أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن ترسيم الحدود البحرية مع قبرص واليونان أسهم في سرعة إنجاز مشروع حقل ظهر للغاز. قال الرئيس السيسي - خلال مراسم افتتاح حقل ظهر - إنه ما كان لنا إنجاز هذا الحقل دون ترسيم الحدود مع قبرص واليونان. لافتاً إلي أن مستقبل الدول لا يبني بالكلام ولكن بالمجهود والعمل بشرف الكلمة والمسئولية. تابع الرئيس قائلاً: إن ترسيم الحدود أتاح لنا أن نعرض علي الشركات العالمية مناطق امتياز لاستكشاف الثروات.. أنا أوضح هذا الكلام للجميع الآن لأنه من الواضح أننا مش عارفين يعني إيه دولة. ده مصير 100 مليون يا جماعة. وفيما يلي مداخلة الرئيس عبدالفتاح السيسي - خلال افتتاح حقل ظهر -: أقول لكل الناس أن تخلي بالها لأنه ممكن أحد يقول لا داعي لتنفذ هذا المشروع. ولا داعي لأحد أن يقول كلاماً يضر به بلده. فلو لم نقم بترسيم الحدود مع قبرص لما كانت تتاح لنا الفرصة لهذا المشروع العملاق. ويجب توضيح الأمور للمواطنين. أنه لو لم ننفذ الترسيم فلن تأتي الشركات معنا للعمل والبحث والتنقيب. إن العمل والاستكشاف في هذه المناطق له قواعد وقوانين دولية تحكم العمل في المياه العميقة المشتركة بيننا وبين الدول التي لها معنا حدود مشتركة. وإن هذا الكلام ينطبق علي كل الحدود البحرية سواء كان في البحر المتوسط أو البحر الأحمر وحين يتحدث أحد عن هذا الموضوع ويضيع علينا 100 مليار دولار فإنه بحديثه يمكن أن يضيع بلداً. وما أقوله الآن لا أقوله لنفسي فقط بل لكل مسئول مصري ولكل مواطن وأدعوه أرجوك قبل ما تتكلم أو تفكر في إجراء ما. انظر إلي البلد وكيف سيعيش؟ وأقول إنه ما كان لنا أن نطرح الاستكشاف في هذه المنطقة. إلا إذا كنا قد انتهينا من ترسيم حدود. قال الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مداخلته: أرغب في أن أوضح هذا الكلام لأن مستقبل الأمم والشعوب وحياتها لا يتم بالكلام فقط. نحن نحتاج لنتعلم كثيرا لمعرفة يعني إيه الدولة. أقول هذا الكلام لي ولغيري فكلنا نحتاج ذلك لأنه من الواضح اننا لا نعلم ذلك. بعض الناس يتحدث في أمور ويتصدي لموضوعات لا علم له بها. ولكنه يتكلم دون عمل حساب لمصير 100 مليون مصري. وقد احببت ان اوضح هذا الكلام تحديدا لأننا ما كنا شهدنا هذا اليوم إلا بعد قيامنا بترسيم الحدود الذي اتاح لنا أن نعمل مع شركات ونقول لها عندنا مناطق بحث واستكشاف وحين أتوا إلي مصر أكرمنا الله سبحانه وتعالي وحدث هذا الاكتشاف الذي سيدر علينا دخلا كبيرا.. إن الارقام المتوقعة من هذا الكشف حلم. فلا أحد يتصور أن البلاد تكبر بالكلام. ولكنها تتقدم بالعرق والجهد والمسئولية والأمانة والاخلاص والشرف. أي بشرف الكلمة والمسئولية.. كلمة شرف ليست بالبسيطة ولكنها كلمة سيحاسبنا عليها الله سبحانه وتعالي الذي يعلم السر وأخفي ولا أحد يستطيع خداعه سبحانه وتعالي. أنا إنسان في ثانية أروح عند ربنا لكن البلد متروحش. عشان كده محدش يعبث بأمن مصر يا جماعة وافهموا يا مصريين محدش ياخدكم في سكة ويضيع بلدكم وهو مش فاهم حاجة في الدنيا. قسما بالله أن ما ترونه الآن علي أرض الواقع لم يكن ليتحقق أبدا بغير الاستقرار والأمن وثباتكم يا مصريين. من فضلكم لا احد يأخذكم للضياع. هذا الحقل سينتج 60% من طاقة الكهرباء في مصر. الدنيا مش بتشتغل لوحدها والدنيا بتشتغل لأن وراها دولة بتشتغل ووراها بلد بتعيش وناس مسئولة بتحافظ عليها ومحدش يتكلم علي بلده ويبقي عايز يضيعها وينسي حقوق ال 100 مليون مصري. وهنا حذر بعبارات قوية قائلا أي أحد يفكر في ان يلعب فيما يتعلق بأمن مصر واحنا موجودين فيها أنا اروح اموت الاول قبل ما حد يلعب في امنها ويضيع ال100 مليون لازم انا أكون مت الأول. اسمعوا اللي بقولكم عليه اللي عايز يلعب في مصر ويضعيها لازم يخلص مني أنا الأول. لأن انا لن اسمح والله العظيم لن أسمح أنا أروح بس ال 100 مليون يعيشوا اروح بس ال 100 مليون يعيشوا. وحذر الرئيس عبدالفتاح السيسي أن ما حدث منذ 7 سنوات لن يتكرر ثانية في مصر.. قائلا: اللي منجحش ساعتها هتنجحوه دلوقتي انتوا باين عليكم متعرفونيش. صحيح والله. أمنك واستقرارك يا مصر ثمنه حياتي أنا وحياة الجيش. محدش يفكر يدخل معايا في الموضوع ده أنا مش سياسي بتاع الكلام انا لم اتحدث ابدا بهذه الطريقة لكن الواضح إن الناس مش واخدة بالها مش بنبني البلد بالكلام. البلد دي علشان ترجع كده تاني ربنا وحده فقط الذي يعلم هي رجعت كده ازاي. أضاف: ان من يفكر في ان يقترب من مصر سأقول للمصريين انزلوا تاني لمنحي تفويضا امام الاشرار وهقول للمصريين تاني لو الامر استمر علي هذا النحو وفكر احد ان يضر بمصر وأمنها سأطلب منكم تفويضا ثانيا لانه ستكون هناك اجراءات اخري ضد أي احد يعتقد انه من الممكن ان يعبث بأمنها ونحن موجودون.. أنا لا أخاف سوي من الله ولا أخاف إلا علي مصر. وتابع: ان ما أورده المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية عما حدث في 2011 بشأن توقف الإنتاج وتناقص الاحتياطي مما اضطر الحكومة لاستيراد منتجات بترولية بقيمة 1.2 مليار دولار شهريا ولم تكن الناس واعية لكيفية سير هذه الأمور وانفاق هذا المبلغ الكبير شهريا حتي يمكن لهم ان يجدوا الوقود اللازم لسياراتهم والبوتاجاز اللازم لبيوتهم فضلا عن أننا لم نكن نبيع الوقود بثمنه الحقيقي بل نبيعه مدعوما لأنه ضروري لتحقيق الاستقرار والأمن. وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: لقد شرعنا في إنشاء أكاديمية يتم فيها تعلم معني كلمة دولة حتي لا يكون هناك اليوم من يتصدي لشأن عام دون ان يكون قد حصل علي القدر المناسب من المعرفة بمعني هذه الكلمة.. وبالمناسبة أنا اتعلم وأعلم نفسي معني كلمة دولة منذ نحو 50 عاما وهي مسألة صعبة جدا.. فهناك أناس يفتقدون للحد الأدني من المعرفة الضرورية لمعني الدولة ويتكلمون كثيرا ويتصدون لقضايا الشأن العام دون ادراك وارجو ممن يتحدثون في الاعلام ان يكونوا متعلمين وواعين لهذه الأمور جيدا حتي لا يؤدي ذلك لاحداث أية هزة أو يغيب الحقيقة عن أبناء الشعب. وتعقيبا علي ما جاء في كلمة وزير البترول طارق الملا بشأن استعداد الوزارة لتزويد مليون و350 ألف وحدة سكنية بالغاز الطبيعي إذا ما توافر التمويل اللازم وهو 5.2 مليار جنيه.. وجه الرئيس السيسي. رئيس الوزراء بضرورة العمل علي تدبير هذا المبلغ بأسرع وقت ممكن والرجوع إليه في حالة وجود اية مشكلة في هذا الخصوص. وعاود الرئيس الحديث عن موضوع ترسيم الحدود البحرية والذي كان ضروريا لتمكين مصر من حقل ظهر ولدوره في تحقيق الأمن والاستقرار المهمين للمصريين.. قائلا: نحن لا نريد ان نخوف الناس ولكن علي الجميع وعلي الاعلام بشكل خاص ان يعي تماما انه يتحدث عن دولة بكل ما في الكلمة من معني وعليه ان يراعي وهو يتحدث عن فكرة أو مشروع تقوم الدولة بتنفيذه ان يعرض هذا الأمر بطريقة بسيطة يمكن ايصالها إلي رجل الشارع ببساطة ووضوح وإلا فسوف تصل إلي المواطن رسالة مغلوطة ومحبطة. ونبه إلي أن التحدي الموجود ليس في مصر فقط بل في كل البلاد التي حدث بها عدم رضا الناس لأن أحدا لم يصف للناس توصيفا دقيقا لحقيقة واسباب مشاكلها فالحقيقة تتطلب عملا وجهدا شاقين حتي يمكننا الخروج مما نحن فيه لنتجاوز هذه التحديات. وتحدث الرئيس السيسي عن القوة السياسية الحقيقية التي ستكون مسئولة عن الدولة في مصر قائلا: لابد لهذه القوة السياسية ان تكون قد اعدت وتعلمت معني الدولة بشكل تام بحيث لا يمكن لشخص ان يتحدث علي ميكروفون كلاماً مرسلا من شأنه يمكن ان يضيع بلدا عندما تتكلم مع بلدك أو شعبك عبر وسيلة عامة يجب أن تكون حذرا وعليك ان تفكر مليا في كل كلمة تقولها حتي لا تتسبب في احداث فتنة يمكن ان تؤدي إلي ضياع دولة بما يترتب علي ذلك - لا قدر الله - من تكرار تجربة شعوب أخري اصبح يتم تحديد مصيرها خارج بلادها ويكون مصيرها البحار ومعسكرات اللاجئين. ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي كلامه إلي الشعب المصري قائلا: حديثي معكم لأذكركم واذكر كل مصري يحب بلده ولا يزايد ولا يكابر ولا ينظر لمصلحة أخري.. انه ليست هناك مصلحة أكبر من الحفاظ علي بلادنا ونحن بحاجة لمزيد من الوقت لتحقيق كل ما نريده. وتطرق الرئيس إلي الديون التي كانت مستحقة لشركات البترول الأجنبية لعام 2011 والتي بلغت 3.6 مليار دولار أمريكي فضلا عن احتياجات البلاد من انفاق ل 2.1 مليار دولار شهريا لتلبية وارادت الوقود.. أقول لكل من تساءل أين ذهب الاحتياطي النقدي في البنك المركزي انه تم استخدام جزء من الاحتياطي في شراء مشتقات بترولية وسداد مستحقات الشركات التي كانت قد توقفت عن العمل حتي نشجعها علي العودة للعمل مرة أخري. وجدد التزامه بسداد كل دولار كمستحقات مصرية لشركات البترول الأجنبية قائلا: أنا كرئيس للجمهورية ملتزم بأن نسدد هذه المستحقات فالبلاد لم تأت بالكلام وانما تبني بالصبر. ووجه الرئيس السيسي كلامه إلي المصريين قائلا: يا مصريين لا يوجد مثلكم.. فأنتم حافظتم علي بلدكم رغم كل ما يجري وما تم انجازه علي أرض الواقع كان أكثر وأكبر من المتوقع ونتمني من الله ان يثبتنا كلنا علي الخير. وقال: انه يتعين علي كل من يتحدث علنا وفي الاعلام ان يدرك ان هناك من يحاول ان يستخدمه كأداة لهدم البلد.. وارجو ان تكون الناس واعية لما أقوله وتسمعه مني بمسئولية حرصا علي مصر ووجه الرئيس كلامه إلي الشعب المصري قائلا: عليكم ان تعرفوا انه في هذا الاطار كان البعض يحاول اساءة العلاقات بيننا وبين ايطاليا حتي لا نصل إلي ما وصلنا إليه اليوم من مشروعات وانجازات خاصة وان ايطاليا كانت الاقرب إلينا في العلاقات في منطقة البحر المتوسط حيث تربطنا بها صداقة قوية فقد كان هدف أولئك هو منعنا من تنمية بلادنا والحاق الضرر بهذه العلاقات بما في ذلك محاولة استغلال حادثة ريجيني للتأثير سلبا علي هذه العلاقة الوثيقة وهنا أؤكد انني لن انسي موقف ايطاليا ووقفتها الكبيرة معنا رغم هذه الواقعة. وخاطب السيسي الرئيس التنفيذي لشركة ايني قائلا: واقعة ريجيني لم أنسها يا كلاودي ونحن في مصر لن ننساها.. كما انني اعزي باسم مصر أسرة ريجيني الموجودة هناك ثانية ونقول لهم نحن لن نترك هذا الموضوع إلا عندما نضبط الجناة ونحاسبهم.. وأكررها ثانية ونحن في هذا الاحتفال مع شركة ايطالية موجودة معنا اننا لن نترك الموضوع حتي نعرف الجاني ونقدمه للعدالة في مصر.