مصر والسودان .. شراكة استراتيجية لصالح شعبي وادي النيل قوتنا في وحدتنا .. كل محاولات الأشرار محكوم عليها بالفشل المصريون بالخارج يضربون أروع الأمثلة في الوطنية * الخلاف سنة من سنن الحياة. وذلك علي كافة المستويات بين الأفراد أو العائلات. وحتي الدول الشقيقة. ولكن من الضروري أن يكون الخلاف من أجل إقرار الحق والحفاظ علي المصالح العليا أو لتحقيق الأمن القومي للدول المتجاورة. هنا نشير إلي أنه كان هناك اختلاف في الرؤي بين مصر والسودان في عدد من الموضوعات ترتب عليه سحب السفير السوداني من مصر وما تبع ذلك من مواقف وإجراءات.. لكنه لم يفسد العلاقات التاريخية للبلدين. وكان الشعبان متأكدين أن العلاقة ستعود في أسرع وقت وأن تلك الخلافات ستمر كسحابة صيف.. وها نحن نري علي مدار الأسابيع الماضية ومنذ مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة الأفريقية التي التقي خلالها بالرئيس السوداني عمر البشير قد حدثت بالفعل انفراجة في العلاقات وتغيرت وجهة نظر الجانب السوداني في بعض الأمور المتعلقة بسد النهضة واحتياجات مصر من المياه بعد أن تأكد لهم أن مصر لها الحق فيما تطالب. * بالأمس كانت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير لمصر وذلك بعد أن نجحت الجهود الدبلوماسية وجهازا المخابرات بالبلدين في إحداث التفاهمات المطلوبة ولعلنا نتوقف عند ما أعلنه الرئيس السيسي في الكلمة التي ألقاها أمام عدة آلاف من أبناء الشعب المصري وعدد من الإخوة السودانيين الذين حرصوا علي حضور اللقاء الذي كان عنوانه "الأسرة المصرية" قال الرئيس عبدالفتاح السيسي: إن مصر والسودان أسرة وحدة وشعب واحد بينهما علاقة أزلية متينة ومصير مشترك وطريق واحد. وأشار إلي أن الشعبين المصري والسوداني يجمعهما تاريخ وحضارة مشتركة وامتداد بشري متصل وعلاقات نسب وقرابة ومصاهرة علي نحو يجعل منهما شعباً واحداً في وطن واحد. أعتقد أن ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسي هذا يعتبر رسالة لبائعي الأوطان مرضي القلوب وعميان البصيرة الذين ظنوا أنهم يستطيعون إفساد تلك العلاقة التاريخية بين الشعبين.. وأبداً لن يفلحوا في ذلك مهما دفعوا من مليارات الدولارات.. وستبقي مصر والسودان شعباً ووطناً واحداً. * أبدي الرئيس السيسي في كلمته أيضاً سعادة بالغة لحضور الرئيس السوداني عمر البشير والوفد المرافق له هذا الاحتفال بيوم الأسرة المصرية وقال بالحرف الواحد إنه سعيد بحضور أخ كريم وشقيق عزيز وصديق مقرب نرتبط معه بعلاقات أزلية لا انفصام فيها.. وهذا الكلام بصراحة خرج بصدق من قلب الرئيس عبدالفتاح السيسي.. وأكد ذلك عندما قال إن ما يربط الشعبين هو رباط مقدس تمتد جذوره منذ أن خلق الله الأرض وسيستمر حتي يرث الله الأرض ومن عليها. موتوا بغيظكم أيها الكارهون لمصر ولأشقائها المخلصين ولن تفلح محاولاتكم مهما أنفقتم من أموال أو خططوا لجرائمكم ضد الانسانية ومهما حاولت تلك الدويلة الداعمة للإرهاب أن تلعب في هذه المنطقة فإن الفشل الذريع ينتظرها. * الرئيس قال أيضاً: إن مصر تحرص علي استقرار السودان وأمنه وأن يحقق الرخاء الذي ينشده وأن مصالح السودان كانت وستظل جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر ومصالحها.. بما يتفق مع آمال وتطلعات الشعبين وما يجمعهما من مشاعر المحبة والمودة والرحمة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ. هذه رسالة جديدة لعناصر الشر المتربصين بالوطن تؤكد أن مصر علي العهد تساند السودان في تحقيق إرادة شعبه. * قال الرئيس السيسي في رسالة أخري للشعب المصري: إننا نتجاوز معًا بيد واحدة مكائد قوي الشر ومخططاتها ونواجه أحقادهم علي وطننا بصلابة وإصرار وبعزيمة لا تلين وعبقرية شعب رفض قبول الهوان ووضع خلال السنوات الماضية أساسًا راسخًا لدولة المستقبل التي نحلم بها جميعًا.. وأكد الرئيس أن ثقته في الشعب المصري ليس لها حدود. * حرص الرئيس علي توجيه الشكر للمصريين بالخارج الذين يقدمون نموذجًا ملهمًا ويضربون المثل ويشهدون العالم علي حبهم لمصر وحرصهم علي المشاركة الفاعلة والإيجابية في رسم ملامح المستقبل لهم ولأبنائهم ولأحفادهم ووجه التحية لكل من تحمل الظروف الصعبة مناخية كانت أو مشاق السفر من مدينة لأخري ليستطيعوا التصويت في الانتخابات الرئاسية بغض النظر عن توجهاتهم واختياراتهم. * أما الرئيس السوداني عمر البشير فقد أكد سعادته البالغة بحفاوة الاستقبال من الرئيس السيسي والشعب المصري وأعلن خلال الاحتفالية أنه ناقش مع الرئيس السيسي جميع الأمور التي من شأنها تحسين العلاقة بين الشعبين الشقيقين.. وقال إن الإنجازات التي تتحقق علي أرض مصر فخر لنا وأن قوة مصر تعني قوة السودان وحرص البشير علي نقل تحيات الشعب السوداني إلي الشعب المصري.. مؤكدًا أن علاقة الشعبين علاقة راسخة تعززها أواصر التاريخ والآمال والتطلعات المشتركة وأشاد بالحفاوة في الاستقبال. * أكد البشير في كلمته أنه بحث مع الرئيس السيسي تعزيز التعاون بين البلدين وأن اللقاءات الثنائية المباشرة بين الخرطوم والقاهرة لها آثار كبيرة للغاية في تحقيق المزيد من التفاهم والتعاون بين البلدين.. مشيرًا إلي أن العلاقات السودانية المصرية أمانة في عنق قيادة البلدين والتي هي علاقة تاريخ وجغرافيا ونهر النيل ومستقبل مشترك. أشار البشير في كلمته إلي مجموعة من التفاهمات حول المشروعات المشتركة بين البلدين.. مؤكدًا أن التعاون قوة للبلدين. وقال ليس لدينا خيار سوي تذليل العقبات لننطلق إلي الأمام إن شاء الله وليس لدينا بديل عن التعاون لأن هذه هي المصلحة والرغبة الأكيدة لشعبينا وهي التي نعبر عنها. اختتم البشير كلمته ب "ربنا يحفظ مصر وأمنها واستقرارها ونحن مع استقرار مصر ومع دعم الرئيس السيسي لأننا تعاونا معه وعرفناه عن قرب وعرفنا صدقه وتطلعاته للعلاقات القوية بين البلدين ولن أنسي له زيارته للخرطوم دون برنامج زيارة أو مراسم محددة ولم يهتم بهذه الشكليات لأن السودان بلده كما أن مصر بلدنا فنحن شعب واحد ونعمل يد بيد لمصلحة البلدين".