دخلت أزمة نادي القصة في مرحلة حرجة أصبح فيها مهدداً بالإغلاق. وكما يقول الروائي نبيل عبدالحميد متسائلاً: ما حل هذه الثنائية المتناقضة المتمثلة في ما يعانيه النادي كراع للسرد القصصي والروائي منذ سنة 1954 حتي الآن. من ضائقة مالية يعجز بتأثيرها عن أداء دوره كما يجب. يضيف عبدالحميد: لقد ناشدنا وزارة الثقافة كثيراً كي تقوم بدورها في حل هذه الأزمة. لكن الوزارة خفضت الدعم الذي تقدمه للنادي من مائة ألف جنيه إلي 30 ألفاً! لقد بدأ النادي بمبادرة من رموز الإبداع السردي في الأدب العربي المعاصر: طه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف السباعي وعبدالحميد السحَّار ومحمود البدوي وسهير القلماوي وغيرهم. وقامت سلسلة الكتاب الذهبي التي أصدرها النادي بتحقيق الجماهيرية لنجيب محفوظ من خلال نشر رواياته: زقاق المدق. خان الخليلي. القاهرة الجديدة. بداية ونهاية. وأتاح ليوسف إدريس أن يصدر أولي مجموعاته القصصية "أرخص ليالي". وأصدر يوسف الشاروني مجموعته "العشاق الخمسة. وتوالت الأعمال التي قدمت للساحة الثقافية رموزاً مهمة في الإبداع: إسماعيل الحبروك. محمود السعدني. عبدالمنعم السباعي. وغيرهم. كما كان لمسابقات النادي دور لافت في إبراز الكثير من المواهب: رءوف حلمي. محمد البساطي. أسامة أنور عكاشة. صلاج عبدالسيد. فاطمة قنديل. وغيرهم ويذكر المثقفون دور مجلة "القصة" في إثراء حركة الإبداع لسنوات متتالية. وحققت أرقاماً مرتفعة في التوزيع. ثم تدخلت البيروقراطية من خارج النادي. فجعلت المجلة من الماضي! المشكلة التي يعانيها النادي الآن كما يقول الروائي محمد قطب نائب رئيس النادي هي أنه لم يعد يمتلك أي موارد تعينه علي تمويل أنشطته. في حين يعاني عدم دفع الإيجار ثلاثة أشهر. وعدم رفع قيمة الماء والكهرباء. والعجز عن دفع الرواتب الهزيلة للموظفين. يضيف أن الأزمة ترجع إلي ضعف تمويل النادي. وبعد أن كان النادي يعتمد في الدرجة الأولي علي دعم وزارة الثقافة عن طريق صندوق التنمية الثقافية. لكن الدعم تقلص من مائة ألف إلي 30 ألفاً.. ولعل الوزارة تنتظر أن نأتي بمفتاح النادي. بعد أن نغلقه. ونعطيه لها! تعددت الاقتراحات لإنقاذ النادي من المصير الذي يتهدده. ومنها تبرع أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الجمعية العمومية. رفع قيمة الاشتراك في المسابقات من عشرة جنيهات إلي 30 جنيهاً. الإفادة من قاعات النادي في إقامة حفلات توقيع للكتب الجديدة. مقابل مبالغ رمزية. تخصيص قاعات في النادي لمعارض الفن التشكيلي. تكليف د.شريف الجيار الاتصال برؤساء الجامعات لعمل بروتوكولات ثنائية. دعوة عدد من رجال الأعمال لدعم النادي. تحرير خطاب لمحافظ القاهرة لدعم النادي مالياً. تحصيل الاشتراكات المؤجلة من أعضاء الجمعية العمومية. أوضحت المناقشات أن بعض الحلول يصعب تنفيذها نظراً لأن النادي يستأجر المقر. مما يخضعه لقانون إيجارات المساكن. وبعضها قد يفرج الأزمة المستحكمة. لكن التأثير يظل مؤقتاً. ثم تعود الأزمة أشد مما هي.