عندما تبدأ بطولة الدوري العام لكرة القدم هذا الموسم بإقامة مباريات مثلث القمة للكرة المصرية الأهلي والزمالك والإسماعيلي خارج ملعبهم تنفيذا لعقوبة اتحاد الكرة للأندية بسبب شغب جماهيرهم.. فإنما أري أن تلك الخطوة بشري خير وأننا علي موعد موسم نظيف لن يسمح خلاله للقلة المندسة من معتادي الشغب ان تفسد علي الملايين من عشاق الساحرة المستديرة فرصة الاستمتاع بفنون اللعبة ومهارات نجومها ووضعها في اطارها الصحيح.. رياضة من اجل المتعة والتسلية والترفيه.. لا مجال فيها للشغب والبلطجة والتعصب. فقد جاء هذا القرار بمثابة ضربة معلم من اتحاد الكرة وانذار واضح للجماهير إذا لم تلتزم بالسلوك الرياضي والحضاري في تشجيع فرقها دون المساس بالمنافس واثارة الشغب وتحطيم الكراسي واتلاف الملاعب فإنها ستحرم من مشاهدة فرقها.. واعتقد أن اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر مطالب بتغليظ عقوبة حرمان الجماهير من المباريات في اللائحة الجديدة التي يعكف علي اعدادها حاليا عامر حسين رئيس لجنة المسابقات.. لأن المرحلة القادمة في عمر مصر والتي تستعد فيها لبناء دولتها الحديثة بعد ثورة 25 يناير المجيدة بانتخاب مجلسي الشعب والشوري ورئيس للجمهورية لا تتحمل تلك المرحلة أي مظاهر للشغب والانفلات الأمني في ملاعب الكرة والرياضة فنحن في حاجة لأن تتفرغ وزارة الداخلية لتلك المهام التاريخية وهذا الواقع يعني ان اتحاد الكرة يتحمل مسئولية كبيرة في عدم شغل الدولة بمشاكل مباريات الكرة في أدق وأهم مرحلة في تاريخ الوطن وعليه ان يقوم ببتر أي محاولة لتعكير صفو مسابقة الدوري بتغليظ عقوبات اقامة المباريات بدون جماهير.. وثقتي كبيرة في قدرة وخبرة ورغبة رجال اتحاد الكرة في العبور بمسابقة الدوري لبر الأمان بعد نجاحهم في استيعاب مشاكل جبهة المعارضة وعلاج اغلب السلبيات التي كانت وراء استنفار هذه المعارضة وخروجها من القمقم.. ولكن حنكة سمير زاهر وخبرته الطويلة في الإدارة الرياضية ورغبته الاكيدة في تصحيح كل الاوضاع وأن عام 2012 هو مسك الختام لتلك الدورة التي استطاع خلالها ان يفوز ببطولتي كأس الأمم الافريقية عامي 2008 و2010 بخلاف فوزه وهو رئيس للاتحاد بأول الثلاثية للأمم الأفريقية عام 2006 كانت وراء نجاحه في الفوز بثقة الجمعية العمومية في الاجتماع الاخير ويحسب لزاهر قراره الحكيم بعلاج كل السلبيات قضية البث الفضائي والاستفادة من اخطاء الماضي بالاعلان عن بيع حقوق البث في مزايدة لأعلي سعر واليوم ننتظر من مجلس الجبلاية ان يساهم بجهوده ودعمه ومساندته في قيادته المنتخب الاوليمبي لنهائيات اولمبياد لندن وعودة منتخب مصر الوطني لنهائيات كأس الأمم عام 2013 والانتهاء عمليا من الخطوات التنفيذية لتطبيق المادة 18 ليبدأ دوري المحترفين اعتبارا من الموسم القادم كخطوة مهمة لربط الكرة المصرية بمنظومة الكرة العالمية حتي يصبح لدينا احتراف حقيقي يخلصنا من نظام الاغتراف الذي افلس ودمر انديتنا الجماهيرية حتي اختفي الكثير منها ولم يعد له مكان علي خريطة اللعبة وكانت في يوما ما صاحبة تاريخ وانجازات لن ينساها عشاق الساحرة المستديرة.. مبروك لاتحاد الكرة تجديد الثقة في مجلسه.. ويبقي الوفاء بكل ما تعهد به من أجل المزيد من التطوير والنهوض بكل عناصر الكرة المصرية.