افتتح الفنان د.طاهر عبد العظيم معرضه "نقطة ضوء" يوم 28 نوفمبر الماضي بقاعة الباب بدار الأوبرا المصرية يعد الفنان رحلة ابداع خاصة من الاجتهاد والدأب وغزارة الانتاج.. فلوحاته مشاهد لم تبرح جنوباً أوشمالاً ولا شرقاً أوغرباً في أنحاء مصر.. وتعكس ميله وشغفه بالحياة الشعبية البسيطة بشوارعها وأزقتها وسواحلها وحقولها ونخيلها ورسم المداحين وراقصي التنورة والصيادين والفلاحين والبائعين كل ذلك في اطار رصد فني بعين المحب لمظاهر وعادات مصرية أصيلة. فاهتم بالبيئة المصرية والجماليات الموجودة بها. وارتباط الفنان بالتيارات الفنية الحديثة لا ينفي احتواءه علي قيم انسانية ومُثل سامية تخاطب الانسان أنّي كان ليعبر عنها. لذا فقد كان دوما من هؤلاء الفنانين الساعين الي تقريب المسافة بين الفن التشكيلي والمتلقي من شرائح الجمهور المختلفة. حملت لوحاته أسلوباً متميزاً في طريقة اخراجه لمشاهده محملاً بشحنة وجدانية قادرة علي تحفيز ذاكرة المُشاهد لاستدعاء ذكري من الماضي أوتُضيف الي معارفه نمطاً جديداً من الثقافة الشعبية التي لم يُدركها أويشاهدها من قبل.. وفي المُجمل يأتي العرض حالة بصرية صوّر فيها بالاشارة ما لا تقوي عليه العبارة من جماليات. طاهر عبد العظيم من مواليد محافظة الجيزة عام 1967 وحاصل علي دكتوراه في الفنون الجميلة تخصص ديكور 2001 ويعمل أستاذاً في كلية الفنون الجميلة- جامعة حلوان. له مجموعة من المعارض التشكيلية العديدة محلياً ودولياً. ومن معارضه الخاصة "ايقاعات" 2001- "لقطات من أوسيم" 2003 وكان يعبر عن مناظر من الريف المصري التي مازالت تحتفظ بطابع الريف الذي لم تلوثه العشوائيات . ومعرض "ألوان من بلدنا" 2004 تضمن مجموعة من اللوحات المأخوذة من بيئات مصرية متنوعة بين الشعبي والأماكن التي تحمل سمات القاهرة التاريخية. ومعرض "ايقاعات لونية" 2005 صوّر الأماكن المختلفة من مصر بتكوينات غير تقليدية في المساحات فتنوعت بين اللوحات المستعرضة والطولية بنسب غير مألوفة. ومعرض "الي ابنتي"پعامپ 2006 وتدور فكرته حول الفن التشكيلي ومشاركته في قضايا المجتمع الاسلامي ولوحاته مستوحاة من كتاب "الي ابنتي" الحائز علي جائزة اليونيسكو للدكتورة نعمات أحمد فؤاد. وقام باعداد كتاب بعنوان "كليوباترا في السينما" اصدارپمكتبة الاسكندرية بمناسبة افتتاح برامجها السينمائية عام 2002. في معرضه "نقطة ضوء" أطلت علينا لوحاته تحمل الأداء العفوي وجرأة التعامل مع المساحة واللون وفي تكويناته. عهد الي المنظور الذي لا تخطئه العين وتألقت مشاهده بالبهجة والفرح والضوء كما تتميز بالثراء اللوني في تركيبة بالتته رغم تنوعها فتجدها دافئة متناغمة تارة أوصاخبة متضادة تارة أخري فضربات فرشاته قوية.. جريئة. وعلي الرغم من هذه الجرأة الا أنها تتسم برقة ودفء بالغين. كما أن لها ايقاعا موسيقيا تسمعه العين في تلك الديناميكية الشديدة. ولا يمكن لفنان أن يجمع كل تلك المتناقضات الا اذا كان يمتلك أدواته وله فلسفته الخاصة كما نري في أعماله.