في مثل هذا اليوم من عام 2013 كانت مصر كلها في الشارع.. وكانت أغلبية المواطنين في الميادين الكبري وعلي رأسها ميدان التحرير تطالب باسقاط حكم الجماعية الارهابية.. بينما كانت هناك أقلية تحتل ميدان رابعة العدوية وتهدد باحراق مصر اذا تم عزل مرسي وكانت تقف وراءها قوي الغرب وعلي رأسها امريكا. كانت الملايين تناشد الفريق عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع في ذلك الوقت التدخل السريع لإنقاذ مصر من حكم التكفيريين الذين يريدون العودة بالبلاد إلي عصر القرون الوسطي.. كانت الفوضي عارمة وكان الجميع خائفين ويبكون في الشوارع.. حتي خرج البطل عبدالفتاح السيسي في 3 يوليو 2013 ليتحدي العالم الغربي كله ويعلن بكل قوة وحسم اسقاط الجماعة الارهابية.. وعمت الفرحة البلاد من اقصاها الي اقصاها وعادت الابتسامة من جديد إلي المصريين. كان السيسي صريحا مع الشعب عندما اعلن انه سيضطر لاتخاذ اجراءات صعبة وقاسية من أجل اعادة بناء مصر الجديدة علي أسس صحيحة وسليمة بعد أن دمرتنا مؤامرة 25 يناير واعادتنا للوراء 50 سنة علي الأقل. كان في امكان الرئيس ان يلجأ الي الحل السهل الذي لجأ اليه غيره من الرؤساء السابقين وهو العلاج بالمسكنات ولكن السيسي رفض أن يخدع شعبه وأصر علي ان يكون الاصلاح الاقتصادي حقيقياً وليس "ضحك علي الدقون". كان في امكان الرئيس ألا يلجأ الي اقامة المشروعات القومية الكبري.. ويكتفي باستيراد احتياجات المواطنين من السلع الغذائية وتوفيرها بأسعار منخفضة وكانت شعبيته ستزداد قوة بل وتصل الي عنان السماء ولكنه رفض أن يضحك علي شعبه وأصر علي اقامة المشروعات الكبري لصالح الاجيال القادمة وكذلك لصالح الأجيال الحالية ايضاً. انظروا الي محطات الكهرباء العملاقة التي اقيمت خلال السنوات الثلاث الماضية حتي حققنا الاكتفاء الذاتي من الكهرباء بعد كان التيار ينقطع بالساعات الطوال عن المنازل والمصانع والمستشفيات وأصبحنا الآن علي وشك تحقيق فائض يمكن تصديره للخارج بما يدعم الاقتصاد المصري. انظروا الي ما تحقق من المشروع القومي للطرق ليساهم بصورة كبيرة في تسهيل حركة المواطنين بين المحافظات المختلفة وخاصة مع الزيادة السكانية الرهيبة كل عام. انظروا الي ما يحدث في العاصمة الادارية الجديدة التي تستوعب ملايين المصريين وتقضي علي الزحام الرهيب في القاهرة الذي حول حياة المصريين الي كابوس.. خاصة ان نقل مؤسسات الدولة وعلي رأسها مجلس الوزراء ومجلس النواب و19 وزارة الي العاصمة الادارية سيساهم بصورة كبيرة في تخفيف الضغط علي عاصمة البلاد التي تتعرض للانهيار تماماً بعد أن وصل عدد سكانها الي ما يزيد علي 25 مليون نسمة!! انظروا الي المشروعات السكانية والمصانع والصوامع التي تقام في كل مكان علي أرض مصر.. لترتفع المساحة التي نعيش عليها لتصل إلي 23 في المائة بينما نعيش حاليا في 7 في المائة فقط من مساحة بلادنا.. بينما باقي المساحة صحراء جرداء لا حياة ولا ماء!! نعم.. الملايين من المصريين تئن الآن من موجات الغلاء المتتالية وارتفاع أسعار السلع بصورة غير مسبوقة وان الحياة أصبحت صعبة في ظل المرتبات المحدودة وزيادات الاسعار ومن هنا لابد علي اجهزة الحكومة ان تتحرك بكل قوة لمواجهة حالات الانفلات في الاسواق والتصدي بحسم للتجار الجشعين الذين استغلوا زيادة اسعار البنزين ليرفعوا اسعار السلع.. بل ان الصيدليات رفعت اسعار الادوية.. بدعوي ارتفاع اسعار النقل وأصبحت كل صيدلية تبيع الادوية باسعار مختلفة عن الصيدلية التي تبعد عنها امتار قليلة ولم يعد احد يحترم التسعيرة التي وضعتها وزارة الصحة!! آن الاوان للحكومة أن تتحرك وبسرعة.. واذا كانت عاجزة عن التحرك.. فعليها أن ترحل في هدوء وتأتي بحكومة من الشباب القادر علي التردد علي الشارع والتعرف علي مشاكل المواطنين بدلا من ادارة الازمات من الغرف المكيفة. تحركي يا حكومة.. قبل فوات الاوان!!