صلاح طنطاوي ومبادرة الحفل الاحتفال الذي أقامه هيكل في الأهرام بمناسبة عيد ميلاد نجيب محفوظ الخمسين. هو صدي حقيقي للحفل المتواضع الذي أعده صديقي صلاح طنطاوي. وأشرف علي تنفيذه. اختيار المكان نادي موظفي الحكومة المطل علي ميدان الأوبرا سبقته معاناة في البحث عن المكان المناسب. رخص إيجاره شرط أهم. اقتصر الحفل علي لوحات لصلاح طنطاوي مستوحاة من الشخصيات الروائية لمحفوظ. وأقنع طنطاوي شقيقه الأكبر بتصوير الحفل تليفزيونيا. وكان الله بالسر عليما. أما هيكل فقد أتاحت له الإمكانات أن ينظم حفلا بحق وحقيق حضره الحكيم وأم كلثوم ولويس عوض وثروت أباظة ويوسف إدريس وغيرهم من رموز العمل الثقافي آنذاك. أصول المؤلفات لم يحتفظ نجيب محفوظ بأصول مؤلفاته كان يدفع بها إلي سعيد السحار لتتولي مكتبة مصر نشرها لا يشغله إن احتفظ الناشر بالأصول بل انه لم يطلب الأصول كما روي لي سعيد السحار ولا سأل إن كان الناشر يحتفظ بها. بالطبع فإن سعيد السحار كان يدرك قيمة أصول محفوظ جيدا وهو ما تبدي في حرصه علي أصول اللوحات التي رسمها الفنان جمال قطب عن أعمال محفوظ وقد أشار سعيد السحار إلي أن أصول الروايات والمجموعات القصصية مودعة في خزائن مكتبة مصر. لا تنقص ورقة واحدة. ربما يحفزني هذا القول سعيد السحار إلي طرح اقتراح بتسلم وزارة الثقافة أصول روايات نجيب محفوظ وضمها إلي المتحف الذي أعلنت الوزارة عن قرب إنشائه! عبث الأقدار أول رواية لمحفوظ هي "عبث الأقدار" وليست حكمة الأقدار. كان اختيار سلامة موسي بعد ثلاث روايات قدمها له محفوظ. لكن الرجل لم يقتنع بصلاحيتها للنشر. أما أحمس التي نسبت إلي بدايات محفوظ فهي رواية لعبدالحميد السحار. أراد بها أن يساير مرحلة توظيف التاريخ الفرعوني التي قدم من خلالها نجيب محفوظ رواياته الثلاث. وكتب في الاتجاه نفسه توفيق الحكيم وعادل كامل وعبدالحميد السحار وعلي أحمد باكثير وغيرهم. وبالمناسبة فعندما تغير اسم "القاهرةالجديدة" في طبعة الكتاب الذهبي إلي "فضيحة في القاهرة". كان ذلك بأمر من يوسف السباعي. وليس إحسان عبدالقدوس. كما رجح فاروق عبدالقادر في مقالة بالمصور "1/9/2006". وثمة آراء نقدية. وجدت في حميدة زقاق المدق تعبيراً عن مصر. ووجد النقاد أنفسهم في زهرة ميرامار تعبيراً عن مصر. والفرق واضح كما نعلم بين الفتاتين. سواء في مكان الميلاد. أو النشأة. أو البيئة المعاشة. فضلاً عن الاستعداد النفسي والطموحات الشخصية. محطة سيدي جابر علي الرغم من أن نجيب محفوظ مات في سن متقدمة. فإن شعوره بقرب النهاية لازمه منذ الخمسينيات من عمره ظل الموت هو الهاجس الذي سيطر علي نجيب محفوظ الإرهاصات تطالعنا في مجموعة "دنيا الله" وروايتي "الطريق" و"الشحاذ". وفي "ميرامار" يتحدث الراوي السارد عن تهيئة للرحيل عن هذه الدنيا ويصرح في حوار صحفي عن وصوله إلي محطة سيدي جابر فهو يعد نفسه للوصول إلي المحطة النهائية والمسافة بين المحطتين كما تعلم قدرها عشر دقائق وأومأ محفوظ إلي أنه لذلك السبب يحرص ألا يدخل في مشروعات روائية كبيرة.