ما قالته وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية جيلا جملئيل من ان "أفضل مكان يمكن أن يقيم فيه الفلسطينيون دولتهم هو سيناء".. هو وقاحة وبجاحة ليستا بغريبتين علي بني صهيون. وقاحة إسرائيلية لأن هذه الوزيرة تدرك جيداً أن أسلافها سرقوا وطناً وطردوا أصحابه منه علي مرأي ومسمع من الجميع بوعد بريطاني عام 1917.. والآن تنكر هذه الوزيرة علي أصحاب الأرض حقهم في الحياة داخل دولة علي أرضهم المسلوبة بالسطو والمذابح.. وزيادة في الوقاحة والبجاحة تصف إقامة دولة فلسطينية علي ترابها الوطني بأنها خطر علي دولة إسرائيل..!! وقاحة إسرائيلية استمرأت لعبة "سرقة الأوطان" التي برعوا فيها وتعامت هذه الوزيرة عن الحقيقة الواضحة والفاضحة لهم ولمن أصدر وعدهم المشئوم ولمن يدعمهم وتختار وطناً بديلاً للفلسطينيين في بلد آخر مستقل وذات سيادة لا تملك هي ومن يدعم إسرائيل بل والعالم كله فرضه علينا.. فعقيدتنا هي أن الأرض عرض ونموت قبل أن نفرط في ذرة رمل واحدة منها. وقاحة إسرائيلية من وزيرة في حكومة بنيامين نتنياهو حتي لو تبرأت وزارة خارجيته من كلامها وزعمت كذباً وزوراً أنه يعبر عن وجهة نظر الوزيرة ولا يعكس الموقف الرسمي للحكومة وسياستها.. نحن نعلم جيداً كيف يفكر الصهاينة ولذا نقول: لا يأكل الصهاينة.. كلام وزيرتكم يعبر عن موقف حكومتكم وسياستها والغرض منه "جس النبض" أو إطلاق "بالونة اختبار" لمعرفة رأينا وهو رأي قاطع ومبدئي معروف سلفاً أو لتحريك القضية الفلسطينية في اتجاه معاكس يعطل علي أقل تقدير ما نحن سائرون فيه خاصة بعد نجاحنا في المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.. كما أن كلام الوزيرة يعبر عن رغبة محمومة ليست بجديدة حاولتم فعلاً تنفيذها خلال السنة السوداء لأصدقائكم الإخوان حيث اتفقتم علي هذا الحل مع الخائن "مرسي" وقبض الثمن مقدماً 8 مليارات دولار من أمريكا وسوف يحاكم بسببها أوباما قريباً.. وأظن أن وسيطاً لكم سبق أن طرده الرئيس الأسبق حسني مبارك من الاتحادية حينما عرض عليه نفس العرض مقابل 80 مليار دولار وإسقاط كافة الديون الخارجية ومنح مصر مساحة من صحراء النقب تمثل ضعف مساحة "العريش ورفح والشيخ زويد".. وهذا هو الفرق.. يتفق من يتفق أو يختلف من يختلف مع مبارك إلا أنه كان رجلاً عسكرياً فذاً ووطنياً من الطراز الأول لا يمكن أن يفرط في الأرض عامة وسيناء خاصة التي سالت عليها دماء 100 ألف شهيد مهما كان الثمن.. إنها عقيدة خير أجناد الأرض وفي مقدمتهم الرئيس السيسي. وقاحة إسرائيلية أن تقول هذه الوزيرة في حوارها مع مجلة "ريبونت" الصهيونية إن هناك خطة سياسية يمكن أن تحظي بقبول دول عربية مجاورة لإسرائيل تقوم علي إقامة دولة فلسطينية في سيناء..!! إنها وحكومتها يحاولون "دق اسفين" مفضوح بين مصر والدول العربية المجاورة وهي تحديداً الأردن وسوريا ولبنان والسعودية والعراق خاصة بعد ازدهار العلاقات بيننا وبينها ووصولها لأعلي مستوي.. لا.. لن تفلحوا أبداً في الوقيعة بيننا.. دولنا وطنية وعاشقة لمصر ولا يمكن أن تقبل بهذا الكلام الفارغ.. كما أن مصر ترفض مجرد سماعه ولن تسمح لأحد كائناً من كان بأن يفاتحها فيه وإلا سيلقي ما لا يرضيه. أخيراً.. وقاحة إسرائيلية وبجاحة صهيونية أن تطلق هذه الوزيرة تلك التصريحات المستفزة ثم تأتي الآن إلي مصر للمشاركة في مؤتمر لتمكين المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين.. وبصراحة شديدة لا يشرفنا أبداً وجودها فوق أراضينا. ردي المنطقي كمواطن مصري وأثق أنه رد أكثر من 100 مليون مصري علي هذه الوقاحة العفنة والبجاحة المقززة هو أن أفضل مكان لإقامة الدولة الفلسطينية.. هو "فلسطين" وعاصمتها القدسالشرقية.. وليتها تكون "من النهر.. إلي البحر". الجيش الموازي.. ميليشيات طلبت القبائل السيناوية تسليح رجالها لمحاربة الإرهاب مع القوات المسلحة والشرطة.. وهذا الطلب يتبناه الآن نواب سيناء في البرلمان.. وهو طلب مرفوض لسببين: * الأول: إن القانون لا يسمح بتكوين "جيوش موازية" لأنها في الأعراف العسكرية والقانونية والدولية تسمي "ميليشيات" ومستحيل أن تستخدم مصر هذه الميليشيات. * الثاني: إن "التسليح" هنا لن يكون بنادق ورشاشات وهي الأسلحة الموجودة فعلاً مع أبناء الصحاري والصعيد وبدون ترخيص.. وبالتالي.. فإن التسليح الرسمي كما يطلبونه سيحولهم إلي "جيوش موازية" معهم مدافع ميدان وأخري مضادة للطائرات ومدرعات لأنهم سيكونون في حالة حرب حقيقية مثلما هو موجود مع التنظيمات الإرهابية والحركات الانفصالية مع الفارق طبعاً من حيث الوطنية والانتماء.. وهذا سيحول سيناء ومن بعدها الصحراء الغربية وجنوب الوادي- عندما يطلب أهلها تسليحهم أيضاً وأكيد سيطلبون- إلي ما يشبه ليبيا واليمن وسوريا والعراق ومن قبلها أفغانستان والشيشان.. ثم.. وهذا هو الأهم.. بعد دحر الإرهاب سوف يصعب نزع هذا السلاح الثقيل من أيدي من يحملونه وسيتحول بعضهم تلقائياً إلي ميليشيات مناهضة للدولة تحت أي بند كان. أنا هنا لا أخون أحداً ولكن فقط استقرئ الواقع واستشف المستقبل وأضيء كل اللمبات الحمراء.. وأدق كل أجراس الخطر.. فمصر طول عمرها دولة قانون.. جيشها من شعبها.. جيش له أصوله العسكرية وعقيدته القتالية ولم ولا ولن يسمح أبداً بتكوين ميليشيات. يا أبناء سيناء الأعزاء.. واثقون من وطنيتكم وحبكم لمصر.. ولكن حماية مصر تقع علي عاتق جيشكم وشرطتكم النظاميين.. ومهمتكم ومهمة كل الشعب مساندتهما في الحرب علي الإرهاب بالإبلاغ عن أي تحرك إرهابي أو به حتي شبهة إرهاب. حفظ الله مصر ونصر شعبها وجيشها وشرطتها.