تطايرت ألوانهم شالا مخمليا.. يدفيء الروح فأيقنت نور الحقيقة. تحملنا لأبعد نقطةي في الحُبِّ وأقرب طريق للجنة النبيلة وسط أمواج الإبداع صحبة ورود إبداعية في "صحبة فن" * ما أروع أن تدخل من بوابة واحدة إلي عِدة عوالم ورؤي اجتمعت في مكان واحد. لا يفصلها سوي بضع سنتيمترات فإذا بالعقل يسلم مقاليدك إلي روحك لتهيم في براح إبداعي وألوان تتطاير لتحتضن عيون مشاهديها فإذا بكَ تسير عبر أروقة الروح إلي ألوان من التعبير الجمالي. بلا شك إن للمعارض الجماعية التي تضم أكثر من فنان فوائد علي الممارسين للفن والمهتمين به. فهي تعطي بعداً تنافسيا للفنانين. وتثري المتابع حيث يتنقل بين الرؤي والأساليب والمدارس الفنية في دقائق. وتصور تظاهرة حضارية تأخذ بيد الفنانين إلي إنتاج أفضل وتبادل خبرات وبحث أوسع وتجريب جديد. بل وتفتح آفاقا رحبة للحوار الابداعي البصري. وتبادل الأفكار. وتساهم في إفراز جيل من الفنانين المبدعين والمفكرين والمثقفين من خلال ثقافة الاختلاف والتباين بين الأساليب الفنية وطرق تناولها. ومن ثم تساعد علي ظهور نقلات نوعية وكيفية في تنمية الوعي الفني والحضاري. افتتحت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط معرض "صحبة فن" بجاليري بيكاسو. والذي ضم أعمال تسعة من الفنانين التشكيليين الذين اجتمعوا علي تلك القوة الروحية الخلاقة التي تسمي "الفن". ضم المعرض لوحات للفنانة "نرمين حكيم" والتي تميز أسلوبها بالتعبيرية في تصوير الشخصيات وامتلأت لوحاتها بتأثيرات لونية تحمل الدفء في التناول والرؤية وتعبر عن لحظات السكون متمثلة في أبسط الأشياء وسط زخم الحياة. وفاجأتنا الفنانة "زينب خليل" بمجموعة منتقاة من لوحاتها التي تحمل بين تدرجاتها اللونية حسا صوفيا نادرا ما تحمله التجريدية الخالصة التي تميز أسلوبها الفني. والفنانة "أماني عبد الباري" ولوحات تجريدية تمثل رحلة النفس البشرية من خلال رسم عناصر من الطبيعة في تناغم متصل لتعبر عن تلاقي الطاقة الانسانية مع ما حولها في تناغم وتوازن لوني يحمل من السحر والغموض ما يجعل المشاهد يتوحد مع السماء والوديان والبحار في أنشودة إبداعية متفردة. والفنانة "سهير أبوشادي" وشاركت في المعرض بمجموعة من لوحاتها والتي تميزت بالحفر البارز علي الخشب أو بالرسم مباشرة علي الأسطح الخشبية والتصوير علي القماش "التوال" مستخدمة ألوان الأكريلك. وقد اتخذت من الهلال والدوائر عناصر متكررة في معظم أعمالها فالهلال هو البداية والنهاية والدوائر تمثل الاستمرارية لدورة حياة. أما عن لوحات الفنانة "جيهان رؤوف" فكانت حالة فنية تبحث عن التجديد في تناول الرؤية المعتادة للطبيعة والنباتات فنقلتنا من خلال لوحاتها من الزهور ذات الألوان الساخنة من الأحمر والأصفر إلي الأشجار بكثافتها وتشابك أغصانها وتدرجات الأزرق الحالم في خلفياتها والأخضر الذي يريح النفس. كما شاركت الفنانة "جميلة زكي" بلوحات لبورتريهات تناولتها بأسلوب تعبيري وتميزت البطولة اللونية فيها للأبيض والأسود مع ضربات فرشاة للون الأحمر الذي استخدمته علي استحياء. كانت لوحات الفنان "محمد كمال" تعبيرا عن حالته الابداعية في البحث المستمر عن ينابيع النور مستخدما ألوان الباستيل الزيتي وكأنه طائر يبحث عن الوهج من خلال رحلاته الكشفية في مسارات الابداع. والفنانة "نيهال النفوري" استخدمت الموتيفات المتأصلة في الموروث الشعبي عبر العصور واستحضرت عبق التاريخ وأصالة الفكر الشعبي المصري في أعمالها. وشارك الفنان "أنس الألوسي" بمنحوتانه من البرونز والتي استلهمها من الحضارات القديمة خاصة بأرض الرافدين فنجد في تماثيله من الجمالية والانفعالية ما عبر به عن تميز شخصيته الفنية وارتباطه الشعوري بأصالته تاركا للمشاهد قراءة ما تريد كل قطعة البوح به من جماليات النحت المعاصر. يستمر معرض "صحبة فن" حتي 1 فبراير 2018.