كل يوم يزداد إعجابي واحترامي للجيل الحالي من شباب مصر.. هذا الجيل من الشباب الذي أثبت أنه علي قدر المسئولية بعد أن فجر ثورة التحرير التي انهت حقبة مظلمة من تاريخ مصر ألقت بظلامها علي كل نواحي الحياة.. وقد استطاع هذا الجيل بوعيه وإرادته الصلبة أن يحقق لهذا الوطن ما عجزت عنه أجيال سابقة علي مدي 30 عاماً. بهرني هذا الشباب بفكره المستنير وروحه العالية خلال ندوة التقيت فيها معهم بكلية الحقوق جامعة المنصورة بدعوة من الدكتور غنام محمد غنام عميد الكلية المنتخب وحضور الدكتورة رشا علي الدين أستاذ القانون الدولي ورائدة أسرة "الحياة" بالكلية والدكتور محمد أبوبكر عبدالمقصود أستاذ القانون العام. والزميل نادر عمارة نائب رئيس جريدة "المساء" ومدير مكتبها في المنصورة. ومن أعضاء أسرة "الحياة" المنظمة للندوة الطلاب أحمد الديب مقررها ومهنَّد أمين فودة المنسق العام لها وأحمد قزامل وأكثر من ألف طالب وطالبة من أبناء الكلية. دارت الندوة حول "الوحدة الوطنية" وأثبت الشباب من طلاب الكلية. ومن خلال الحوار الذي دار معهم أنهم جادون.. سياسيون.. مثقفون.. واعون لكل الأحداث التي تمر بها مصر داخلياً وما يحيط بها إقليمياً وعالمياً. كانت الأسئلة شاملة ومنوعة وتعكس حماسهم وثقتهم في أنفسهم وقدرتهم علي حمل الأمانة وأنهم الأمل لنهضة شاملة تعوض ما فاتنا.. ورغم أن اللقاء أمتد لأكثر من ساعتين فإن عدد الأسئلة التي تلقيتها كان يمكن أن يستوعب أكثر من 5 ساعات.. لذلك فقد أجبت علي الكثير منها وحملت معي ما بقي علي وعد بالإجابة عنها من خلال هذه النافذة ليحيط القراء بفكر هؤلاء الطلاب ويتأكدوا أن مستقبل مصر في أيد أمينة وعقول راجحة. وسوف أحاول خلال الأيام القادمة أن أعرض من خلال هذه النافذة أفكار هؤلاء الطلاب وإجاباتي علي أسئلتهم مبتدئاً بالأسئلة المذيلة بتوقيع أصحابها. ومرجئاً الأسئلة التي وصلتني من غير توقيع إلي نهاية سلسلة المقالات. والحقيقة أنني عاتب علي أصحاب الأسئلة غير الموقعة لأن البعض كان يجأ لهذا الأسلوب قبل ثورة يناير خوفاً من بطش أجهزة الأمن.. لكن بعد الثورة سقط هذا الخوف وأصبح المناخ غير المناخ. ويستطيع كل مواطن أن يعبر عن رأيه بحرية تامة في حدود القانون والذوق العام ومراعاة حرية الآخرين. ويبقي أن أسجل ملاحظة مهمة خرجت بها من هذا اللقاء وهي العلاقة الحميمية التي تربط بين عميد الكلية الدكتور غنام محمد غنام وأسرة هيئة التدريس من جهة وبين الطلاب الذين انتهزوا فرصة وجودي في هذه الندوة وعرضوا بعض مشاكلهم علي العميد المنتخب الذي تجاوب معهم بشكل إيجابي وخاصة فيما يتعلق بالتظلمات التي يتقدم بها بعضهم بشأن تصحيح أوراق إجاباتهم في الامتحانات وقد وعدهم بالتوصل مع مجلس الكلية إلي نظام يحقق العدالة في هذا الموضوع. كما لاحظت مثل هذه العلاقة الحميمية والبساطة التامة التي تتعامل بها الدكتورة رشا علي الدين مع أعضاء أسرة "الحياة" مما يدل علي أن هناك روحاً جديدة انطلقت من جامعة المنصورة بعودة علاقة الاحترام والحب بين الطلاب والأساتذة.. ونطوي بذلك صفحة افتقدنا فيها هذه العلاقة.. وهذه هي روح الثورة الجديدة. وإلي اللقاء مع أسئلة الطلاب.