نتفق أو نختلف ان الدراما التليفزيونية كلها لا تمت للمجتمع المصري ولا بحياته الاجتماعية علي الاطلاق وأغلب هذه الأعمال من خيال المؤلفين الشبان الذين يعيشون في مجتمع مختلف تماما عن مجتمعنا. انقرضت الأعمال الدرامية الرومانسية والاستعراضية.. فمن المسئول عن عرض هذه الأعمال ومن يقوم بانتاجها؟ وهل هذه الأعمال تعرض بعيدا عن الرقابة؟ * تقول الفنانة رغدة لابد من تغيير مفهوم الدراما عند المؤلفين الشبان.. وأيضا عند المنتجين والنجوم والأعمال الرومانسية التي انقرضت لابد من عودتها وقصص الحب والعشق في الدراما التليفزيونية أفضل بكثير من السينما بالرغم من أننا تعلمنا الحب والاستعراضات من الأفلام القديمة والتي كانت تقدمها سعاد حسني وغيرها من النجمات الكبار ولأن المسلسلات تدخل البيوت دون استئذان. * تقول الفنانة يسرا.. لابد ان تكون المسلسلات المقدمة فيها كل ألوان الدراما مثل الرومانسي والاستعراضي ولا يوجد حاليا مؤلف يجيد كتاب الاستعراض لأن الكتابة فيها صعب وجميع المؤلفين حاليا يستسهلون كتابة الدراما فهل يمكن ان تجد صلاح جاهين تاني أو احسان عبدالقدوس أو نجيب محفوظ؟ اضافت من الصعب ان يأتي مخرج عبقري مثل فهمي عبدالحميد الذي قدم الفوازير والاستعراضات وعلينا ان نبحث عن مخرجين ومؤلفين جدد ومصر مليئة بالمواهب ولا يوجد منتج حاليا يغامر بتقديم مسلسل استعراضي غنائي لأنه مكلف أكثر من الدراما الاجتماعية.. وكفي المسلسلات التي تشجع الشباب علي العنف والبلطجة والجلوس علي المقاهي ويجب ان نقدم أعمالا تشجع الشباب علي العمل وحب الوطن. * يقول المخرج محمد فاضل كان فيه كتاب كبار محترفون في الدراما الاجتماعية التي تعالج مشاكل المجتمع سواء كانت عن قصة كاتب كبير أو من خيال الكاتب المؤلف وكانت هذه الأعمال تحترم المشاهد ولم تجرح شعوره وهذه الأعمال صنعت جماهيرية للشاشة الصغيرة.. التف حولها الجميع وعاتب علي هذه القنوات التي تعرض مثل هذه الأعمال علي شاشتها.. بدون موافقة الرقابة قبل تصويرها وكذلك الدراما التركية جذبت المشاهد بالرغم من تطويل الحلقات التي تصل إلي ثلاثمائة حلقة.. فهي تظهر جمال المجتمع في أحسن صورة وليتنا ان نعيد تقييم الدراما واعادة صياغتها بشكل محترم. * قالت المخرجة أنعام محمد علي: الدراما التليفزيونية اصبحت تنافس السينما التجارية في مستواها الهابط بعد ان كانت هي التي صرفت الجمهور عن مشاهدة الافلام السينمائية لأن المشاهد كان بفضل الجلوس في البيت ويتابع بشغف الدراما التليفزيونية لأن الرقابة التليفزيونية كانت ترفض الأعمال الهابطة قبل التصوير وتشاهده لجنة من كبار المؤلفين قبل العرض ونجحت الدراما الأجنبية في المنافسة الشديدة للدراما المصرية. * يقول المخرج مجدي أبوعميرة: الدراما الاجتماعية انتهت بعد رحيل العمالقة أمثال اسامة أنور عكاشة ومحمد صفاء عامر وتوقف محمد جلال عبدالقوي وتحويل الروايات الادبية إلي سيناريوهات تليفزيونية هذا بالاضافة إلي أن المجتمع يعاني مشاكل عديدة تصلح لأعمال درامية جيدة.. أما عن الأعمال السينمائية التي تم تحويلها إلي أعمال تليفزيونية فهي جريمة بكل المقاييس.. فالسينما يذهب إليها المشاهد برغبته ويدفع ثمن تذكرة الدخول أما التليفزيون فهو يدخل البيوت! * ويقول المخرج محمد عبدالنبي: لا يوجد مؤلف حاليا يكتب الأعمال الاستعراضية بعد رحيل صلاح جاهين وعبدالسلام أمين ولا توجد حاليا فنانة استعراضية بعد نيللي وشريهان تستطيع تقديم الاستعراض.. وصابرين ونيللي كريم وشيرين رضا فشلوا ولا يوجد مخرج عبقري مثل الراحل فهمي عبدالحميد وتلاميذه. * قال المؤلف مدحت العدل: ان الأعمال الاستعراضية تحتاج لموهبة استعراضية ولا يوجد حاليا ممثلة استعراضية بمعني الكلمة بعد شريهان التي ولدت موهوبة في الاستعراض والتمثيل ايضا ودنيا سمير غانم تصلح لكن حركاتها في الاستعراض ثقيلة لذلك فإن الأعمال الاستعراضية انقرضت وبقيت الأعمال الدرامية الثقيلة علي المشاهد. اضاف: من الممكن أن اكتب عملا استعراضيا غنائيا ولا أجد البطلة التي تلعب بطولة هذا الاستعراض.