افتخر عبدالفتاح السيسي، الخميس بإنجازاته الاقتصادية "غير المسبوقة"، متجاهلا انتقادات المعارضة والصحافة المتزايدة بعد اقتحام قوات الأمن لنقابة الصحفيين واعتقال صحفيين اثنين. ويواجه السيسي، معارضة متزايدة بسبب نظامه الاستبدادي كما يقول معارضوه، وقد طالبت العديد من الصحف المصرية الخاصة السيسي بالاعتذار على اقتحام الأمن للنقابة الأحد الماضي واعتقال الصحفيين، كما تظاهر مئات الصحفيين في مقر النقابة بالقاهرة وطالبوا بإقالة وزير الداخلية. لكن في خطابه المباشر الذي تم بثه على شاشات التليفزيون، تجاهل السيسي -الذي أبدى استياءه سابقا من منتقديه- هذه الضجة وبدأ في الحديث عن إنجازاته الاقتصادية، محذرا مرة أخرى من "الأشرار" الذين يتآمرون على مصر. وقال السيسي إنه خلال نزهة له في مدينة الإسكندرية الساحلية صاح مؤيدوه: "نحن معك، لا تخف". وأضاف السيسي، في حديثه أثناء الاحتفال بحصاد مليون ونصف فدان تم استصلاحهم غرب مصر، موجها حديثه للمواطن الذي قال له "لا تخف": "أنا الذي يجب أن أقول لك لا تخف". وقال السيسي، إن ما أنجزه خلال فترة حكمه "غير مسبوق"، وإن حياة المصريين قد تحسنت من خلال الشبكة جديدة من الطرق وزيادة إنتاج الكهرباء. كما تحدث أيضا عن خطط لبناء مصانع جديدة في سيناء للنهوض باقتصاد شبه الجزيرة الفقيرة التي تواجه فيها السلطات عمليات مسلحة يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية هناك. "الأشرار" لقد تسببت الفوضى والاضطراب في تدهور الاقتصاد المصرى منذ الانتفاضة التي أطاحت بحسني مبارك عام 2011، كما زادت العمليات الإرهابية التي تستهدف الأماكن السياحية. وقد نما الإقتصاد بنسبة 4.2% خلال العام الماضي، وفقا لأرقام صندوق النقد الدولي، لكنه لم يعد بعد إلى معدلات نمو ما قبل 2011 ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يتباطأ النمو هذا العام. وتراجعت عائدات السياحة بنسبة 15٪ عام 2015، كما أن الاحتياطي المصري من النقد الأجنبي يعاني ضغطا شديدا، حيث هبط إلى 17 مليار دولار في أبريل بعدما كان 36 مليار دولار عام 2010. وقال السيسي إن مهمته هي بناء دولة قوية، وأضاف "نحن لسنا دولة حقيقية.. نحن نتحدث عن دولة قانون ومؤسسات يحترمها العالم". لكنه كلما كانت الدولة أكثر نموا، كما يقول، كلما زادت "مؤامرات الأشرار ضدها"، كثير ما يشير السيسي إلى هؤلاء الأشرار المجهولين في خطاباته، ويلمح أحيانا إلى أنهم أنصار الرئيس السابق محمد مرسي، الذي أطيح به عام 2013 بعد عام واحد فقط في الحكم. بعد عزل مرسي، قامت السلطات بقتل مئات من أنصاره من الإسلاميين واعتقلت الآلاف منهم في حملة قمعية امتدت حتى إلى النشطاء غير الإسلاميين. وقد احتفى ملايين المصريين الذين تظاهروا ضد حكم مرسي بالسيسي، وقال كثيرون إن مصر تحتاج إلى زعيم قوي بعد سنوات من عدم الاستقرار. لكن الاستياء يتزايد بعد أن انقلب بعض مؤيديه السابقين عليه، وبخاصة بعد عودة انتهاكات الشرطة. كما أثار اتفاق التنازل عن جزيرتين بالبحر الأحمر للمملكة العربية السعودية غضب المصريين، حيث تظاهر ألف شخص في مشهد نادر في القاهرة تنديدا بالاتفاق.