مازال مسلسل معاناة المريض المصري في البحث عن الدواء مستمراً بعد اختفاء أكثر من 1500 صنف دواء من السوق في ظل تعنت بعض شركات الدواء وتوقفها عن انتاج الأدوية الاساسية للضغط علي وزارة الصحة لرفع الأسعار إجبارياً وتحقيق مكاسب علي حساب صحة المريض الذي يعاني. وزارة الصحة وقفت موقف المتفرج واصبحت غير قادرة علي إلزام هذه الشركات بإنتاج الأدوية المطلوبة رغم ان هناك عقوداً بينها علي انتاج الأدوية الأساسية وطرحها في الصيدليات الحكومية والخاصة. البعض يترجم هذه الظاهرة بأنها اتفاقية بين وزارة الصحة والشركات علي تعطيش السوق من الأدوية الأساسية لإلزام مجلس الوزراء برفع أسعارها حتي يتم توفيرها في الصيدليات. الغريب ان وزارة الصحة لجأت إلي استيراد العديد من الأدوية بأسعار زهيدة لسد العجز وتوفير الاصناف للمرضي لكن هذه حلول غير مؤقتة وغير منصفة للمريض والدولة ولم تكن كافية لحل المشكلة. علي سبيل المثال مازالت مشكلة اختفاء البنسلين من المستشفيات الحكومية والخاصة قائمة منذ 3 أشهر ولم تستطع وزارة الصحة الخروج من هذه الأزمة وتركت شركات الأدوية تتحكم في المريض المصري حتي وصلت حقنة البنسلين في السوق السوداء إلي 200 جنيه مع ان سعرها الحقيقي لا يتعدي 6 جنيهات. أكد د.هشام جاب الله "صيدلي" ان اختفاء الأدوية الأساسية في مصر يمثل كارثة صحية ومازال وزير الصحة غير قادر علي استيعاب سوق الدواء ولم تكن لديه دراية بالمنتجات الدوائية وسياسة الشركات المنتجة للدواء ولم يلتزموا بتعاقداتهم مع الوزارة وهذا خطأ فادح يؤكد ان الوزير يخضع لضغوط الشركات حتي يقوم برفع أسعار الأدوية. أضاف ان أزمة نقص البنسلين في الصيدليات مازالت مشتعلة في الشارع المصري واصبحنا في حرج من المرضي والوضع في تدهور مستمر ووزير الصحة يتفرج ولم يستطع القضاء علي هذه الظاهرة التي افتعلها اصحاب شركات الأدوية لرفع أسعار منتجاتهم كما يحلو لهم. العجيب ان وزير الصحة يخرج علينا بتصريحات خيالية ويؤكد ان جميع الأدوية متوفرة وليس هناك أزمة في الدواء وهذا مخالف للحقيقة ومناقضا للواقع ولاحصائيات نقابة الصيادلة التي تؤكد ان عدد نواقص الأدوية بمصر وصل إلي قرابة 1500 صنف دوائي وارسلت قائمة بهذه الأصناف إلي مجلس الوزراء للعمل علي توفيرها. أوضح د.هشام جاب الله ان الأزمة لا تتمثل في البنسلين فقط بل هناك عجز كبير في الأدوية المستوردة والتي لا غنها عنها بالنسبة لمرضي السرطان وأمراض الدم وأورام الكبد وأدوية الفشل الكلوي والقلب. قال د.فاروق محمد "صيدلي" ان نقص عقار البنسلين طويل المدي ظهر منذ 3 أشهر ومازالت الأزمة مستمرة ولم تكن هناك بدائل للخروج من هذه الأزمة ولم تتخذ وزارة الصحة أي قرارات حاسمة ضد شركات الأدوية التي لم تلتزم بتعاقداتها مع الوزارة. أشار إلي ان نقص البنسلين والأدوية الأساسية اصبح يمثل مشكلة وكارثة في القريب العاجل.. مؤكدا ان الوزارة خرجت علينا بتصريحات في الشهر الماضي بأنه سيتم استيراد مليون حقنة من البنسلين من الخارج للقضاء علي هذه الأزمة وبعد أيام تحولت هذه التصريحات إلي خيال ولم يحدث أي تغيير في الأزمة فإذا كانت الوزارة صادقة في تصريحاتها فلماذا لم يتم طرح البنسلين في الصيدليات أم أن هناك ألاعيب أخري حيث ان شركات الأدوية في مصر تستطيع ان تغير في قرارات وزارة الصحة والدليل علي ذلك انها تقوم الآن بافتعال هذه الأزمة لتعطيش السوق حتي تخضع الدولة لمطالبها برفع أسعار البنسلين. أضاف ان هناك أكثر من 50 صنفاً دوائياً ليس له بدائل في السوق ووزارة الصحة تخفي الحقائق وتؤكد ان "كله تمام" وهذا يعتبر خداعاً للشعب المصري. أوضح ان شركات الأدوية مازالت تطالب برفع أسعار أدويتها بعد ان قام الوزير برفع أسعار الأدوية من قبل وخضع لمطالب الشركات ونفذ لها المطالب بالحرف الواحد.. مؤكدا ان شركات الدواء تدعي انها تخسر سنوياً بسبب ثبات أسعار منتجاتها الدوائية وهذا لم يحدث علي الاطلاق حيث ان هذه الشركات تحقق سنوياً مكاسب هائلة. قال محمود فؤاد المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء إن وزارة الصحة تخدع الرأي العام وتؤكد ان نواقص الأدوية لا تتعدي 25 صنفا وهذا مخالف للحقيقة تماما ويتساءل لماذا تتعمد الوزارة اخفاء الحقائق عن المريض المصري وهل تجامل شركات الدواء وتغطي علي عيوبها؟. علي الجانب الآخر أكدت رشا زيادة الرئيس الادارة المركزية لشئون الصيدلة بوزارة الصحة انه لا توجد ازمة في البسلين ومتوفر في المستشفيات وتم استيراد مليون حقنة وسيتم طرحها علي الصيدليات خلال أيام مشيرة إلي انه سيتم ميكنة المنظومة الصيدلية بالوزارة من خلال محورين الأول خاص بميكنة بيانات الأدوية نفسها والثاني خاص بالشركات المتعاونة في الدواء بالاضافة إلي أنه تم انشاء أول قاعدة بيانات للشركات والدواء في سبتمبر الماضي. أشارت إلي أنه لم يكن لدي الوزارة رقم محدد للأدوية والمستحضرات الطبية المتداولة في السوق المصرية موضحة ان ميكنة الصيدلة تسهل اجراءات التسجيل في قاعدة لبيانات الوزارة وسيتم حصر وميكنة المستلزمات الطبية في السوق والتتبع الدوائي للتعرف علي نواقص الأدوية. أكد مصدر مسئول بنقابة الصيادلة ان عدد نواقص الأدوية في مصر يصل إلي 1450 صنفا وسيتم ارسال هذه الاحصائية بقوائم الأدوية الناقصة في السوق إلي مجلس الوزراء لتوضيح الحقائق التي يحاول ويزر الصحة اخفاءها عن الرأي العام. أشار إلي ان شركات الأدوية قامت بتعطيش السوق من البنسلين لإعطاء مبرر لوزير الصحة بأن يقوم برفع تقرير لمجلس الوزراء حتي يتم رفع أسعار البنسلين وأدوية أخري.