قال الدكتور محمود قطب رئيس فرع هيئة تنمية بحيرة السد العالي في أسوان إن الأراضي الشاطئية علي ضفاف بحيرة ناصر تستقبل كل من أراد العمل بالزراعة بها وبإيجار 550 جنيها للفدان فقط سنويا وهو سعر منخفض جدا مقارنة بالأراضي الزراعية في الوادي والدلتا. وقال: إن تلك الأراضي الشاطئية تتميز بخصوبتها نتيجة طمي البحيرة الناتج من إغراق البحيرة أثناء فترة الفيضان. أضاف أن هناك مساحة 150 ألف فدان جاهزة لمن يرغب في الزراعة منها نسبة صغيرة مزروعة بالفعل. أضاف أن الشريط العرضي للأراضي الشاطئية يتراوح من 2 إلي 3 كيلومترات حول بحيرة ناصر وهو بمثابة حرم البحيرة التي تعتبر المخزون الرئيسي للمياه في مصر لذلك يمنع تماما إقامة أي مصانع أو إشغالات أو صناعات أو شركات أو مخازن أو ورش حول هذه الأراضي لحمايتها من التلوث. أشار إلي أن الزراعات الشاطئية تتميز بالإنتاج الوفير نظرا لخصوبة التربة التي تكونت من إرسابات طمي النيل وتتميز بعدم وجود آفات أو أمراض داخل مناطق الزراعات الشاطئية نظرا لطبيعة المناخ حول بحيرة ناصر والذي لا يساعد علي نمو الآفات. كما تتميز الزراعات الشاطئية بعدم وجود أي كيماويات تضاف للمحاصيل الزراعية نظرا لخصوبة التربة. قال إن تمركز الزراعات الشاطئية متواجد حول قري التوطين التي تم إنشاؤها حول بحيرة ناصر في مناطق خور جلال وكركر وجرف حسين وكلابشة وتوماس وعافية وتوشكي وأبوسمبل في غرب بحيرة ناصر علاوة علي مناطق العلاقي وابيسكو والسيالة ودهميت في شرق البحيرة. صوبة زجاجية طبيعية أوضح د. محمود قطب أن بحيرة السد العالي تشبه الصوبة الزراعية المفتوحة التي تنتج محاصيل في غير أوقاتها التقليدية نظرا لطبيعة الجو الذي يساعد في نمو الزراعات قبل موعدها في الوادي والدلتا بنحو شهرين علي الأقل. كما أن الزراعات علي بحيرة ناصر تسمي زراعات "بعلية" أي أن الجذور تنمو في أرض رطبة ومبللة علي ضفاف بحيرة ناصر لذلك لا يحتاج المحصول لمياه الري سوي لمرة أو مرتين فقط. أشار إلي أن أشهر الزراعات الموجودة حاليا علي شواطئ بحيرة ناصر هي الخضراوات مثل الطماطم والخيار والباذنجان والفلفل والكوسة علاوة علي محصول البطيخ الذي يمثل 50% من المساحة المزروعة. ومعظم مزارعي البطيخ من محافظة كفر الشيخ ويستقرون بأسرهم علي ضفاف البحيرة علاوة علي أبناء محافظة أسيوط الذين يشتهرون بكفاءتهم الكبيرة في زراعة الخضراوات. أضاف أنه توجد مساحات منزرعة بالمحاصيل الاقتصادية مثل النباتات الطبية والعطرية كالشمر والكركديه والمحاصيل الزيتية مثل عباد الشمس والسمسم علاوة علي المحاصيل التقليدية مثل القمح والذرة والفول البلدي وبعض أنواع الفاكهة مثل الكنتالوب. وقال "قطب" إن دور فرع هيئة تنمية بحيرة ناصر يتمثل في تشجيع المزارعين والمستثمرين لزراعة مساحات أكبر من الأراضي الشاطئية التي تتميز بخصوبة التربة والمناخ الجيد وذلك من أجل زيادة المساحة المزروعة علي ضفاف البحيرة والتي تعتبر قليلة بالنسبة للأراضي الصالحية للزراعة ويتمثل هذا التشجيع في خفض سعر تأجير الفدان إلي 550 جنيها فقط سنويا. وأشار إلي أن الهيئة تقوم بتوعية المزارعين بأهمية الري الحديث خاصة بالنسبة للمساحات الواسعة وتحثهم علي تركيب شبكات الري المطور سواء كان الري بالتنقيط أو الرش. المعوقات والصعوبات أوضح رئيس فرع هيئة تنمية بحيرة السد العالي بأسوان أنه توجد بعض المعوقات التي تواجه المزارعين أثناء تواجدهم علي بحيرة ناصر وتقلل بالتالي من المساحات المزروعة من بينها بعد المكان والذي يحجم الناس عن الزراعة. ونقص الإمكانيات والمعدات والآلات والسيارات المجهزة لنقل المحصول. وعدم ثبات منسوب مياه بحيرة ناصر مما يضطر المزارعون إلي ملاحقة مياه الري بأكثر من ماكينة للري حتي يوفروا المياه للمحاصيل المزروعة علاوة علي نقص الخدمات علي ضفاف بحيرة ناصر مثل نقص شبكات المحمول وضعف الخدمات الطبية والاجتماعية المختلفة.