الحلم معناه إيه.. وإيه الفرق بينه وبين الإنجاز.. طيب.. والإعجاز إيه.. ومين يقدر عليه.. والمستحيل هو فعلاً مستحيل ولا ممكن يبقي عادي ونسيطر عليه.. بس قبل كل ده.. الطموح شكله إيه.. مداه إيه.. الحلم حق مشروع بنشوفه في عيون كل الناس.. يعني لما أي فريق يكون عنده مواجهة صعبة شوية مع فريق أقوي منه بيبقي عنده حلم الفوز.. ولما يحققه بنقول حلم وحققه.. ولما بتكون المواجهة أصعب شوية وفي ظروف سيئة وحلمه أنه يظهر بشكل جيد ويحقق نتيجة طيبة لكن يفوز.. بنقول ده عمل إنجاز.. لكن لما بيكون الفوز صعب المنال ويحققه ويحقق معاه لقب بنقول عمل إعجاز.. أما الفوز لما يكون خيال وصعب تفكر فيه لأن المنافس قوي لم يخسر علي ملعبه.. وفرصة أكبر وبيلعب علي أرضه وبين جماهيره ومش محتاج يكسب ولا يجيب أجوان ويكفيه التعادل السلبي لكي يصبح بطلاً للقارة.. وتكون عندك مشاكل ونواقص.. وخصمك حفظك عن ظهر قلب.. وتفوز.. يبقي هو ده المستحيل اللي بتحققه. لكن علشان تحقق الحلم محتاج يكون عندك طموح كبير.. طموح بلا يأس.. بلا حدود يفوق كل التوقعات.. أكبر من الصعاب والمستحيلات.. من مشكلاتك وأزماتك وأحلام المنافس وملعب الخصم وجماهيره وأي نتائج سابقة.. أن يكون لديك الثقة في نفسك وتعرف قدرك وحجمك وتاريخك وقدر وحجم تاريخ منافسك. وفي مصر بطل بهذا الحجم وهذه المواصفات.. بطل تخطي مرحلة الحلم والإنجاز والإعجاز ويلعب الآن في منطقة المستحيلات.. بطل يملك طموح سوبر بطل وليس مجرد بطل يسعي للفوز في لقاء.. بل يمتد بصره وحسه وتمتد أطماعه لمنصة التتويج.. يلعب للفوز بالألقاب.. ينتزعها من فم الأسد حتي وهو في عرينه.. يقتنصها من بيت غريمه.. هكذا يقول تاريخه وحاضره وبنتائج مبهرة وغير متوقعة.. فعلها محلياً وقارياً وحقق ما لم يكن أحد توقعه ضارباً بكل الواقع عرض الحائط. مشوار طويل فبعد مشوار طويل من الجهد والتفكير واللعب والفوز والخسارة ومعاناة السفر وتحمل السخافات والانتقادات وأحياناً المديح والإصابات والدموع ما بين حزن وفرح وتخطي العديد من الصعاب يستقل الأهلي اليوم قطاره الخاص في طريقه للمحطة الأخيرة.. عبر 90 دقيقة يسابق فيها الأهلي منافسه الوداد المغربي فمن يصل أولاً.. من يخطف بطاقة التتويج الأفريقي.. من يخطف تذكرة المونديال ويحجز مقعده في الإمارات. اليوم وفي العاشرة مساء وعلي استاد محمد الخامس سيكون الأهلي علي موعد مع واحدة في مواجهاته المثيرة عبر التاريخ.. مواجهة يبحث خلالها عن فوز يحصد به اللقب الأفريقي التاسع.. يلتقي الوداد المغربي في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا.. تحد جديد يخوضه الأهلي في 90 دقيقة تفصله عن تحقيق مستحيل جديد.. سيناريو اعتاد الأهلي علي خوضه.. يلعب أمام خصم تفوق ذهاباً بتعادل ايجابي 1/1 وبات في حاجة للحفاظ علي هدفه لكي يصبح بطلاً فيما يسعي الأهلي للفوز بأي نتيجة أو بتعادل ايجابي 1/1 واللجوء لضربات الترجيح.. أو التعادل بأكثر من هدف والتتويج.. هنا مكمن الصعوبة.. الأهلي لابد ان يحرز. الوداد بطل المغرب الذي يلعب الإياب علي أرضه ووسط جماهيره وقدم أوراق اعتماده كفريق قوي من خلال لقاء الذهاب بالمنطق والعقل فإن فرص الوداد أكبر بكثير.. أما في عرف الأهلي فلا كبير سوي نادي القرن حتي إن كانت ظروفه أسوأ.. فالأهلي إذا دخل في الجد لا ينظر إلا لفرض كلمته وسيطرته.. وقد يكون سعيه للفوز كحل وحيد سبباً رئيسياً في الفوز. المستحيل علي الأهلي فقط ان يستحضر نهائيات سابقة ومباريات مشابهة حقق فيها المستحيل بأقدام نجوم عديدة.. أبوتريكة وبركات وعبدالحفيظ وجدو ووليد سليمان وعلاء ميهوب والخطيب ومتعب وحسام حسن وأحمد فتحي.. داخل مصر وخارجها في أفريقيا جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً.. علي اللاعبين ان يتذكروا صرخة أبوتريكة في وجه زملائه في موقف مشابه ويقول لهم: اليابان يا جماعة.. وكان يقصد وقتها اللقب للمشاركة في المونديال.. واليوم نقول لهم الإمارات يا جماعة.. المجد والمجد والمجد. علي الأهلي ان يستحضر روح الجماهير العظيمة التي تنتظر الهدية.. الجماهير التي تقدم السبت وتنتظر الأحد كما يقول المثل.. الجماهير التي اعتادت ان تعزف مع فريقها أنشودة النصر.. الجماهير التي هبطت كالسيل عصر الثلاثاء الماضي لتملأ استاد التتش داعمة لفريقها قبل السفر حتي أنها لم تمكن الفريق من أداء آخر مران له. أكبر دوافع وبعيداً عن كون الفريقين قد وصلا للنهائي ما يعني أننا أمام بطلين حقيقيين ولكل منهما حيثيات الفوز إلا ان الأهلي وإدارته ولاعبيه وجماهيره يملكون الدوافع الأكبر للفوز وتحقيق المستحيل فالوداد الذي وصل للنهائي عام 2011 وخسر أمام الترجي يملك دافعاً قوياً وسط جماهير قوية ومتعطشة للمجد للملايين يدعم طموحها فريق قوي يضم نخبة مميزة من اللاعبين في مقدمة ذلك الهداف أشرف بن شرقي خمسة أهداف وصلاح الدين السعيدي وأمين العطوشي وزكريا الهاشمي وخضروف والنقاش وأوتارا.. فريق سجل 12 هدفاً مقابل 7 اهتزت بها الشباك. وفي الأهلي لا شك أن إدارة النادي الحالية تحتاج لفوز يدعم موقفها في الانتخابات القادمة ويدعم خزينتها ب 2 مليون ونصف المليون دولار وان كان عدم التوفيق لن ينقص منها شيئاً.. ولا شك ان سفر الأسطورة محمود الخطيب لهو تضحية حقيقية تؤكد ان الأهلي عنده فوق الكل ويتمني فوز الأهلي وهو معهم وقد كان يستطيع البقاء في مصر في مقاعد المشاهدين.. لكنه الخطيب. بطولة جديدة الجماهير تنتظر بطولة جديدة تشعر وكأنها الأولي في تاريخها.. فمع كل تحد تشعر الجماهير بنهم غير طبيعي للبطولات.. حسام البدري الذي يدرك ان الفوز سيجعله بطلاً تاريخياً.. بطولة يحلم بها يقدمها هدية لابنته وأسرته وللجماهير ليؤكد لهم أنه لا يستحق من بعضهم الهجوم الحاد الذي يشنونه عليه.. يقدمها للإدارة التي سهلت له كل عسير. اللاعبون أما عن اللاعبين فحدِّث ولا حرج.. شريف إكرامي وسعد سمير في حاجة لاستعادة الثقة والعودة الحقيقية.. حسين السيد ومحمد هاني وكتابة شهادة ميلاد جديدة وتأكيد أحقية المشاركة.. نجيب وربيعة واستمرار الرجولة والعطاء بلا حدود.. أحمد فتحي للتتويج بعد مشوار عظيم من العطاء والتأكيد أيضاً علي أحقية المنافسة علي لقب الأفضل قارياً.. السولية وبدء مشوار حقيقي مع الإنجازات.. السعيد وسليمان ومؤمن ومعني المسئولية.. أجاي ورجل المواقف الصعبة.. وأزارو ليقول أنا "قد الأهلي".. ميدو جابر ونيدفيد للعودة.. حمودي والشيخ في الصورة.. وأخيراً عماد متعب للإعجاز. ولكي يكون الأهلي الذي نعرفه فعلياً ان يحقق المستحيل.. ان يحرز أهدافاً ولا يخسر.. ان يلعب للفوز من الدقيقة الأولي برجولة وتعقل وألا يتعجل الأمور عليه ان يقرأ منافسه أولاً ويعرف كيف يلعب.. هل سيدافع أم سيهاجم أم سينتشر في الملعب.. هل سيكون هدفه الضغط والتشتيت لإرباكه وفقده الثقة أم سيلعب لإحراز هدف السبق وأكثر لكي يؤمن نفسه.. ما هي ملامح خطته.. هل سيلعب من العمق أم من الأجناب.. ثم تأتي مرحلة التعامل من جانب البدري. سيناريوهات وقبل ان نتخيل سيناريوهات البدري التي سيتعامل بها وهي عديدة علينا ان نتذكر الجملة الشهيرة: الأهلي بمن حضر.. أي أن اللاعبين الذين سيقع عليهم الاختيار عليهم ان يرتدوا ثياب الرجولة والمسئولية والإحساس بالموقف.. أن يلتزموا بتعليمات البدري والحرص علي تنفيذها بل والزيادة إذا تطلب الأمر.. ففي كثير من المواقف يحتاج الفريق للتحرر والانطلاق كالوحوش وان يستعين كل لاعب بشخصيته للتعامل مع المستجدات. الأهلي قد يلعب بطريقته التقليدية.. شريف وفتحي وسعد ونجيب وحسين السيد ثم ربيعة والسولية ثم السعيد واجاي ومؤمن وأزارو.. وقد يلعب فتحي في الوسط ويعود ربيعة بجوار سعد ويدخل هاني في اليمين وقد يلعب باجاي كرأس حربة ويدخل حمودي وسيظل وليد سليمان والشيخ وميدو جابر ونيدفيد كأوراق بديلة. المفاجأة لكن المفاجأة ان يلعب حسام بطريقة 3/5/2 وهذه الطريقة الهدف منها السيطرة علي خط الوسط واللعب بعمق دفاعي للتصدي للهجمة المرتدة التي يلعب بها الوداد هنا قد يلعب ربيعة وأمامه سعد ونجيب وسيميلان للجانبين لكي يلعب هاني وحسين كجناحين ثابتين.. ويلعب السولية كليبرو متقدم يعود رابعاً في الحالة الدفاعية وأمامه الرباعي هاني وفتحي والسعيد وحسين.. وفي الهجوم الثنائي اجايي ومؤمن زكريا. وفي كل الأحوال فإن حسين عموتة المدير الفني للوداد لن يتخلي عن تأمينه الدفاعي وهو أمر لن يمنع الأهلي من التسجيل.. فقد سجل في المشوار الحالي 19 هدفاً مقابل 11 هدفاً وبرغم ان الأهلي سجل في كل مبارياته إلا ان هناك مباراة واحدة لم يسجل فيها مع الوداد وخسر بهدفين دون مقابل مثلما فاز بهدفين دون رد ذهاباً ونتمني اليوم تعادلاً أفضل من تعادل الذهاب.