آلاف الأفدنة مهددة بالبوار..ارتفاع نسبة الملوحة بالأراضىي. وأهالي قنا يسخرون: «المحافظ بيشربنا ميه معدنية» تسود حالة من الغضب، مصحوبة بالهلع بين المزارعين بمحافظات مصر، بسبب ما يتم نشره عن سد النهضة، وما يواجهونه كحقائق يومية بأراضيهم التى صارت معرضة للبوار، بسبب ندرة وقلة المياه، مما تسبب فى تبوير مئات الأفدنة من الأراضى المعدة للاستصلاح. كما يعانى المزارعون من قلة المياه، التى تصل إلى الترع مما يعرض معظم المحاصيل للتلف، خاصة محصول القمح الذى يعتبر عصب الغذاء فى مصر. "المصريون" رصدت معظم الكوارث التى صارت "بعبع" يلاحق المزارعين، حيث تتعرض مساحة قدرها 1000 فدان مزروعة بنباتات عطرية وطبية للبوار ببنى سويف، بسبب قلة المياه، فيما يتعرض ثلتا مساحة الأراضى الزراعية بسوهاج للمصير المحتوم, ويتكرر الأمر الكارثى أيضًا فى أسوانوالمنيا، حيث طفّح الكيل بالأهالى، وخرجوا عن شعورهم: "الحكومة بتضحك علينا"، فيما كانت السخرية هى عنوان وشعار محافظة الأقصر: "إحنا أولاد النيل وبنشرب ميه معدنية".
370 ألف فدان فى مرمى البوار ببنى سويف 200 ألف متر مكعب عجز.. ومدير الرى: "مين مش خايف من السد ومتدخلنيش فى السياسة" تعانى محافظة بنى سويف عجزًا يبلغ نحو 200 ألف متر مكعب من مياه الرى سنويًا، مما يتسبب فى إصابة آلاف الأفدنة الزراعية بالبوار والنسبة مرشحة للزيادة فى ظل الهجمة الشرسة من الزراعات المخالفة خارج الزمام والتى تستنزف حصة المحافظة، فضلاً عن المخاوف المكتومة لتأثير سد النهضة الإثيوبى وواقع مؤلم من نقص مياه الرى. الأسوأ هو هجرة المزارعين لأراضيهم مما أدى إلى ارتفاع قيمة يومية الشغيلة. في البداية يقول بدر فراج محمد فلاح من قرية كفر أبو على مركز سمسطا ،1000 فدان ببقري المنشية وبنى حلة والكفر مزروعة نباتات طبية وعطرية لا ترتوى من أسبوعين رغم أن هذه النباتات تحتاج رية كل 4 أيام وأوشكت على الهلاك وتقدمنا بشكاوى لهندسة رى سمسطا و مديرية رى بنى سويف وعلمنا بأن عملية إصلاح المغذى معطلة من سنة بسب خطأ فى إجراءات الطرح. وأضاف محمود الراوى، مزارع من أهالى مركز ناصر، أن المزارعين يعانون الأمرين فى رى أراضيهم وتحولت إلى صحراء جرداء بسبب عدم وصول مياه الرى فى الترع الموصلة إلى هذه الأراضى الزراعية وبيقفلوا المياه فترات طويلة تصل ل4 أيام خلال ثمانية أيام المناوبة، مما يسفر عن عدم قدرة معظم المزارعين على ري جميع أراضيهم لأن فترة المناوبة تنتهى قبل أن يتمكنوا من الرى ولجوئهم إلي وضع ماكينات مياه لري أراضيهم من المياه الجوفية واستخدام مياه الصرف الصحى والآبار الارتوازية . وأوضح عاطف محمد مزارع من قرية (دلاص) يمتلك 7 أفدنة، أن هجرة المزارعين لأراضيهم تسبب في ارتفاع قيمة يومية الشغيلة. موضحًا أننا كنا ندفع 50 جنيها للعامل الزراعى يوميًا قفزت إلى 75 جنيها ومش لاقينهم. وأشار محمد جابر، مزارع، إلى أن أحد أسباب مشكلة البناء على الأراضى الزراعية هو نقص مياه الرى و بوار الأراضى لعدم وصول مياه الرى إليها. وتابع: زهقنا من مشكلة الرى وبصراحة "خايفين من سد النهضة الاثيوبى وكنا نقصينه ده كمان". وفى مركز الفشن، أوضح حسن متولى، أن الصراع محتدم على مياه الري بين مزارعى بنى سويف والمنيا حتى وصل الأمر إلى استخدام الأسلحة النارية بين الفلاحين بسبب أولوية الري للأراضي الزراعية. "المصريون" سألت المهندس مجدى إبراهيم أحمد مدير عام رى بنى سويف: أنت خايف من تاثير سد النهضة؟ وكانت إجابته: "مين مش خايف بس متدخلنيش فى السياسية، مؤكدًا أن قضيته الآن هو توصيل المياه لكل نبتة زرع والقضاء على شكاوى المزراعين مطالبًا بعودة الدورة الزراعية. وأوضح، أن حصة المحافظة من مياه الرى تبلغ 2 مليار متر مكعب سنويًا ونحتاج إلى نحو 200 ألف متر إضافية وهو عجز بسيط، ولكن ما يزيد المشكلة زيادة الزراعات المخالفة خارج الزمام والتى تستنزف حصة المحافظة.
أهالى الأقصر: "الميه بتجيلنا ساعة واحدة فى الشتاء" تعانى بعض قرى محافظة الأقصر، التى لا تبعد عن شاطئ نهر النيل، إلا بعض الكيلومترات البسيطة، من انقطاع شبه تام للمياه، حيث يعيش معظم أهالى تلك القرى، على الآبار الارتوازية، أو الاعتماد على طلمبات المياه الجوفية، نظراً لأن مياه نهر النيل لا تصل إليهم إلا ساعة واحدة فى ساعات اليوم الطويل. وتتركز المعاناة وتجدها حاضرة وبقوة فى قرى الحواجر بالأقصر، والتى تبعد ثمانية كيلومترات فقط عن نهر النيل، كحاجر المريس وأبو قليع، بأرمنت غرب الأقصر، أو فى نجع الشيخ سلطان بالطود. فيما تتجلى قمة المعاناة فى قرى الحبيل والبغدادى والرضوانية، التابعة لمركز البياضية، لتصل إليها ماء النيل بعد منتصف الليل فى فصل الشتاء. أما فى الصيف، فالأهالى ينتظرونها كل ثلاثة أيام، لهذا لم يهتم أحد أن يبقى هؤلاء بدون مياه 15 يوماً فى الصيف الماضي، ولم يكن لمحمد بدر محافظ الأقصر، أى حلول تنقذ أهالى تلك القرى من العطش، إلا الذهاب لهم بزجاجات مياه معدنية، مما زاد من استيائهم وإحساسهم بأنهم من دولة مجاورة. وفى قرية الرياينة التابعة لمركز أرمنت جنوب غرب الأقصر، فلا يختلف الوضع كثيراً عن سابقتها، ونجد انتشارًا هائلاً للطرمبات الجوفية، مما أصاب معظم الأهالى بالفشل الكلوي، منتظرين فقط أن تزداد معاناتهم مع سد النهضة. بينما يضطر الأهالى فى حاجر المريس، للتنقل أربعة كيلومترات لبلد مجاور أو ثمانية كيلومترات لنهر النيل للحصول على كوب ماء صالح للشرب، والبعض الآخر الذى لا يستطيع الذهاب يحصل على احتياجاته من مياه الترع أو من الآبار الجوفية، الأمر الذى يترتب عليه الإصابة بكثير من الأمراض، خاصة فيروس سى والفشل الكلوى .
نقص المياه يهدد ببوار 450 فدانًا بالمنيا الفلاحون: "الحكومة بتضحك علينا.. ماكينات الرفع مش جايبة نتيجة.. وبيوتنا خربت ومحاصيلنا تلفت" مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة وقرب نضوح عدد من المحاصيل الشتوية، التى تحتاج كميات كبيرة من المياه، مثل قصب السكر أو القمح، تعالت أصوات الفلاحين والمزارعين بمحافظة المنيا، بتوفير كميات مياه الرى اللازمة، لرى زراعتهم التى كادت أن تتلف بسبب نقص مياه الرى المخصصة للزراعات بالمحافظة، سواء أراضى تابعة للإصلاح الزراعى أو الجمعيات الزراعية . ويتعرض أكثر من 450 فداناً للبوار، والبعض منها معرض للتلف، بعد نقص كميات كبيرة من مياه الرى فى الوقت الذى لجأ فيه المزارعون إلى دق آبار ارتوازية وماكينات لرفع المياه، لكن نسبة المياه قلت وأصبحت مساحات كبيرة من الأراضى معرضة للبوار، فى ظل الأوضاع الاقتصادية التى يمر بها الفلاحون من ارتفاع أسعار التقاوى والسماد الكيماوى وضرائب الإصلاح الزراعى، وضرائب الأطيان التى ضاعفت العبء على كاهل الفلاحين. فيما أكد عدد كبير من مهندسى وخبراء الرى والزراعة، أن سد النهضة والخلافات الدائرة حوله وبناء السد، ربما أثر فى تقليل حصة المياه أو سياسة الحكومة فى ترشيد المياه، مما أعطى مؤشراً كبيراً يهدد الأراضى الزراعية خلال السنوات المقبلة فى ظل تصريحات الحكومة بالضحك على المواطنين أن حصة مصر من المياه لن تتأثر ببناء سد النهضة. وقال محمد بكساوى أحد المزارعين، إننا اضطررنا لدق بئر إلى جانب ماكينات الرفع، ونشترى الساعة بحوالى 15 جنيهًا مياه، ولما اشتيكنا أكثر من مرة إلى المسئولين بالرى، يقولون إن الترع تحتاج إلى تطهير وليس العيب فى حصة المياه، وبيوتنا خربت والمحاصيل أتلفت. وأضاف إبراهيم شتيوى مزارع بمركز المنيا، أننا أوشكنا على حصاد محصول القمح ، ونهاية محصول القصب، والتى تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، ونهايات الترع لا تصل إليها المياه، وبالتالى أراضينا ما زالت مهددة بالبوار وبعض زراعتنا أصبحت معرضة للتلف. وأشار عماد عبيد من كبار المزارعين ل"المصريون"، أننا تقدمنا بالعشرات من الشكاوى لمسئولى الرى لكن واضح إن مشروع سد النهضة قد أطل بظلاله على نقص المياه بالترع والمصارف، والحكومة بتضحك علينا، وبتوهمنا أن كل شىء تمام. فيما أكد المهندس نادر يوسف برى المنيا، أن حصة محافظة المنيا انخفضت بنسبة 20 % عن الحصة المقررة للمحافظة، وأصبحت حصة المحافظة ربما لا تكفى لرى نصف المساحة، إلى جانب أن كثيرًا من الترع والقنوات المائية تحتاج إلى تطهير، بسبب إلقاء المخلفات أو قيام الأهالى بردم بعض مجارى الرى . وصرح الدكتور عادل عبد الله أستاذ النبات بجامعة المنيا، بأن المحافظة من أكبر المحافظات والمساحات التى تزرع المحاصيل الحيوية مثل الذرة والقمح وقصب السكر والبنجر، ولكن نصيب المحافظة من المياه لا يكفى لتلك المحاصيل والزراعات.
ثلثا الأراضى الزراعية بسوهاج مهدد ب"البوار" نقص منسوب المياه يتسبب فى ارتفاع نسبة الملوحة.. وموجة غضب بين المزارعين بسبب تلف المحاصيل تواجه قرى ومراكز محافظة سوهاج، أزمة كبرى بسبب نقص مياه الرى، التى تهدد بتدهور إنتاجية المحاصيل الزراعية، وبوار مساحات كبيرة من الأراضى على مستوى المحافظة. وتشهد المحافظة تناقصًا كبيرًا ومستمرًا لمنسوب المياه فى الترع والمصارف مما زاد من غضب المزارعين، فى الوقت التى تنطلق فى وعود المسئولين عن زيادة حصة المحافظة من مياه الرى للقضاء على المشكلة. وأكدّ العديد من المزارعين فى المحافظة، أن المشكلة مستمرة طوال العام إلا أنها تفاقمت خلال هذه الشهور، مشيرين إلى أن الأزمة تتزايد حدتها مع بداية دخول فصل الصيف. وأوضح المزارعون، أنهم الآن فى منتصف الموسم الزراعى للقمح والبرسيم، وقطع المياه يتسبب فى تلف وبوار الأراضي، وضياع محصول القمح. وطالبوا، بضرورة عودة مياه الرى بشكلٍ منتظم، وفتح المصرف حتى يتمكنوا من استكمال زرعهم وحصده، وعدم خسارتهم لأراضيهم وأموالهم التى دفعوها لزراعة الأراضي. من جانبهم، أكد المسئولون بالإرشاد الزراعى، أن نقص مياه الرى الذى تشهده المحافظة، تسبب فى تأخر زراعة محصول الذرة مما يهدد بتدمير المحصول ويجد المزارعون معاناة موسمية فى الزراعة بسبب نقص المياه. وحذروا من أن اختفاء مياه الرى خلال السنوات المقبلة، سيؤدى إلى زيادة ملوحة التربة فى مساحات واسعة من الأراضى الزراعية وتناقص خصوبتها، الأمر الذى ينعكس بالضرورة على جودتها الزراعية وانخفاض جودة محاصيلها. وأوضح المهندس مراد حسين، وكيل الزراعة بالمحافظة أن مركز أخميم الذى تبلغ مساحته الزراعية حوالى 14104 فدانًا ومركز دار السلام الذى تبلع مساحة أراضيه الزراعية حوالى 19532 فدانًا، ومركز المراغة والذى تبلغ المساحة المزروعة فيه حوالى 26868 فدانًا، والبلينا بمساحة مزروعة تبلغ حوالى 23504 فدانًا، ومركز طما الذى تبلغ مساحة الأراضى الزراعية فيه حوالى 15344 فدانًا، من أهم المناطق التى تعانى نقصًا شديدًا فى مياه الرى على مستوى المحافظة وهذه المناطق تمثل ثلثى المناطق الزراعية على مستوى المحافظة .
"المقنن المائى" يكتب شهادة الوفاة لمئات الأفدنة بأسوان سنوات وسنوات تنتظر محافظة أسوان إقامة المشروعات المعطلة، والتى أعلنت عنها الحكومة من قبل وهللت لها وتوالت عليها زيارات الوزراء والمسئولين منذ عهد مبارك وحتى الآن، ولكن دائمًا ما تواجه هذه المشروعات صعوبات بالغة فى التنفيذ إما لعدم وجود مقنن مائى لها أو لأنها تاهت بين الوزارات المعنية وخاصة وزارات الزراعة والرى وأطماع المستثمرين وكبار رجال الدولة. ويأتى فى مقدمة هذه المشروعات مشروعات استصلاح الأراضى بقرى الخريجين بمدينة أبوسمبل ووادى النقرة والصعايدة ووادى عبادى والتى لم يكتب لها النجاح بالشكل المأمول رغم تنفيذها منذ عشرات السنوات . وأكد العمدة إبراهيم البرنس، أحد قيادات قرية بنبان بمركز دراو، أن الفشل بسبب ظاهرة المياه الجوفية وأيضًا قلة المقنن المائى لهذه المشروعات واختلاط مياه الصرف الصحى مع الصرف الزراعى، إضافة إلى ذلك ظاهرة التعديات الكبيرة على أطراف وأفرع الترع المغذية لهذه المشروعات والتى تسببت ما بين عشية وضحاها فى جفاف وبوار عشرات الأفدنة الزراعية. كما تعانى مشروعات صغار المنتفعين بمدينة أبوسمبل من الإهمال منذ فترات كبيرة وخاصة بقرى التوطين حول بحيرة ناصر وهى قرى بشائر الخير وكلابشة وجرف حسين التابعة سابقًا لمشروع العون الغذائى الذى تتبناه منظمة الفاو, حيث كتبت هذه المشروعات شهادة وفاتها مبكرًا فكانت النتيجة الفشل بسبب عدم كفاءة محطات الرى بها وتنصل الوزارات المعنية من مسئولياتها تجاه المنتفعين والمزراعين بتلك القرى، حتى أن فكرة الزراعات الشاطئية التى تعتمد على منسوب بحيرة ناصر والتى أنشأت هذه المشروعات من أجلها لم تحقق المرجو منها وغرق منتفعوها فى الديون فهجروا أراضيها. بينما ضاعت مشروعات وادى الكوبانية غرب النيل، ومشروع غرب كوم امبو، بين تصريحات المسئولين ووعود الحكومات السابقة ودائمًا ما يعلق المسئولون شماعة فشلهم فى إقامة هذه المشروعات على جملة واحدة "عدم وجود مقنن مائى". وأكد حسن الكوبانى، أحد القيادات الشعبية بالمحافظة، أنه تم طرح فكرة استصلاح مشروع وادى الكوبانية على العديد من الحكومات، والتى هللت له وأعلنت عن تنفيذه إلا أن معطيات الأمور قالت غير ذلك حيث دخل هذا المشروع غرف الإنعاش ولم يكتب له الظهور حتى الآن لسوء التخطيط . وأوضح، أن هذا المشروع كان مقدرًا له استصلاح وزراعة أكثر من 200 ألف فدان تعلقت به أحلام وطموحات الشباب بالمحافظة، أملاً فى زراعة هذا الوادى الفسيح الذى لا تنقصه سوى مياه الرى فقط سواء من النيل أو الخزان الجوفى بالصحراء الغربية. كما يوجد مشروع وادى غرب كوم امبو، الذى أعلنت عنه الحكومة فى آخر عهد نظام مبارك عام 2009، كان من المقدر له استصلاح نحو 220 فدانًا إلا أن هذا النظام اغتيل قبل أن يبدأ لأسباب غير معروفة ولكن تم إرجاعها إلى عدم وجود مقنن مائى له، فى الوقت الذى تؤكد فيه شواهد الإثبات أن توقفه يرجع إلى صراع رجال الأعمال وكبار رجال الدولة فى عهد مبارك للحصول على أراضى المشروع، الأمر الذى أدى إلى تعثره.