حسنًا فعل هيكتور كوبر المدير الفني الأرجنتيني لمنتخب الفراعنة لكرة القدم حينما استغل مباراتيه الدوليتين التجريبيتين في الدفع بكل لاعبيه بمعسكر سويسرا للمشاركة في ضربة البداية لبرنامج الاستعداد لمونديال عظماء الكرة العالمية بروسيا نعم خسر المنتخب المصري مباراتيه أمام كل من البرتغال 1/2 ثم اليونان صفر/1 ولكن الأهداف المرجوة من التجربتين أهم بكثير من النتيجة وأنها تتمثل في منح كوبر رؤية واضحة عن قدرات وإمكانيات كل لاعب حتي يتمكن من تحديد البدائل المناسبة لكل مركز بالمنتخب في حال حدوث أي طارئ بإصابة أو تراجع مستوي أحد اللاعبين الأساسيين. المباريات التجريبية تتيح للمدرب فرصة التعرف علي نقاط القوة والضعف والأخطاء التي يقع فيها لاعبوه نتيجة المواقف الصعبة التي يتعرضون لها خلال أحداثها ليتمكن هو من جانبه من علاجها.. وفي الوقت نفسه تكسب هذه المواقف الصعبة اللاعبين الخبرة الدولية التي تؤهلهم لكيفية التعامل معها إذا ما تكررت في المباريات الرسمية وإيجاد الحلول المناسبة لها. وأري أن أهم الأخطاء التي وقع فيها المنتخب المصري تتمثل في عدم قدرة لاعبيه علي منع الكرات العرضية وفي مقدمتهم قلبي الدفاع أحمد حجازي وعلي جبر ومعهما حارسا المرمي محمد الشناوي ومحمد عواد ومن قبلهما بالطبع عصام الحضري وأحمد الشناوي وشريف إكرامي فالواقع يقول إنه رغم صلابة الدفاع المصري وحسن تمركزه وتنظيمه غير أن مرمي مصر أصيب ب "3" أهداف من تلك الكرات العرضية نتيجة الأخطاء المشتركة بين الحراس وقلبي الدفاع وكانت سببا في هزيمة الفراعنة في 6 مباريات وتعادلين منذ قدوم كوبر. رب ضارة نافعة أن تكرر هذا الخطأ الفادح بعدم قدرة لاعبي خط دفاع مصر مع ما شهدته تشكيلة الفريق من تغييرات يخسر الفراعنة من البرتغال واليونان بهدفين من البرتغال ثم بهدف من اليونان من ثلاث كرات عرضية وأري أنه درس غاية في القسوة والفائدة معًا لأن كوبر مطالب بعلاجه ووضع حل جذري لهذا الخطأ الفادح والمتكرر وعليه تكثيف بعض الأحداث التدريبية التخصصية لتعليم حراس المرمي ولاعبي خط الدفاع التكتيك المناسب والديناميكية منهم في التعامل مع الكرات العرضية وكيفية التخلص منها والقضاء علي خطورتها مثلما هم يجيدون تأمين العمق الدفاعي والتمركز حول المنطقة الخطرة. أما مقولة ان تصنيف مصر تراجع بعد الخسارتين فذلك ليس قضيتنا الأساسية الآن المهم هو إعداد المنتخب بالطريقة المثلي للعرس الكروي العالمي فلا أحد يختلف علي أن التشكيلة التي بدأ بها الفراعنة مباراتهم الأولي مع البرتغال تعد التشكيلة الأساسية للمنتخب في جميع مراكزه باستثناء من رأس الحربة الصريح وهو المركز الحائر بين مروان محسن وأحمد حسن كوكا وأيضا مركز حراسة المرمي والذي يشهد صراعًا كبيرًا وكان الطبيعي أن يلعب كوبر بتشكيل مختلف في مباراة اليونان ليحدد من يستمر معه حتي السفر لروسيا ومن البديل لكل مركز في التشكيل الأساسي.. وما فعله ليس بدعة لأن هناك منتخبات عديدة أشركت البدلاء في التجربة الثانية مثل منتخبات المغرب وتونس أو دفعت بعدد منهم لا يقل عن نصف الفريق. ورغم خسارة الفراعنة من البرتغال بالتشكيلة الأساسية ولكن أري أن المنتخب قدم عرضا رائعا وكان أكثر من ند لبطل أوروبا بقيادة كريستيانو أحسن لاعبي العالم بل وتفوق عليه في النتيجة والأداء أغلب فترات اللقاء.. ولولا حالة السرحان وفقدان التركيز والثقة في أن اللقاء انتهي بفوزهم في الدقائق الأخيرة وتكرار خطأ التعامل مع الكرات العرضية.. لما نجح رونالدو في خطف هدفي الفوز في الوقت بدل الضائع.. ولكن تلك التشكيلة للفراعنة أبهرت العالم أمام البرتغال. يعلم كوبر أنه مازال أمامه ثلاث مباريات دولية تجريبية قبل السفر لروسيا.. ومن الطبيعي أن يخوضها بالتشكيلة الأساسية لتحقيق أعلي درجات الانسجام والتفاهم بين أفراد وخطوط الفريق دفاعًا وهجومًا بقيادة أسطورة الكرة المصرية العالمي محمد صلاح.. والاطمئنان علي نجاحه في علاج أخطاء مباراتي سويسرا.. وأقول للمشككين إسبانيا سحقت الأرجنتين 6/1 وديًا فهل هذا يعني أن راقصي التانجو ليسوا من المرشحين للمنافسة علي الكأس الذهبية؟! الإجابة بالطبع لا.. سيبقي الأرجنتين في مقدمة المرشحين دومًا.. لذلك فالفراعنة أيضًا بخير.