بضرورة العزل السياسي نجد أنفسنا نبحث عن آليات حاسمة ويلح السؤال هل بالقانون الذي وعدنا به المجلس العسكري بعد حالة الجدال الصاخبة والمستمرة حول إمكانية تطبيقه من عدمها؟ منذ دخول الحزب الوطني ساحة الحياة في مصر ومسلسل الفساد لم يتوقف فقد استطاع أعضاؤه كباراً وصغاراً أن يتغلغلوا ليفرضوا هيمنتهم وسطوتهم علي جميع مناحي الحياة وأصبح تاريخ الحزب ملوثا بالسلب والنهب والنفاق والخداع مما جعل الكثيرين يرونه رمزاً للشر والقبح والدمار. لقد أظهرت الأحداث المتتالية بعد الثورة أن هناك من يسعي إلي تدمير الوطن وفي كل مرة تشير أصابع الاتهام إلي الفلول الذين لا يريدون أن يعيش الوطن في سلام ويريدون الانقضاض علي المستقبل مثلما التهموا الماضي. والمطلوب في هذه المرحلة أعمال صوت العقل ولا يزيد أن تستمر نوبات اليأس أو نعطل مسيرة الثورة لحصار الفلول.. حقيقة أن العزل قد يشفي الغليل لفترة لكن المؤكد والأهم أن يتحمل كل ناخب مسئوليته في اختيار الأفضل لمصر والمستقبل.. فقد آن الأوان لنستعيد الحياة بدون حزب نهب وأفسد فرق وشتت وأخيراً سواء طبقنا العزل أم لا لابد ألا نترك مصر فريسة لهم وكفانا وكفاهم ما اقترفت أياديهم في حق الوطن.. ولقد تعلمنا الدرس فمن الظلام يأتي النور هذه فلسفة الحياة.. نوجه الدعوة لكل الشرفاء باطلاق شرارة النور رحمة بهذا الوطن الجميل وشعبنا الواعي لديه القوة للتخلص من أشباح الماضي وطي هذه الصفحات السوداء إلي غير رجعة.