يروجون الكذب والخيانة والفجور!! من المظاهر التي يعاني منها أي مجتمع وتجعله يعيش حالة من الغليان والاحتقان وتتمثل في ان هناك من يعيش بين الناس بوجهين وينطبق في شأنهم قول الشاعر العربي: يلقاك يحلف انه بك واثق فإذا تواري عنك فهو العقرب هؤلاء المنافقون هم آفة المجتمع من مهامهم الأساسية ترويج الكذب ونشر الخيانة والفجور وصدق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم حين قال: "آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا ائتمن خان وإذا خاصم فجر" وذلك أشد أنواع الابتلاء وكم كانت هذه الآفة مذمومة عند الله سبحانه وتعالي وانها تشيع الفساد وتلحق بالناس كثيرا من الأذي. الادعاء والأكاذيب نحو خلق لا يتورعون عن نشرها لكي يوغروا بها الصدور ولخطورة هؤلاء أنزل الله سبحانه وتعالي سورة في القرآن الكريم تفضح مسيرة هؤلاء المنافقين وتضع أمام الجميع وتوضح مدي خطورتهم لزعزعة الاستقرار وزعزعة الأمن بين أبناء المجتمع وتؤكد آيات سورة "المنافقون" حقيقة هؤلاء بأنهم يحلفون علي الكذب يتوجهون نحو أي شخص ينزلون إليه زورا وبهتانا ويزعمون انه تحدث بشأنهم في بعض الوقائع ويؤكدون أكاذيبهم بأغلظ الأيمان والقسم افتراء نتيجة غل وحقد في صدورهم. هؤلاء المنافقون لا يهدأ لهم بال إلا بنشر سمومهم بين أبناء المجتمع. يتمسحون بالمظاهر الكاذبة وكل همهم ترويج المزاعم الكاذبة ويصدق كذلك في جانبهم قول الشاعر العربي أيضاً: ومن الناس من تلقاه في زي عابد وللغدر في أحشائه عقرب تسري وقد أكد رب العالمين هذه الحقائق في وصف المنافقين بآيات القرآن الكريم يقول ربنا: "إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد أن المنافقين لكاذبون اتخذوا إيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون" لقد فضح الله سريرة هؤلاء المنافقين ذوي الضمائر الخربة تسبقهم أيمانهم لإيهام الناس بأنهم علي حق لكن من يعلم السر وأخفي قد أكد انهم اتخذوا لهذه الحيلة وتستروا خلفا فكان الطريق لابتعادهم عن الاستقامة وانهم بهذا المكر ساء ما يعملون لقد انطبع الافك والنفاق استقر في قلوبهم ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين افتراءاتهم متعددة الجوانب ولم يسلم من أكاذيبهم وبهتانهم الأنبياء والصالحون فهؤلاء المنافقون تلك هي صفاتهم المذمومة علي مدي الأيام وتعاقب السنوات فبئس ما يصنعون!! يعد في مقدمة الذين ابتلوا بهؤلاء المنافقين سيدنا نوح صلي الله عليه وسلم وقد تجسد هذا الاسلوب حين دعاهم نبي الله لطريق الحق فقد جاء ردهم معبرا عما تكن صدورهم من النفاق والحقد إذ قالوا: "أنؤمن لك واتبعك الأرذلون". وتلك هي أساليب المنافقين والأفاقين في كل زمان ومكان وسيدنا نوح صلي الله عليه وسلم قد واجههم بالحكمة ونور اليقين لكن مع شديد الأسف كان الكذب طريقهم إلي سواء المصير وهكذا كانوا مع سائر الأنبياء والمرسلين وسيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم قد ابتلي بهؤلاء المنافقين ورأس النفاق عبدالله ابن أبي بن سلول فضح الله نفاقه وكذلك في سورة المنافقون. ومع مرور الأيام لم يرتدع المنافقون فاستمروا في هذا الإفك وكان العالم الجليل أحمد ابن حنبل ممن ابتلي بجرائم هؤلاء المنافقين وكانت نتيجة افكهم أن تم سجن هذا العالم وعذب وسوف تظل هذه الأساليب تتوالي لأن المنافقين وقالة الزور يتجددون مع كل عصر ومصر ولا يرتدعون رغم انكشاف حيلهم الغادرة ومكرهم .