لا أحد في الاسكندرية حتي الآن يعلم لماذا أقيم مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي هذا العام؟ أو لمن أقيم؟ ومن المستفيد منه وما هو العائد السياحي والثقافي في هذه الدورة فالمهرجان لم يضع لافتة واحدة في شوارع الاسكندرية تدل عليه أو علي مكانه كما انه ولأول مرة لا يتم عرض أي أفلام بدور السينما أسوة بباقي المهرجانات. اكتفي المهرجان بتقديم عروضه بمكتبة الاسكندرية التي تشهد إضرابات يومية بساحتها لأفلام قديمة للمكرمين بمركز الابداع وبأتيليه الاسكندرية يعني تأدية واجب لا أكثر ولا أقل وقد انعكس ذلك في الاقبال علي ندواته سواء بمقر الفندق المقام به المهرجان أو بمركز الابداع. شهد المهرجان في ثاني أيامه مشاجرة بين إحدي العاملات بالمركز الاعلامي والصحفيين لسوء المعاملة والتعامل باحتقار مع اعلاميين يقدمون خدمة للمهرجان في الوقت الذي غاب فيه أعضاء مجلس ادارة الجمعية إما لتواجدهم بالفندق أو بغرفهم تاركين الأمر لفتاة حديثة العهد بالعمل ولا أحد يعلم من أين أتت وتقيم علي حساب من بالفندق. كالعادة بدأت أولي ندوات المهرجان متأخرة ساعة إلا ربع عن موعدها وهي عن "السينما والثورات" ولم يحضرها سوي القلة القليلة أغلبهم من الاعلاميين المقيمين بالفندق وأعضاء مجلس الإدارة فقط والفنان هشام عبدالحميد وشارك في الندوة نادر عدلي رئيس المهرجان وممدوح الليثي ورءوف توفيق والمخرج التونسي عبداللطيف بن عمار والمخرج السوري محمد عبدالعزيز ثم انضمت إليهم كارمن لبس. وبالرغم من أن الندوة تتحدث عن رصد الثورات سينمائيا خلال المرحلة القادمة إلا أنها حادت عن مضمونها حينما تم مناقشة الممثلة اللبنانية عن تحول سينما لبنان إلي سينما تجارية.. وقد أكد نادر عدلي انه لم يقف أي حزب جديد مع النشاط الفني والثقافي ضمن خطته المستقبلية.. أما المخرج التونسي فأكد أن السينمائي التونسي استرد حريته لتصوير ما يريده بعد أن كان الامر يتطلب الحصول علي رخصة تصوير موضحا انه لم يتم حتي الآن تقديم افلام علي مستوي جيد. أما المخرج السوري فأكد أن العدو اللدود للأنظمة هو الصورة ونظرا لصعوبة التصوير للاحداث بسوريا فأنه يتم التصوير بالتليفون المحمول كبديل لكاميرا السينما رغم ضعف مستواها في ظل ما تبذله الاجهزة الامنية من دفاع مستميت لتحسين صورة النظام. طالب الناقد رءوف توفيق الدولة بالدعم القوي للافلام التي تؤرخ الثورة خاصة أن ماحدث في حرب أكتوبر من بطولات لم يتم تصويرها أو تسجيلها وما يعرض بالافلام هو مجرد لقطات "تأدية واجب" موضحا أن الجيل العربي يعاني من حالة توهان وفقد شخصية ولابد من إعادة الأمور لنصابها من خلال المبدعين والمثقفين خاصة أننا نشهد الآن علي الساحة المصرية السياسية معارك بين الاتجاهات السياسية وصراعاً مابين التيارات الدينية والسلفيين وهو ما يؤكد علي ضرورة تكاتف الفنانين والمثقفين والمبدعين في هذه المرحلة. أما ندوة فيلم "كف القمر" الذي كان قد تم عرضه في ساعة متأخرة بسينما "جرين بلازا" فقد حضرها نجوم العرض ماعدا غادة عبدالرازق وتلقي مخرجه خالد يوسف اشادة من الحضور في ظل تنويه أحد موظفي الشركة المنتجة للحضور باغلاق التليفونات المحمولة خوفا من سرقته. هاجم النقاد الذين اقتصر عليهم حضور الندوة الفيلم بسبب الاطالة وزيادة لغة الحوار والافراط في "الفلاش باك" كما اعترض البعض الآخر علي تجسيد وفاء عامر لدور والدة خالد صالح فهذا غير منطقي فضلا عن عدم وضوح الرسالة المقدمة من الفيلم. حاول الناقد مجدي الطيب الذي أدار الندوة توجيه الاسئلة للنجوم المشاركين بعد أن اقتصرت تعليقات الحضور علي مخرج العمل وقد أشاد النجوم بمشاركتهم مع خالد يوسف في عمل فني. أكد المخرج خالد يوسف أنه انتهي من العمل في ديسمبر 2010 وبذلك تكون علاقته به قد انتهت وأصبح ملكاً للمتلقي وانه عندما يقدم علي عمل سينمائي لا يسعي للمشاركة في المهرجانات ولكن يسعي لارضاء الجمهور الذي يعتبر الترمومتر الحقيقي للعمل موضحا أن كل متفرج يري الفيلم كما يشاء. وفي مركز الابداع أقيمت ندوة لتكريم الفنان يحيي الفخراني حضرها عدد قليل لا يتناسب مع قيمة "الفخراني" الفنية نظرا لعدم الدعاية للندوة وهو ما أكده أحد الحضور بأنه علم بوجود الفخراني بالصدفة. قال الفخراني: انه عرض عليه مسلسل "خاتم سليمان" قبل خالد الصاوي ورفضه لأنه شعر بأنه سيكرر "أوبرا عايدة" كما عرض عليه برنامج "من سيربح المليون" ورفضه حيث يحتاج ذلك إلي موهبة خاصة. أوضح أن المسلسلات التركية لا ترتقي إلي أن تكون عملا دراميا فهي مجرد نميمة. أضاف أنه يستعد لتصوير مسلسله الجديد "الخواجة عبدالقادر" اخراج شادي الفخراني. ولعل أغرب ما في ثاني أيام مهرجان الاسكندرية السينمائي هو تجاهله التام لعيد السادس من أكتوبر أو الاحتفالات التي تسود البلاد. واعتذر السيناريست بشير الديك عن ندوة تكريمه قبل أن يغادر المهرجان.