* النجاح الكبير الذي حققه العرض المسرحي "سلم نفسك" لطلبة الدفعة الثالثة لمركز الإبداع الفني والذي شاهده الرئيس عبدالفتاح السيسي وضيفه ولي عهد السعودية دفع "المساء الأسبوعية" إلي محاولة معرفة المشاهد التي جسَّدت هذا النجاح خلال العرض الذي أخرجه خالد جلال وقدمه مجموعة من نجوم المستقبل. عند دخولك صالة العرض ينكشف الستار عن خمسة فرسان من المستقبل يتفحصون القادم ويؤمنون علي وطنهم من أي عدوان إلي أن تعلن حالة الطوارئ بسبب ظهور كائن غريب بها محمل بالفيروسات ويصيب كل من يلمسه بأمراض غريبة ومستعصية علي العلاج حتي يتم وضع هذا الكائن بداخل إحدي غرف الكشف والملاحظة المتطورة ليجدوه أحد أجدادهم ويكون القرار بضرورة إعدام هذا الشخص حتي لا يصيب سكان المدينة بأمراضه وفيروساته. رئيسة الأطباء تعترض علي فكرة قتله وتطالب بفرصة لكي تتعرف علي هذا الكائن الغريب وما يحمله في رأسه وأفكاره فيتم وضعه تحت جهاز يكشف ما برأسه من ملفات فإذا بالملفات تفتح واحداً تلو الآخر لنكتشف سلبيات المجتمع وما آلت إليه أوضاعنا الحالية من تفكك وعدم ترابط وعدم احترام وغش وزيف وغيبة لتجد المدينة الفاضلة نفسها أمام فيروس شديد الخطورة يهدد أمنها وسلامتها. "الغيبة والنميمة" يجسِّد مشهد الغيبة والنميمة أولي الصدمات التي يفاجأ بها سكان المدينة الفاضلة ويكتشفون أن الإنسان الذي هبط عليهم من مكان مجهول قد جاء من عصر "الناس يأكلون فيه بعضهم البعض بألسنتهم" قاصداً بذلك "الغيبة" التي يمكن أن تتسبب في إحداث الفتن والقتل والحقد والغل وإثارة الشائعات التي تنهش في الأعراض وتحيل الوطن إلي خراب ودمار وعلي الرغم من عمق المشهد إلا أنه قدم في شكل غنائي رائع تمثل في أغنية "الشائعات". "تاجر الدين" من بين الأمراض التي تطرَّق إليها العرض في أحد المشاهد "تجار الدين" الذين يبيعون الوهم للشباب من أجل زيف الشهادة الوهمية وحور العين والتي تقوم علي أسس أفكارهم الإرهابية والمتطرفة وكيف يلتفون حول ضحاياهم والتي تؤسس فكرة "اللاوطن" وعدم الانتماء مستخدمين أساليب شيطانية للإيقاع بفرائسهم وللأسف لا يعرفون الحقيقة سوي بعد فوات الأوان وبعد أن تنتهي حياتهم وحياة عشرات الآلاف من الأبرياء معهم.. والمشهد صفعة مدوية علي وجه تلك الجماعات الإرهابية والمضللة. المشهد الغنائي الذي لا يتجاوز عشر دقائق يعبِّر عما حدث في الفترات السابقة وكيف يعمل هؤلاء المتطرفون علي بث سمومهم في عقول الشباب. "الدخيل" يأتي المشهد المتخيل بشأن الدخيل ومدي تأثيره إذا ما ظل علي هذا النحو لمدة ثلاثين عاماً مقبلة فالإبحار في عقل "الدخيل" يفاجئ الجميع بفساد الحياة والأخلاق ويجدون أنفسهم بداخل مجتمع منحل فاقد للأخلاق مثير للاشمئزاز متفكك غير مترابط فاقد للحب ويحتل الزيف مكان الصدق والإخلاص والانحلال مقابل الأخلاق الحميدة والغش مقابل الأمانة فهذا المشهد الساخر المصاحب بالبكاء يمثل الوضع الذي سيسود في المجتمع إذا استمر علي هذا المنوال والنحو. "حب الوطن" بين التضحية بالنفس من أجل إنقاذ الوطن تقرِّر كبيرة الأطباء المجازفة بنفسها وتلمس الشخص "الدخيل" لتتعرف علي ما بداخل هذا "الملف المغلق" بداخل عقله والذي يصعب فتحه حتي بأحدث الوسائل التكنولوجية فهذا الملف المغلق والسري لا يفتح سوي بمعرفة الشخص الدخيل نفسه ويصعب علي الفهم ويصعب اختراقه وبعد أن يتم فتح الملف يجدونه بمثابة بقعة الضوء الذي يتوحد عليها الجميع حينما يشعرون بخطر حقيقي وهي "حب الوطن" باعتباره المنقذ الوحيد للمدينة. وعلي الرغم من كافة العيوب والسلبيات التي بداخله إلا أن حبه لوطنه هو طوق النجاة الوحيد والذي تلبي دعوته قبل أن يهم بالنداء فيضحي الجميع بأرواحهم من أجله لنجد أن حب الوطن هو الشيء الوحيد الإيجابي الذي يحيا الجميع من أجله ويضحون بأرواحهم فداء له. تنهمر الدموع لحظة حديث أحد المجندين مع أمه وهو يعدها بعودته قريباً ليأتي الإرهاب الغاشم ليتحطم عليه قلب المجند وقلب الأم وقلوب المشاهدين وساعتها يسعي الجميع لحل شفرة الفيروس ويتم القضاء عليه لتعود المدينة الفاضلة "اليوتوبيا" إلي ذاتها ونفسها وتتخلص من كافة أمراضها ويعاد إليها سلامها وتعوض محصنة ضد أي مرض أو شيء دخيل. عرض "سلم نفسك" لا تزيد تكلفته علي "80" ألف جنيه نتاج ورشة التمثيل والارتجال للدفعة الثالثة بمركز الإبداع الفني يقوم ببطولته "27" فتاة وشاباً تم اختيارهم من بين مئات الشباب الذين تقدموا لنيل المنحة المجانية لمركز الإبداع.