* تسأل جهاد محمد أحمد عبدالحليم طالبة بكلية التجارة جامعة القاهرة : ما فضل صلة الرحم وما هي الأرحام التي أوصي الله به أن توصل؟! ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر : اعلم أخي المسلم أن الرحم التي توصل ثلاثة أنواع : النوع الأول : رحم عامة : رحم من تربطك بهم علاقة الإسلام وهؤلاء كما قال الإمام القرطبي : يجب مواصلتهم بملازمة الإيمان والمحبة لأهله ونصرتهم. والنصيحة لهم وترك مضارتهم.. النوع الثاني : رحم خاصة : وهي رحم القرابة من طرفي الرجل أبيه وأمه وتجب لهم من الحقوق ما للعامة. وزيادة كالنفقة. وتفقد أحوالهم. وترك التغافل عن أحوالهم. وتعاهدهم في أوقات ضروراتهم. النوع الثالث : رحم القريب غير المسلم : فأجاز الإسلام صلتهم بالبر والإحسان إليهم وليس ذلك بمىحرم ولا منهي عنه. لأن مجرد فعل المعروف معهم وصلتهم لا يستلزم المودة والتحابب المنهي عنه والدليل علي ذلك قوله تعالي : "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين لم يحرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" [الممتحنة : 8] قال العلماء : وحقيقة الصلة العطف والرحمة. فصلة الله سبحانه وتعالي عبارة عن لطفه بهم ورحمته إياهم وعطفه بإحسانه ونعمه أو صلتهم بأهل ملكوته الأعلي وشرح صدورهم لمعرفته وطاعته.. وقال القاضي عياض : "ولا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة وقطيعتها معصية كبيرة".. وقال الإمام النووي : "واختلفوا في حد الرحم التي تجب صلتها فقيل : هو كل رحم محرم بحيث لو كان أحدهما ذكراً أو أنثي حرمت مناكحتها. وقيل : هو عام في كل رحم من ذوي الأرحام في الميراث يستوي في ذلك المحرم وغيره وهو الصواب". أما عن فضل صلة الرحم فهو عظيم وثوابها كبير كما بين ذلك المصطفي - صلي الله عليه وسلم - في أحاديث كثيرة من سنته الشريفة ومن ذلك : أن صلة الرحم تزيد في العمر وتبارك في الرزق : قال صلي الله عليه وسلم : "من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه" "متفق عليه". ينسأ معناه : يؤخر له في أجله ويزداد له في عمره.. وعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : "صلة الرحم. وحسن الخلق. وحسن الجوار. يعمرن الديار. ويزدن في الأعمار" وقال : "صلة القرابة مثراة في المال. محبة في الأهل. منسأة في الأجل"" ومما قاله العلماء في معني زيادة العمر وبسط الرزق الواردين في هذه الأحاديث : أن المقصود بالزيادة أن يبارك الله تعالي في عمر الإنسان الواصل ويهبه قوة في الجسم ورجاحة في العقل. ومضاء في العزيمة فتكون حياته حافلة بجلائل الأعمال.. وأن الزيادة علي حقيقتها فالذي يصل رحمه يزيد الله له في عمره ويوسع له في رزقه. "وأما التأخير في الأجل ففيه سؤال مشهور. وهو أن الآجال والأرزاق مقدرة لا تزيد ولا تنقص "فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" [الأعراف : 34] وأجاب العلماء بأجوبة الصحيح منها أن هذه الزيادة بالبركة في عمره. وبالتوفيق للطاعات. وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة. وصيانتها عن الضياع في غير ذلك. والثاني أنه بالنسبة إلي ما يظهر للملائكة وفي اللوح المحفوظ ونحو ذلك. فيظهر لهم في اللوح أن عمره ستون سنة إلا أن يصل رحمه فإن وصلها زيد له أربعون. وقد علم الله سبحانه وتعالي ما سيقع له من ذلك وهو من معني قوله تعالي : "يمحو الله ما يشاء ويثبت" [ الرعد : 39]. أن صلة الرحم دليل علي الإيمان بالله واليوم الآخر : قال صلي الله عليه وسلم : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت". من وصل رحمه وصله الله عز وجل : "قال الله عز وجل : أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسماً من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته. أو قال : بتته أي قطعته" [متفق عليه]. صلة الرحم سبب من أسباب دخول الجنة : قال صلي الله عليه وسلم : "يا أيها الناس أفشو السلام. وأطعموا الطعام. وصلوا الأرحام. وصلوا بالليل والناس نيام. تدخلوا الجنة بسلم". * يسأل محمد نورالدين مقاول توريدات عمومية : عند أدائي لمناسك الحج شاهدت الناس في المسجد الحرام يمرون بين يدي المصلين ولا أحد يعلق علي ذلك فما رأي الدين في ذلك. ** يجيب : لا يكره المرور بين يدي المصلي في المسجد الحرام لعدم التعسير علي الناس في هذه البقعة المباركة. بخلاف المساجد الأخري. وقد روي عن ابن أبي وداعة عن أبيه عن جده : قال : رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يصلي في المسجد الحرام والناس يطوفون بالبيت بينه وبين القبلة.. ليس بينه وبينهم سترة وهذا يعني أن هذه خصوصية للمسجد الحرم دفعاً للحرج ورفعاً للمشقة.