بعيداً عن النتيجة الرسمية للانتخابات الرئاسية المقرر إعلانها يوم الاثنين القادم.. فإن الواقع يؤكد أن الجمعية العمومية للشعب المصري الأصيل اختارت الاستقرار والانطلاق في مسيرة التنمية والبناء ومواجهة الإرهاب وأباطيل أهل الشر الذين يريدون الإيقاع بالوطن في جب سحيق. تصوروا أنها ستكون انتخابات هزيلة.. فإذا بها تبهر العالم رغم عدم وجود حالة تنافسية ورغم الغلاء والإجراءات الاقتصادية الصعبة التي تم اتخاذها وظروف المعاناة التي يحياها الغالبية ويعانون بسببها!! لم يلتفت الشعب الصابر الواعي لفتاوي الإخوان ومن يسير في ركبهم بتحريم الانتخابات ولا بتحذيرهم من النزول في اليوم الأخير للتصويت بدعوي العواصف الترابية المرتقبة وعدم استقرار الجو.. ولا بدعواتهم قبل بدء التصويت بالمقاطعة تارة بأن الانتخابات - كما قلت - محسومة مسبقاً.. وأخري بدعوي عدم وجود منافسة فعلية!! لكن ما حدث وما رأيناه وشاهده العالم أصابهم بالسعار في منابرهم الإعلامية بالخارج وقالوا إنها انتخابات العواجيز والمعاقين.. وتناسوا أن كبار السن الذين يهاجمونهم بهذه الطريقة.. هم الآباء والأعمام والأخوال والأمهات والخالات والعمات.. الخ ممن تعلمنا احترامهم وتوقيرهم وتقبيل أياديهم والاستفادة بخبراتهم. تناسوا أن كبار السن من الرجال والسيدات وأصحاب الأمراض والاحتياجات الخاصة حرصوا علي أداء الواجب واختيار المستقبل للأبناء والأحفاد وأجيال المستقبل في ربوع مصر. لكن الشيطان أغواهم فتناسوا كل ذلك وتناسوا القيم والأخلاق والواقع وانطلقوا ينفذون ما يملي عليهم متصورين أنهم بذلك سيحققون هدم الدولة.. وخاب ظنهم مع طوابير الناخبين الذين توافدوا منذ اليوم الأول وزاد إقبالهم في الساعات الأخيرة من اليوم الثالث رغم العواصف الترابية والظروف الجوية الصعبة التي لم نشهدها من قبل. المشهد يؤكد أن نسبة الإقبال في ظل كل هذه الظروف والمعطيات ورغم المحاولات الشيطانية والشائعات المغرضة للحد من النزول إلي اللجان تتجاوز نسبة 40%.. وكانوا يخططون ألا يزيد علي 5%. خططهم الشيطانية للإحجام عن الذهاب للانتخاب تحطمت مرتين.. الأولي خلال التصويت بالخارج خاصة في عواصم الثلج والبرد والعواصف.. ورأينا نماذج من المصريين يقطعون المسافات التي تقدر بالمئات من الكيلومترات بالسيارات أو بالطائرات وبمختلف وسائل المواصلات المتاحة من كافة المدن التي يتواجدون بها في معظم البلدان التي يعملون فيها لكي يصلوا إلي مقار التصويت "البعثات الدبلوماسية" حاملين أعلام بلدهم ويرددون الأغاني الوطنية لشحذ الهمم والتأكيد أمام الدنيا بأسرها أنهم علي قلب رجل واحد من أجل مصر الوطن الحبيب. نفس الشيء رأيناه في الداخل.. معظم اللجان كان أمامها الشباب والبنات والرجال والسيدات من كافة الأعمار يغنون لمصر.. حتي الأمريكان الذين حضروا للرقابة علي الانتخابات تفاعلوا مع هذه المظاهر المصرية المتفردة.. ورأيناهم يرقصون بالعصا مع أهالي المنوفية.. وتناولوا معهم الفطير المشلتت. شهد هؤلاء المراقبون بالنزاهة والحيدة داخل كل اللجان التي تفقدوها في أكثر من محافظة فلا مجال للتلاعب أو التأثير علي الناخب ولكن هناك حرص من الدولة علي أن ينزل ويؤدي واجبه بالشكل الذي يريده.. وهذه هي الديمقراطية التي لا يعرفها أهل الشر. جماعة الإخوان الإرهابية مازالت تعمل في السر والعلن وبمساعدة أطراف إقليمية ودولية وعون أجهزة مخابراتية بطريقة "يا نحكمكم.. يا نقتلكم ونحطم مستقبلكم".. لكن الشعب صاحي لأفعالهم وهذا درس جديد لهم.. فهل يتعلمون ويعودون لصوابهم؟! نتمني.. لكن تاريخهم يؤكد أنهم لا يتعلمون وأن الغرض عندهم مرض عضال لا يتم الشفاء منه.