في صيف عام 1952 وبالتحديد في 26 يوليو توجه اللواء محمد نجيب يرافقه اثنان من أعضاء مجلس قيادة الثورة إلي يخت المحروسة لتوديع الملك فاروق بعد أن أعلن تنازله عن العرش.. وقال الملك السابق للواء نجيب ومن معه "ربنا معاكم.. حكم مصر صعب قوي"!! قال فاروق هذه العبارة وعدد سكان مصر وقتها لا يزيد علي 15 مليون نسمة.. وكان لدينا اكتفاء ذاتي من معظم المحاصيل الزراعية وعلي رأسها القطن وكانت لدينا أرصدة كبيرة من الذهب وكان الجنيه المصري من أقوي العملات العربية والأجنبية ورغم كل ذلك رأي فاروق أن حكم مصر "صعب قوي"!! والسؤال : ماذا لو كان فاروق يعيش حالياً ورأي مصر وقد زاد عدد سكانها إلي 104 ملايين نسمة وأنها تستورد 70 في المائة من احتياجاتها من السلع الأساسية من الخارج بعد أن أقيمت العديد من المدن والقري العشوائية علي أراضيها الزراعية.. بل إننا أصبحنا نزيد 2 مليون نسمة كل عام.. وأن هذه الأعداد الهائلة تريد مستشفيات ومدارس وجامعات ومدناً سكنية جديدة بالإضافة إلي كميات هائلة من السلع الغذائية. ماذا كان سيقول الملك السابق لو كان يعيش بيننا اليوم.. بالتأكيد سيقول إن حكم مصر مستحيل!! لقد تسلم عبدالفتاح السيسي مسئولية الحكم.. والبلاد في أسوأ حالاتها بعد أن أعادتها الجماعة الإرهابية وأنصارها من العملاء و"النشطاء" إلي الوراء عشرات السنين.. منذ أن استولوا علي انتفاضة الشباب في 25 يناير واستعانوا بالإرهابيين من مختلف دول العالم لإحداث فوضي وانفلات أمني لم تشهده البلاد من قبل بهدف إسقاطها. وكانت النتيجة تدمير الاقتصاد المصري. فبعد أن كان الاحتياطي من النقد الأجنبي يصل إلي 36 مليار دولار بالإضافة إلي 9 مليارات دولار أخري كانت في حساب البنك المركزي.. انهار هذا الاحتياطي ليصل إلي 12 مليار دولار معظمها ايداعات من الدول الشقيقة والصديقة وانهارت السياحة بعد انتشار الفوضي والانفلات بالبلاد وتوقف الانتاج وأغلقت المصانع وهرب المستثمرون.. وانضم الملايين من الشباب المصري إلي طابور البطالة وأصبحت البلاد بلا أي موارد حقيقية وأصبحنا نستورد البترول والغاز بعد أن كنا نصدره وأصبحت البلاد علي حافة السقوط وإعلان الافلاس. جاء البطل عبدالفتاح السيسي في عام 2013 لنقذ البلاد ويستجيب لثورة الشعب في 30 يونيو ضد الجماعة الإرهابية حتي تم عزلها وتقديم قياداتها للمحاكمة.. وبدأت مصر تتعرض لحرب شرسة من أنصار هذه الجماعة داخلياً وخارجياً وسقط العديد من الشهداء الأبطال من رجال الجيش والشرطة وهم يدافعون عن بلادنا.. ويقدمون أرواحهم الطاهرة لمنع سقوط مصر. ووسط هذه الحرب بدأ عبدالفتاح السيسي معركة البناء والتنمية واستطاع أن يحقق خلال أقل من 4 سنوات انجازات لم تتحقق في 40 سنة.. أقام محطات الكهرباء العملاقة لتقضي علي مشكلة انقطاع التيار.. واستطاع بالتعاون مع الشركات العالمية اكتشاف العديد من حقول البترول والغاز علي رأسها حقل "ظهر" العملاق لنحقق الاكتفاء الذاتي هذا العام ونوفر المليارات من الدولارات لخزانة الدولة. كما نجح في زيادة الاحتياطي من النقد الأجنبي ليزيد علي 37 مليار دولار وهو رقم لم تحققه مصر من قبل ليؤمن بذلك احتياجاتنا من السلع الأساسية والاستراتيجية.. وأقام أكبر مشروع قومي للطرق ليخلق حياة جديدة في الصحراء ويزيد رقعة المساحة التي نعيش عليها من 7 في المائة إلي 23 في المائة وهو انجاز غير مسبوق وأقام العديد من المدن السكنية الجديدة في أنحاء مختلفة من البلاد.. وحقق انجازات أخري كثيرة تحتاج إلي مجلدات لذكرها. حقق السيسي هذه الانجازات الضخمة في سنوات قليلة جداً ورغم كل الظروف الصعبة والحرب الشرسة التي نتعرض لها داخلياً وخارجياً إلا أن المتآمرين وأهل الشر عادوا من جديد في يناير الماضي ليصدروا بياناً يدعون فيه المصريين إلي إعلان العصيان ومقاطعة الانتخابات الرئاسية القادمة بعد أن فشلوا في الاتفاق علي مرشح يكون قادراً علي النزول في مواجهة السيسي.. وذلك في محاولة منهم لإعادة الفوضي والانفلات من جديد إلي الشارع. وجاء رد عبدالفتاح السيسي حاسماً وقوياً عندما قال بالنص "ما حدث منذ 7 سنوات لن يتكرر مرة أخري" وحذرهم من أنه سيلجأ إلي الشعب للحصول علي تفويض لمواجهة الأشرار.. وكان رد الفعل سريعاً عندماً أعلنت قطاعات واسعة من المواطنين رفضها لدعوات المقاطعة ولمحاولات العودة إلي الفوضي مرة أخري مؤكدة وقوفها مع الرئيس لاستكمال مسيرة الانجازات وتحسين أحوال المعيشة. كان الرئيس صادقاً مع نفسه ومع المصريين عندما قال إن تحقيق المزيد من الإصلاحات الاقتصادية سيتطلب المزيد من الصمود الشعبي لمواجهة تحديات جديدة. لقد أدرك الشعب أن ما حدث في 25 يناير واستيلاء الارهابيين علي الحكم أعادنا إلي الوراء كثيراً وأن علينا أن ندفع الثمن لإعادة بناء بلدنا من جديد علي أسس حضارية سليمة لصالح أجيالنا القادمة. آن الأوان أن نتصدي بكل قوة وشجاعة لهؤلاء الأشرار العملاء الذين يريدون تنفيذ المؤامرة واسقاط البلاد كما حدث في سوريا وليبيا والعراق واليمن. آن الأوان لتقديم هؤلاء الأشرار لمحاكمة شعبية ومحاسبتهم علي الجرائم التي ارتكبوها في حق البلاد.. وأن نبعدهم تماماً عن المشهد السياسي.. من أجل استمرار مسيرة البناء والتنمية. إن هؤلاء الأشرار وهم عاطلون عن العمل يتلقون مبالغ هائلة من الدولارات واليوروهات تحت بند "دعم الديمقراطية" ولكنها في الحقيقة دعم التخريب والفوضي في الشرق الأوسط. آن الأوان أن نتصدي لهم بكل قوة.. ونفتح ملفاتهم "القذرة" حتي يعرف الجميع حقيقتهم. حفظ الله مصر وشعبها وقائدها من كل سوء.