كرة القدم المصرية ممثلة في النادي الأهلي تخوض الليلة اختبارا وتحديا جديدا تسعي خلاله للدفاع عن سمعتها والتأكيد علي أن انجازها بالتأهل لنهائيات عرس بطولة كأس العالم بروسيا لم يأت بضربة حظ.. فالأهلي سفيرها الوحيد المتبقي في بطولات القارة السمراء يواجه فريق الوداد البيضاوي بطل المغرب بقلعة استاد الجيش ببرج العرب بالإسكندرية في مباراة الذهاب للنهائي بطولة الملايين الافريقية لدوري الأندية الأبطال في سهرة كروية غاية في السخونة والصعوبة.. تحمل علي مدار 90 دقيقة كل مظاهر الترقب والمتعة والتشويق والإثارة لعشاق الساحرة المستديرة في قارتنا العظيمة. ولعلنا نتفق أن مهمة الأهلي الذي يحلم نجومه باستعادة أمجاد ناديهم في الفوز باللقب الأعلي واسترداد كأس الأميرة السمراء بعد غياب دام "4" سنوات لن تكون سهلة.. ولكنها في الوقت نفسه ليست مستحيلة وصحيح إن إدارة الاهلي ولاعبيها وجهازها الفني والجماهير كانت تتمني أن ينطلق الصراع علي هذا اللقب مع المغرب الشقيق لتكون مباراة العودة بأرض الكنانة.. ولكن رغم هذا التحدي فإن الأهلي اثبت خلال رحلته بالأدغال الافريقي قبل وصوله للمحطة الأخيرة.. إنه متمسك بقوة بحلم استعادة اللقب والتأهل لكأس العالم للأندية عندما تفوق بجدارة وعن استحقاق علي بطلي تونس الترجي والنجم الساحلي علي التوالي واكتساحه بنصف دستة اهداف بمثابة رسالة واضحة بأنه جاهز بكل لغات الكرة للعودة بالكأس الغالية من المغرب. لكن تحقيق حلم الأهلي في التتويج بطلا لأفريقيا يبدأ من الليلة بحسم لقاء الذهاب ببرج العرب بنتيجة مريحة.. ومطمئنة.. بالفوز برصيد وافر من الاهداف لا يقل عن 2 / صفر علي أسوأ الاحتمالات ليضع إحدي قدميه بثبات نحو خطف الكأس من قلب المغرب.. وحتي لا يضع نفسه تحت ضغوط نفسية وذهنية كبيرة في حالة عدم انتهاء مباراة الذهاب بفوز مريح بفارق هدفين علي الأقل. كل الشواهد تؤكد أن لاعبي الأهلي وصلوا لفرمة فنية وبدنية عالية بجانب ما يتمتع به الفريق من استقرار فني في التشكيل انعكس علي تطور الأداء العام من حيث الانسجام والتفاهم بين افراده وخطوطه وكلها عوامل تؤكد جاهزية الفريق وتمنحه القدرة لتحقيق حلمه المشروع غير أن الكرة علمتنا أن لكل مباراة ظروفها لأن فوزه التاريخي علي النجم الساحلي بنصف دستة أهداف أصبح من الماضي وبالتالي فالمهم الآن والفيصل هنا هو مدي قدرة الأهلي الليلة علي الأداء بسهولة وسلاسة والانتشار الجيد في المساحات الخالية واستغلالها في فرض سيطرته وكلمته وأسلوبه علي مجريات المباراة بالإضافة إلي تحليهم بالسرعة في التحركات والانطلاقات الأمامية في عمق دفاعات بطل المغرب والاستثمار الامثل للفرص المتاحة في التهديف لضمان حسم اللقاء بفوز كبير يجعل من رحلتهم في مباراة العودة بالمغرب بمثابة احتفالية باستلام الكأس. إذا كان خط هجوم بقيادة وليد أزارو جاهزاً لغزو مرمي الوداد فإن الحذر الشديد مطلوب من خطي دفاع ووسط الأهلي بضرورة الإلتزام بالواجبات الدفاعية وتأمين منطقة مرماهم أمام هجوم الوداد والذي أثبت بفوزه الساحق بثلاثية علي اتحاد الجزائر انه فريق كبير يتمتع نجومه بالوعي الخططي والانضباط التكتيكي وتؤهلهم خبراتهم ومهاراتهم في الدفاع عن حلمهم المشروع أيضا في أن يتوج ناديهم بطلا للقارة حتي لو كان ذلك علي حساب الأهلي قاهر بطلي تونس.. مما يزيد من ثقتهم في أنفسهم وتمسكهم بحلم الوصول للعالمية بمونديال الأندية والمباراة علي ملعبهم ستكون بين جماهيرهم وأن نجاحهم الليلة في خطف ولو هدف واحد في برج العرب كلها عوامل تصب في صالحهم لذا وجب الحذر كل الحذر للأهلي من ثغرات الدفاع ومع دعوات الجميع بانتهاء اللقاء الليلة للمارد الأحمر.