آن الأوان أن نقر ونعترف جميعاً أن أحداث 25 يناير لم تكن أبداً ثورة.. بل كانت مؤامرة هدفها إسقاط مصر تمهيداً لإسقاط المنطقة العربية كلها وإعادة تقسيمها مرة ثانية إلي دويلات صغيرة لصالح الكيان الصهيوني. لقد تعرضنا للخداع.. بعد أن ضحكوا علينا وقالوا عنها ثورات الربيع العربي.. وكانت في الحقيقة ثورات الخراب العربي.. فقد دمرت ليبيا وسوريا واليمن ونشرت الفوضي في تونس وكادت تقضي علي مصر لولا ثورة الشعب في 30 يونيو 2013 التي وقفت بجانبها قواتنا المسلحة. لم تجلب لنا أحداث 25 يناير سوي الخراب وتدمير الاقتصاد بعد أن توقفت السياحة التي كانت تجلب لنا أكثر من 12 مليار دولار سنوياً وتشرد أكثر من مليوني مواطن كانوا يعملون بها.. وانغلقت العديد من المصانع والشركات ودفع الثمن عشرات الآلاف من العاملين بها الذين انضموا إلي طابور البطالة وهرب المستثمرون من مصر وتوقفت الاستثمارات تماماً.. وانتشرت الفوضي والانفلات الأمني والأخلاقي في كل أنحاء البلاد. كانت المظاهرات التي خرجت في 25 يناير تطالب بإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي.. وعندما استجيب لمطالبهم طالبوا بإقالة حسني مبارك نفسه وعندما تخلي عن الحكم استمرت المظاهرات واحتلال ميدان التحرير وتبين أن الهدف ليس إنقاذ مصر بل نشر الفوضي والخراب في البلاد تمهيداً لإسقاطها تماماً. وعندما تولي الإخوان حكم مصر جاءوا بالآلاف من الإرهابيين من مختلف دول العالم إلي سيناء لتدريبهم ومدهم بكل أنواع الأسلحة تمهيداً لغزو القاهرة والسيطرة علي مقدرات البلاد وحكم مصر بالحديد والنار كما يحدث في إيران وغيرها من الدول الدينية. إلا أن قواتنا المسلحة الباسلة تصدت لهذا المخطط الجهنمي الذي كانت تقف وراءه قوي عظمي وقوي إقليمية كبري وتدعمه دويلة قطر بالمليارات من الدولارات.. وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي بكل جرأة وشجاعة: "أقسم بالله.. اللي هيقرب من مصر هشيله من علي وش الأرض". وصدق السيسي واستطاع أن يعبر بمصر إلي بر الأمان وأن يعيد لها الأمن والاستقرار خلال أقل من 3 سنوات فقط وانقذها من خطر الإفلاس.. ولكن لابد أن يلجأ إلي اتخاذ إجراءات اقتصادية صعبة لإعادة بناء الاقتصاد المنهار وخاصة بعد أن أصبحت خزينة الدولة خاوية إلا من عدة مليارات قليلة من الدولارات تمثل إيداعات لدول عربية وصديقة. نعم الإجراءات القاسية أدت إلي موجة شديدة من الغلاء لم نشهدها من قبل إلا أن الشعب المصري تحمل ومازال يتحمل بوعي وحكمة تداعيات هذه القرارات لأنه أدرك بفطرته وحنكته أن البديل هو الانهيار التام وإعلان الإفلاس وانتشار الفوضي والخراب في كل ربوع البلاد مما يؤدي إلي التدخل الأجنبي في مصر! لقد استطعنا خلال شهور قليلة بعد قرارات 3 نوفمبر 2016 الخاصة بتحرير سعر الصرف وتعويم الجنيه المصري أن نعيد الاحتياطي النقدي الأجنبي إلي ما كان عليه قبل أحداث 25 يناير الماضي ووصل إلي أكثر من 36 مليار دولار رغم قيام الحكومة بسداد جميع أقساط الديون ومستحقات الشركاء الأجانب. والأكثر من ذلك أن السيسي لم يكتف بتحقيق الأمن والاستقرار للمصريين.. بل إقامة مشروعات قومية كبري لم تتحقق في 100 سنة.. وأصبح لدينا محطات كهرباء علي أعلي مستوي وتم اكتشاف حقول جديدة للبترول والغاز ستحقق لنا الاكتفاء الذاتي خلال الشهور القليلة القادمة وتم تنفيذ المشروع القومي للطرق وإعادة تشغيل العديد من المصانع وعادت الاستثمارات الأجنبية إلي مصر.. وخلال شهور قليلة سيتم افتتاح المرحلة الأولي من العاصمة الإدارية الجديدة التي ستنقذ القاهرة من حالة الاختناق الرهيب التي تشهدها منذ سنوات طويلة. كان في إمكان الرئيس السيسي أن يحصل علي قروض لتوفير السلع الغذائية للمواطنين بأسعار مخفضة فيرضي عنه الناس وترتفع شعبيته إلي عنان السماء إلا أنه كان صادقاً مع نفسه ومع الشعب عندما اختار طريق الإصلاح الاقتصادي الحقيقي لبناء مصر الجديدة علي أسس صحيحة ولصالح الأجيال القادمة.. ومع بداية العام الجديد 2018 سنبدأ في جني ثمار هذا الإصلاح. لذلك فإننا نقول للرئيس السيسي: استمر في طريقك علي بركة الله.. والغالبية العظمي من الشعب تقف وراءك وتدعمك وستخرج بالملايين في الانتخابات الرئاسية القادمة لتقول لك: نعم.. لفترة رئاسية جديدة لتحقيق المزيد من الانجازات لشعب مصر.