لا أتمني أن ينتهي منتدي شرم الشيخ لشباب العالم بإعلان أو بيان ختامي فقط موجه للعالم. يحمل إليه رسالة المنتدي الداعية للحوار والتفاعل بين الحضارات والثقافات. ونبذ العنف. وإعلاء قيم التسامح وقبول الآخر. وغير ذلك. ولا الاكتفاء بتأكيد. أن هذه القيم والمبادئ هي ما يريده الشباب ويتمسك به فكراً ومنهجاً وسلوكاً لتخليص البشرية من الشرور والآثام. وبناء عالم جديد يقوم علي التوافق والإخاء. ولا حتي إقرار أن ينعقد هذا المنتدي سنوياً. بما يتطلبه ذلك بأن يكون له تنظيم مؤسسي دائم يقوم ليس فقط بمتابعة ما أنجزته الدورة المنتهية له بل أيضاً ضمان استمرار التواصل بين الشباب المؤسسين له. وتوسيع دائرة المشاركين في دورات قادمة. والإعداد الجيد لكل دورة. هذا كله ضروري ومطلوب. لكن ما لا يقل عن ذلك أهمية وضرورة. هو انعكاس هذا المنتدي. بكل زخمه وآثاره علي الداخل المصري. مهم جداً أن نحصر. عند نهاية المنتدي بعد غد. حصاد ما تحقق فيه أثناء انعقاده. بكل إيجابياته وسلبياته.. ما الذي استفدنا به. وما الذي يجب أن نضيفه إلي هذه الاستفادة؟. إنه ليس منتدي ككل المنتديات. أو مؤتمراً ككل المؤتمرات. يتم إغلاق ملفه عقب اختتامه. ولا هو مجرد "مكلمة" يستعرض فيها هؤلاء أو أولئك أفكارهم. ويقدمون أنفسهم للآخرين. أو ينفسون عن معاناتهم وهمومهم التي يعيشونها في بلادهم. هو منتدي يطلق مساراً نوعياً شديد الأهمية. سواء بما يعليه من قيم ومبادئ. أو بمن يشاركون فيه وهم شباب العالم من مختلف الشعوب والتوجهات. هو منتدي يكتب تاريخاً جديداً ويخط مستقبلاً مجيداً. ولذلك. فما لم نعظم استفادتنا منه بما يوازي قيمته وحجمه وتأثيره. فنحن إذن نفرط في فرصة ذهبية صنعناها بأيدينا. وأخشي أن نضيعها. كيف يمكن أن ندمج خلاصات هذا المنتدي في كل مناحي حياتنا. ونحولها إلي قوة دافعة جديدة لتسريع عملية البناء والتنمية والتقدم؟ كيف يمكن أن نجعل خلاصات هذا المؤتمر جزءاً من طموحنا الاقتصادي والاستثماري والسياحي. ومن قيمنا وسلوكياتنا الاجتماعية. ومن مناهجنا التعليمية وأنشطتنا الثقافية. ومن خطط الإصلاح والتطوير الإدارية. ومن خططنا واستراتيجياتنا السياسية. الداخلية والخارجية؟ لقد جاء هذا المنتدي تتويجاً لخمسة مؤتمرات شبابية عقدت علي مدار الفترة الماضية. في مواقع مختلفة. وتبدت فيها إرادة سياسية واضحة لإطلاق طاقات الشباب الفكرية ورؤاه الإبداعية والعمل بجدية علي تأهيله للقيادة وتحمل المسئولية. ولا شك أن كل مؤتمر من المؤتمرات الخمسة قد أضاف جديداً إلي سابقه. سواء في عدد أو نوعية المشاركين. أو في عرض المشكلات والرؤي والحلول. أو في إتاحة فرص جديدة أمام الشباب للعمل والانطلاق. وهذا التراكم يمثل ذخيرة هائلة. يضيف لها المنتدي بعداً جديداً. هو الحوار مع الآخر. والتحدث معه. والاستماع إليه. الشباب المصري.. كل الشباب الذي يمثل أوسع قاعدة عمرية بين مكونات الشعب المصري يجب أن يستفيد من ثمار هذه المؤتمرات ومن المنتدي. في المدارس وفي الجامعات وفي الأندية ومراكز الشباب. وفي قصور وبيوت الثقافة. وفي المؤسسات الإعلامية. وفي كل قطاعات المجتمع الإنتاجية والخدمية. وفي الأحزاب السياسية. ومنظمات المجتمع المدني. مصر يجب أن تتغير وتتقدم بالشباب.