وزير المالية: إتمام خارطة الطريق كفيل بدعم الاقتصاد

اعتاد الخبير الاقتصادى الدكتور أحمد جلال، وزير المالية الحالى، طرح كل ما يريد من أفكار أو نقاط أو نقد أو تقييم أو أسئلة عبر آلية الرقم ثلاثة، وقد أصبح معروفا بذلك بين كل من تابعوه منذ بدأ العمل فى المركز المصرى للدارسات الاقتصادية ثم منتدى البحوث الاقتصادية، ومازال يلجأ كثيرا إلى طرح ثلاثياته هذه وهو وزير للمالية. ومنذ أسبوع أعلن الدكتور جلال أمام المجلس المصرى للشؤون الخارجية أنه متفائل بالعام المقبل وبالمستقبل لثلاثة أسباب: أولها ما سماه العائد السياسى من إتمام خريطة الطريق وانتخاب رئيس وبرلمان جديدين فهذا العامل وحده كفيل بإطلاق طاقة المجتمع والاقتصاد حتى لو لم يحدث أى إصلاح آخر، ثانيا: عائد التحفيز الذى سينجم عن تنفيذ حزمتى التحفيز الأولى والثانية، وسوف يظهر الأثر الإيجابى الكامل لهاتين الحزمتين بشكل واضح تباعا مع العام الجديد وربما مع الحكومة الجديدة التى ستأتى بعد آن، ثالثا: العوائد التى تتحقق وستتحقق من الإصلاحات المالية والضريبية والمؤسسية والاقتصادية الراهنة.
هذه المرة فإن الدكتور جلال يخرج عن عادته ليضيف وبعقلانية شديدة إلى أسباب التفاؤل 7 عوامل إضافية من خلال الرد على أسئلة طرحتها عليه «المصرى اليوم».. فماذا قال؟
1 - لا يمكن لفصيل سياسى أن يهزم شعبا ومؤسسات دولة. قد يعطل الانطلاق لكنه لن يوقف المسيرة، وسيعزز إقرار الدستور شعبيا وإجراء الانتخابات وبناء شرعية جديدة من قوة الاندفاع المصرى إلى المستقبل وكل ما يمكن للإخوان عمله هو تعويقات على الأجناب.
2 - توقعات صندوق النقد بنمو 1.8 % بمصر فى العام المقبل هى أيضا توقعات يعرف الصندوق نفسه أنها قد تتحقق أولا، فى المقابل قد لا يتحقق معدل النمو المستهدف منا نحن أيضا كحكومة وهو 3 إلى 3.5 % ويقل نسبيا، وقد يتحقق أكثر منه، حسب الظروف والمعطيات التى قد تستجد، لكن ما تقوم به الحكومة من سياسات وإجراءات هو عملية تنشين دقيقة وقائمة على حسابات فإن لم تصب بالكامل فلن تبعد بعيدا عن دائرة التنشين.
3- معظم النمو فى الأعوام الماضية كان يجىء من الاستهلاك وليس من الاستثمار، وسوف يزيد الاستهلاك من يناير المقبل مع زيادة أجور الموظفين والمعلمين والأطباء إلخ، وستزيد الاستثمارات بفعل الحزمتين التحفيزيتين، كما أن لدينا طاقات عاطلة لا تحتاج إلى استثمارات لتعمل بل سوف تعمل بمجرد تحرك الطلب الاستهلاكى ولكل ذلك – وبالعقل – لايمكن أن ننمو أقل من عام الدكتور مرسى (2.1 %).
4 – من الطبيعى أن يكون هناك أسوأ سيناريو وأفضل سيناريو فى أى عملية مستقبلية والظروف المختلفة يمكن أن تكون سيئة أو طيبة وما سيجعل الطيب أكثر احتمالا هو إرادتنا وثقتنا فى أنفسنا وإصرارنا وبهذا حتى لو حدث أى أمر معاكس فسيمكن تجنبه وتخطيه وعلينا أن نراقب الموقف طوال الوقت فى إدارتنا للاقتصاد للبعد عن أى صخرة تعترض المسار.
5- سيزورنا – بدعوة منى – وفد من مؤسسات التقييم العالمية فى يناير المقبل. نريدهم أن يعرفوا الواقع بدقة وأن يفهموا ما يدور عن قرب وبعدها يكتبون ما يرون. نفس الأمر مع صندوق النقد الذى أؤكد أننا لسنا فى خصومة معه ولن نكون فقضيتنا هى مصر لا صندوق النقد.
6 - الحزمة الثانية على وشك التبلور لكنها لن تخرج عن نظام «ثلثان للاستثمار العام على نهج استثمارات الحزمة الأولى وثلث لتلبية التزامات أجور للموظفين والمعلمين والأطباء»... إن مجموع الحزمتين ونسبتهما إلى الناتج عملية تنشيطية غير مسبوقة فى الاقتصاد المصرى وسيظهر المردود فى الأشهر المقبلة..
7 - الحكومة السعودية أعلنت بشكل قاطع وقوفها بجانب مصر وحرصها على مساعدة وتعضيد الاقتصاد المصرى وهناك حوار دائم بين الحكومة المصرية وبين المسؤولين فى السعودية.
8 - قلقى لايزال مستمرا بشأن الدين الداخلى حيث بلغ مستوى مرتفعا ولابد من تقليله وطريق ذلك إما بخفض العجز فى الموزانة أو بزيادة الناتج بأعلى من نسبة زيادة الدين لتكون نسبه الدين إلى الناتج فى النهاية أقل أو بهذين معا كما نفعل حاليا، والطريق الثالث الذى نسلكه أيضا هو تقليل تكلفة هذا الدين وإعادة هيكلته من ناحية الآجال والاستحقاقات وطبيعة الخليط بين ما هو بالعملة الوطنية أو الأجنبية.
9 - أنا لست صحفيا ولا سياسيا ولذلك لا أتحدث كثيرا عن انطباعات الذين أقابلهم ولا أحاول أن أبنى على الجزئى منها قضية كبيرة لكن أراقب ما يقوله الناس عن الحكومة والاقتصاد مباشرة وعبر وسائل الإعلام بجدية. المجتمع صام طويلا ولا يمكن ولا يعقل أن يفطر على بصلة.لابد من تحقيق الحد الأدنى من طموحات الناس وأن يروا النتائج بسرعة. هناك شعور بعدم الإنجاز بالرغم من وجود إنجازات فعلا لكن لابد للحكومة أن تستمر وأن تسعى لكسب ثقة الناس وأن تشرح لهم ما يتحقق والمنهج السياسى المتبع.
10 - ملتزمون بتوفير التمويل اللازم لاستيراد احتياجاتنا من المنتجات البترولية للمجتمع - لايمكن التقصير فى هذا - ولكننا ملتزمون أيضا بتغيير منهاج العمل فى هذا الملف وفى غيره من الملفات.
بعد الإجابات السابقة سألنا الدكتور أحمد جلال عما يحلم به ويدعو الله أن يتحقق فى العام الجديد؟ .. فقال: أملى وكل ما أطلبه من الله وأحلم به: بناء مصر حديثة بمؤسسات معتبرة ومنفتحة كأعرق الدول الديمقراطية.. يحكمها أناس يمثلون الشعب بحق ويتخذون سياسات تحقق طموح الناس فى العدل والكرامة والعيش الهنىء. مصر تستحق أكثر بكثير وواجبنا أن ننيلها ما تستحق.