قال وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني، الخميس، إن حكومته تسعى لتفادي التصعيد مع إسرائيل وتحاول الرد بالدبلوماسية على انتهاكاتها المتواصلة في أراضي بلاده. أفاد بذلك خلال جلسة حوارية في "معهد تشاتام هاوس" في لندن التي وصلها أمس الأربعاء، في إطار زيارة رسمية غير محددة المدة، لإجراء مباحثات مع مسئولين بريطانيين، وفق بيان سابق لإدارة الإعلام في وزارة الخارجية السورية. ولم تحدد الإدارة أجندة الزيارة، إلا أنها تأتي في إطار سعي الإدارة السورية الجديدة لإنهاء عزلة دمشق الدولية جراء سياسات النظام المخلوع، والبدء في فتح قنوات اتصال رسمية مع الدول الغربية الكبرى. ومما يعطيها أهمية استراتيجية أنها تأتي بعد زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن مطلع الأسبوع الجاري، ولقائه بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، ما يؤكد رغبة سوريا في تحقيق نقلة نوعية لعلاقاتها مع القوى الدولية المؤثرة. وذكر الشيباني، أن "إسرائيل تلعب حاليا دورا سلبيا في سوريا، و(هي) غير راضية عن التغيير الذي حصل"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية "سانا". وأضاف: "واصلت (إسرائيل) انتهاكاتها في الأراضي السورية، لكننا لم ننجر للاستفزاز وحاولنا الرد بالدبلوماسية". وتابع: "لا نريد أن نكون طرفا في أي حرب بالوكالة، ونريد الهدوء، والتركيز على الداخل وعدم الدخول في صراعات إقليمية، ونسعى لتفادي التصعيد مع إسرائيل وتبديد مزاعمها بالتعرض للتهديد". وأردف بالقول: "فنحن نعمل على إعادة بناء سوريا، وننظر لأي اتفاق محتمل مع إسرائيل في هذا الإطار". وعن علاقات بلاده مع القوى الغربية، أشار الشيباني إلى أن زيارته برفقة الرئيس الشرع إلى واشنطن "كانت ناجحة جداً وركزت على كل الملفات". وأوضح أن "العلاقات مع الولاياتالمتحدة تسير بشكل جيد جدا"، معتبرا أن إزالة "عقوبات قيصر" بالكامل عن بلاده "مسألة وقت". وتوقع أن تُزال جميع العقوبات بنهاية العام الحالي، قائلا إن ذلك "سيؤدي إلى فتح باب فرص الاستثمار المتعددة والواسعة في جميع القطاعات". وشدد الشيباني على أن إعادة فتح سفارة بلاده في لندن تهدف لخدمة مصالح السوريين، مؤكدا أن "سوريا لم تعد دولة هامشية بل مهمة لكل دول العالم". وعن علاقة بلاده مع موسكو، قال الشيباني: "نبني علاقات واقعية مع روسيا، ولا نريد أن تكون متحكمة في سوريا كالسابق كما لا نريد استعداءها". واستطرد: "لا نرغب بأن نكون طرفا في أي قطب، ونعمل على بناء علاقات جيدة وشراكات مع الجميع".