بدأت محافظة قنا تتحرر من مشكلة تراكم المخلفات. واتجهت لتنفيذ أكبر مشروع زراعي لإعادة تدوير المخلفات وإنتاج السماد العضوي "الكومبوست". حيث أعلن محافظ الإقليم عن تعميم مشروع إنتاج "الكومبوست" علي المدارس الزراعية بالمحافظة. وذلك بعد نجاح التجربة التي تم تنفيذها بمدرسة فرشوط الزراعية والتي حصلت علي المركز الأول علي مستوي الجمهورية في تنفيذ المشروع. فضلاً عن قيام المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة "النداء" بإقامة المشروع داخل ثلاث قري بمركز أبو تشت ودشنا وقوص. اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا أكد ل "المساء" الأسبوعية أهمية المشروع لتحويل المخلفات إلي سماد عضوي. لافتاً إلي أن المحافظة نفذت المشروع داخل ثلاث قري هي: الكراتية بمركز قوص ونجع محمود بمركز دشنا والشرقي سمهود بمركز أبو تشت وحقق نتائج هائلة وذلك بالتعاون مع المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة "النداء" التابعة للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والتي تعمل بإشراف وزارة التعاون الدولي. كما تم تنفيذ المشروع داخل مدرستي الزراعة بفرشوط ونجع حمادي من خلال وحدة تيسير الانتقال إلي سوق العمل بمديرية التربية والتعليم. وقررنا تعميمه علي كافة المدارس الزراعية بالمحافظة بهدف تدوير المخلفات غير الصلبة والمخلفات الواردة من الوحدات المحلية لإنتاج السماد العضوي "الكومبوست". أوضح أن الوحدات الجديدة سوف تعمل تحت إشراف معلمي المدارس كما سيتم تدريب الطلاب عملياً للعمل عليها. مشيراً إلي أنها توفر مصرفاً آمناً ونافعاً للتخلص من المخلفات الزراعية وغير الزراعية التي تخلفها هذه المدارس المدارس ومن ثم استغلالها في نتاج سماد عضوي وإنتاج محاصيل زراعية صحية خالية من أي ملوثات كيميائية. مضيفاً أنه تم توجيه مسئولي الوحدات المحلية للتنسيق مع المدارس الزراعية لتوريد المخلفات إليها والاستفادة من السماد العضوي بعد تغطية احتياجات تلك المدارس. قال محافظ قنا إن هذه الوحدات ستعمل علي تدريب الطلاب عملياً ليصبح كل طالب قادراً علي عمل مشروع صغير عقب التخرج قائماً علي صناعة الكومبوست لتحويل المخلفات إلي سماد عضوي كسماد بلدي صناعي يمكن الحصول عليه من عملية تخمير هوائي للمخلفات العضوية النباتية والحيوانية مثل الحطب والتبن وعروش الخضر ونواتج تقليم الأشجار والروث وسبلة الدواجن ونشارة الخشب والعشب وفضلات الطعام. أو خليط من المخلفات النباتية والحيوانية. مؤكداً أهمية تصنيع الكومبوست الناتج من المخلفات النباتية والحيوانية. حيث إن المخلفات النباتية تعتبر بيئة للحشرات والأمراض ويمكن التخلص من ذلك بعمل الكومبوست. فضلاً عن تقليل معدلات التلوث البيئي الناتج عن حرق المخلفات وذلك بالتوسع في عمل الكومبوست. إلي جانب مساعدة المزارعين في عمل مشروعات إنتاجية مرتبطة بالزراعة. أشار الدكتور صبري خالد عثمان وكيل وزارة التربية والتعليم بقنا. إلي أن وحدة تيسير الانتقال لسوق العمل بمديرية التعليم نفذت قبل أيام ورشة عمل بمشاركة 16 معلماً بواقع اثنين من كل مدرسة زراعية بالمحافظة للبدء في تعميم وحدات إنتاج الكومبوست. وأقيمت ورشة العمل بمدرسة الزراعة بفرشوط لنقل التجربة إلي المدارس الأخري. وتناولت الورشة شرح الخطوات الواجب اتباعها لصناعة الكومبوست بدءاً من تجمع المخلفات إلي الحصول علي السماد العضوي نظرياً من خلال العرض التقديمي ثم عمل الخطوات الأولي للمشروع عملياً. وانتهت ورشة العمل إلي البدء في تطبيق المشروع بجميع المدارس الزراعية علي مستوي المحافظة وعددها 9 مدارس. مشيراً إلي تطبيق التجربة بمدرستي فرشوط ونجع حمادي كبداية وحصلت مدرسة فرشوط علي المركز الأول علي مستوي الجمهورية في تنفيذ هذا المشروع. لافتاً إلي أنه يمكن من خلال وحدة الكومبوست إنتاج 300 كجم سماداً عضوياً من كل طن مخلفات من خلال معالجتها بالكمر والماء والتقليب الدوري لمدة 4 أشهر. مشيراً إلي أن هذه الكمية تكفي لتسميد فدان زراعي. أشار إلي أن هناك عدة أهداف لتنفيذ المشروع منها الاستفادة من المخلفات وتحويلها إلي سماد عضوي. وتدريب الطلاب عملياً في المدارس الزراعية علي صناعة الكومبوست. والمساهمة في الحد من تلوث البيئة. لافتاً إلي إمكانية تطبيق صناعة الكومبوست ليستفيد منه حتي من يسكن في المدينة فيمكن وضع حوض مخصص لتجميع الفضلات ووضعها في الحوض مع مراعاة شروط التهوية والحرارة والرطوبة. وبذلك سنحصل علي أسمدة طبيعية يمكن أن نضيفها إلي نباتات الزينة أو إلي أحواض الزراعة المخصصة لزراعة الخضراوات. أما عفاف ماهر كوفي معلم أول أحياء بمدرسة الزراعة بفرشوط ومدير وحدة الكومبوست بالمدرسة فقالت إن المدرسة نفذت مشروع تدوير المخلفات لتحويلها لسماد عضوي ونجحنا في الحصول علي المركز الأول علي مستوي الجمهورية. وقبل أيام تم عقد ورشة عمل بالمدرسة قمت خلالها بتدريب 15 معلماً من مدارس الزراعة الأخري بهدف نقل التجربة لتلك المدارس بناء علي توجيهات اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا ود.صبري خالد وكيل وزارة التعليم. مشيرة إلي أن المواد التي يصنع منها الكومبوست تتحول بعد تجميعها في حفرة إلي مواد عضوية بسيطة. وتلعب البكتريا دوراً مهماً في تحليل النباتات ومخلفاتها إلي مواد مغذية متاحة للاستخدام من قبل النباتات المزروعة. وتكون تلك المواد محتوية علي نسبة معينة من الكربون والنيتروجين. فنشارة الخشب مثلاً تحتوي علي نسبة 500 جزء من الكربون مقابل كل جزء واحد من النيتروجين. أما مخلفات الطعام علي نسبة 15 جزءاً من الكربون مقابل كل جزء واحد من النيتروجين.. لذلك فإنه من الصعب إضافة هذه المواد مباشرة للتربة حيث يؤدي استنفاد محتوي التربة من النيتروجين الميسر حيث إن هذه البكتريا تحاول تحليل المخلفات العضوية الطازجة غير المحللة فتقوم بسحب نسب كبيرة من الآزوت الموجود في التربة لتقوم بعملها وبناء أجسامها وهذا يؤدي إلي إفقار التربة بعنصر الآزوت الضروري جداً للتربة وللنمو الخضري للنبات. قالت إن طريقة تخمير السماد تكون بحفر التربة بارتفاع 90 سم وعرض 90 أو من خلال وعاء مصنوع من الحديد المشبك أو الخشب المثقب أو البلاستيك شرط وجود فتحات تهوية تساعد في عملية التخمير. لافتة إلي أن هناك عوامل عديدة تؤثر علي سرعة اختمار المواد منها الطقس وحجم الحفرة وكمية المواد المخمرة إضافة إلي نوعية المواد المستخدمة حيث تختمر المواد الخضراء أولاً قبل اختمار المواد القاسية مثل بقايا الأغصان وبالمجمل تختمر المواد الموجودة أسفل الحفرة أو الوعاء أولاً ولو تأخرت الطبقات العليا في التخمير يتم تقليبها إلي أن تختمر. ويصبح السماد جاهزاً للاستخدام عندما يصبح حجم الكمية ثلث حجمها الأصلي بعد التخمر ويكون لونها بنياً كما أن المواد تصبح مفتتة ولها رائحة شبيهة برائحة التراب. أما الدكتور وليد بريقع مدير المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة "النداء" فقال إن المبادرة نفذت مشروع إنتاج الكومبوست بمحافظة قنا لتحقيق التنمية المتكاملة والمستدامة التي تجمع بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية ووضع أسس نماذج تنموية قابلة للتكرار تهدف إلي تخفيض معدلات الفقر من خلال خلق أكبر عدد من فرص العمل المنتجة والفعالة لتعزيز التمكين الاقتصادي للأسر الفقيرة وصغار المزارعين لزيادة قدراتهم وتحسين دخولهم. مشيراً إلي أن المبادرة نجحت بإشراف كامل من اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا في توفير التدريب والمعدات اللازمة لتدوير المخلفات الزراعية لإنتاج السماد العضوي "الكومبوست" والأعلاف غير التقليدية "سيلاج" داخل المزارع ويتم تنفيذ ذلك بمشاركة الجمعيات الأهلية وبالتعاون التام مع الأجهزة الإرشادية ومعاهد مركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة. قال: إن المبادرة قامت بإنشاء وحدتين لتدوير المحاصيل الحقلية لإنتاج السماد العضوي بقرية الكراتية بمركز قوص ونجع محمود بمركز دشنا وتم تدريب 2000 فرد علي المشروع وتم تدوير أكثر من 12000 طن مخلفات أنتجت 2600 طن كومبوست . بالإضافة إلي تنفيذ مشروع تدوير مخلفات الموز لإنتاج السماد العضوي والأعلاف غير التقليدية بقرية الشرقي سمهود بمركز أبو تشت وتم تدريب أكثر من 600 فرد علي المشروع وتدوير أكثر من 1500 طن من مخلفات الموز أنتجت حوالي 2200 طن من السماد العضوي.