بقلم الناقدة (دكتورة/ روان سكر – سوريا) عاش الفنان خالد نصار في مخيم النصيرات بعد تهجير أهله من قريته بربرة القريبة من مدينة المجدل – عسقلان. درس في مدارس الوكالة المرحلتين الابتدائية والإعدادية، ثم توجه إلى التعليم المهني فحصل على دبلوم كهرباء عامة. مارس العمل في مهن عديدة كالخياطة والبناء، بعد عام 1998م توجه إلى دراسة الصحافة والعلاقات العامة، كما انتسب إلى دورات في الفنون التشكيلية والتصوير والإخراج، وحصل على الدكتوراه الفخرية من الأكاديمية الدولية – أوكرانيا. أقام في بلدة معارض شخصية عدة، وشارك في معارض ومهرجانات وملتقيات دولية عربية وأجنبية. ترأس المركز العالمي للفنون التشكيلية فرع فلسطي، وانتسب لعضوية اتحادات وجمعيات وهيئات فنية عديدة، كما أسس لتجمعات منها (فنانون بلا حدود) و (الواحة الدولية للفنون والآداب) التحليل يختزل خالد نصار هواجسه ومعاناته الإنسانية وأمله في مساحات تتداخل فيها الألوان المركبة لتخلق فرص التحاور البصري مع إحساس المتلقي. وفي أسلوبه التجريدي التعبيري لا نجد للأجساد والوجوه تفاصيل واضحة، ولا نلمس للأشكال والكتل نسبا أو قيما مدروسة عموما، وإنما نجد تكوينات تتوزع بجماليات خاصة على مستوى عال من الجذب والإبهار، الأمر الذي يخوله لارتياد مكانة رفيعة في التشكيل العربي الحديث. ينفذ نصار لوحاته بأساليب متباينة، فقد يتجاور التبقيع بضربات الريشة مع النثر اللوني باليد، وقد تتداخل الشفافية مع الكثافة، ليتم ذلك وفق إيقاعات مدهشة تتباين فيها درجات الإضاءة. وبتوازي التكوين المبهم للوحاته مع بساطة الدلالات يضمن قبولا منقطع النظير يرشح أعماله لتكون أغلفة لدواوين شعرية وبلغات عدة. في أعماله بقع أمل بيضاء هادئة تضيق تارة وتتسع تارة أخرى، لكن المساحات اللونية الصاخبة في تداخلها وقوة شيوعها أكثر تعقيدا وتعبيرا، فالأحمر مع الأسود ثورة حزينة، والأحمر مع الأزرق تمرد ممتد لا يعرف الحدود، والأزرق المبعثر وراء بقع لونية متعددة انتظار، والشظايا اللونية حنين ومكاشفة ذاتية وضياع، أما الشفافية والبساطة فرقة شعور وهدوء خاطر وأحلام وردية.