من ينظر في حزمة الحوافز الأمريكية المقدمة لاسرائيل بغرض إثناء الاخيرة عن المضي في أعمال البناء والاستيطان في الضفة الغربية يظن للوهلة الأولي أن ادارة أمريكية جديدة حلت مكان ادارة باراك أوباما التي اعلنت في السابق رفضها القاطع لكافة اشكال الاستيطان واعتبرته غير شرعي ومعوقاً لعملية السلام!! واشنطن تتعهد بموجب الاقتراح بألا تطالب بتجميد جديد لأعمال البناء مستقبلا وهذا معناه تخلي ادارة اوباما عن مساندتها للمطلب الفلسطيني الشرعي لوقف الاستيطان ثم إن موافقة اسرائيل علي الاقتراح الامريكي ليس ملزماً للسلطة الفلسطينية. ولا يعني أن المفاوضات المباشرة سوف تستأنف علي الفور. ناهيك عن أن تجميد الاستيطان لمدة 90 يوماً لم يشمل القدسالشرقية التي يعتبرها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم في المستقبل. وتضمن الاقتراح الامريكي حوافز أمنية من بينها حصول اسرائيل علي 20 طائرة من طراز اف 35 "الشبح" بقيمة ثلاثة مليارات دولار. وأن تعمل واشنطن علي إيقاف الجهود الرامية إلي ارغام اسرائيل علي قبول تسوية سياسية. وتقول إن حصول اسرائيل علي طائرات الشبح قد يكون امراً عادياً ومألوفاً ويأتي ضمن الاستراتيجية والسياسة الأمريكية المتبعة منذ سنين طويلة حيث تضمن واشنطن التفوق العسكري النوعي لاسرائيل علي كافة جيرانها العرب مجتمعين!! لكن أن تعمل الولاياتالمتحدة. الراعي الرئيسي لعملية السلام في المنطقة. علي وقف الجهود الرامية الي ارغام اسرائيل علي قبول تسوية سياسية. فهذا معناه ببساطة تخلي واشنطن عن دورها في عملية السلام أصلاً. وليس لها تفسير آخر. اذ كيف يمكن ان تتم اية تسوية سياسية دون ممارسة ضغوط علي اسرائيل من واشنطن والاتحاد الاوروبي؟! واذا كانت واشنطن تقدم كل هذه الحوافز لاسرائيل مقابل تجميد الاستيطان لمدة 90 يوماً فماذا يمكن أن تقدم لها مقابل التوقيع علي اتفاقية سلام لاقامة الدولة الفلسطينية؟!