غبي وجاهل وأحمق.. هكذا وصف الساسة الأمريكيون والصحافة الأمريكية رئيسهم دونالد ترامب عقب قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقراره بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس.. ويبدو ان ترامب باعتباره رجل أعمال مهووس فعلا بجمع الأموال حيث كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ان مليارديرا يهوديا يدعي اديسون دفع لترامب مبلغا من المال لم تحدده الصحيفة من أجل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وهو ما يعني ان الرجل جاهل سياسيا وان حبه للمال يجعله يرتكب المزيد من الحماقات! قرار ترامب أقل ما يوصف به انه بلا أي قيمة.. وبالعامية المصرية "يبله ويشرب ميته" لأنه يخالف الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن وبالتالي فهو قرار أحادي الجانب وأحادي الرؤية يخص ترامب وحده وهذا ما أكدته ردود الأفعال العربية والدولية التي رفضت هذا القرار كما أكده الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الجمعة الماضية الذي واجهت فيه أمريكا عزلة دولية حين أوضح مندوبو الدول الأعضاء في المجلس أن وضع القدس يجب أن يحدد عبر مفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين تختتم باتفاق حول الوضع النهائي وبأنه لا اعتراف بأي سيادة علي القدس في غياب أي اتفاق. لقد كانت كلمة مصر في اجتماع مجلس الأمن واضحة وقاطعة وحاسمة حين أكد عمرو أبوالعطا مندوب مصر الدائم في الأممالمتحدة ان وضع القدس كمدينة محتلة لم ولن يتغير بعد قرار ترامب وان مصر ترفض أي آثار مترتبة علي هذا القرار. مشيراً في هذا الصدد إلي أن قرارات مجلس الأمن رفضت أي احتلال للقدس وهو نفس ما أكده مندوبا فرنسا وبريطانيا اللذان أوضحا ان القدس لها مكانة خاصة ونطاقها يتخطي اسرائيل وان القدسالشرقية جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأمام هذا الرفض الدولي بدأت أمريكا في التراجع رويدا رويدا حيث قال ريكس تيلرسون وزير خارجيتها ان الوضع النهائي للقدس سيترك للتفاوض بين الطرفين وان قرار ترامب حول القدس لا يعني البت بوضعها النهائي وان نقل السفارة سيستغرق وقتا وربما لا يتم العام المقبل. الرئيس ترامب أخطأ حين توهم ان هذا هو الوقت المناسب للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ليقف أمام كاميرات المصورين مزهوا وهو يمسك بورقة مزيلة بتوقيعه قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس.. وأخطأ ترامب حين تخيل ان المنطقة العربية مشغولة بالحروب والصراعات والإرهاب وان قراره سيمر مرور الكرام وان العالم سيستقبل قراره بالترحاب والتأييد.. ونسي ترامب أو تناسي أو دفعة الغباء ان القدس ليست مجرد أرض محتلة بل هي أرض مقدسة لها مكانة خاصة لدي العالمين الإسلامي والمسيحي ولذلك نقول له عليك بوضع قرارك في منقوع من الفودكا أو الويسكي أو النبيذ كما يحلو لك واشرب ميته!!