ما حدث يوم الأحد 9 من أكتوبر الحالي لم يكن إلا صورة من صور البلطجة والخروج علي القانون.. ما حدث يؤكد أن مصر عائمة فوق بركان من الشر. وأن هناك من يحاول أن يجدف بالبلاد للغرق في متاهات الفوضي. ما حدث في هذا اليوم العصيب لم يكن بين مسلمين ومسيحيين وإنما بين مجموعة من البلطجية أرادوا التحرش بالقوات المسلحة لدفعها دفعاً إلي مواجهة دموية ضد المتظاهرين السلميين في ماسبيرو. المظاهرة بدأت سلمية وكالعادة ومثل كل سيناريوهات الإرهاب علي غرار ما حدث باحراق كنيسة أطفيح والعذراء بإمبابة ينطلق الشياطين ليقولوا كلمتهم ويسقط هذه المرة أكثر من 20 ضحية و200 مصاب تقريباً. المأساة من وجهة نظري ليست في هذا الكم من الشهداء والمصابين فحسب وإنما المأساة في محاولة اغتيال مصر كلها بتعميم الفوضي وتغليب ثقافة البداوة علي التحضر. التظاهر حق مشروع لكن البلطجة والبلطجية جريمة في حق الوطن. التظاهر يقود البلاد نحو التغيير والإصلاح.. أما البلطجة ستقود البلاد إلي الانفلات والفوضي وربما إلي سقوطها. وفي مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد يجب أن ننسي المطامع والمطامح ونتذكر وحدتنا التي أنجحت ثورتنا العظيمة وجعلتنا صورة رائعة في عيون شعوب العالم. يجب أن نكون الشاطئ الذي ترسو عليه قواتنا المسلحة فلا نريد بعد أن سقطت الشرطة وحاول البعض تشويه القضاء. أن نسمح بسقوط الجيش - معاذ الله - فساعتها لن تقوم لنا قائمة وستقع البلاد في الهاوية. يا سادة ما حدث هو العنوان الأخير لدرس يجب أن نستوعبه أن مصر أولاً وقبل كل شيء.. والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. اللهم الطف بمصر وأهلها.. يا الله هذه قاهرة المعز وأرض الكنانة ومهد الأزهر ومحبوبة العمرين ومهد كليمك موسي عليه السلام. وأرض انبيائك من بني إسرائيل ويوسف ويعقوب عليه السلام وهي أرض أمنا هاجر أم سيدنا إسماعيل "عليه السلام" يارب احفظها مما يكيده الخونة لها ولأهلها يارب لا غالب علي أمرك فأنت الله الواحد القهار.