تحول التعليم الخاص بالاسكندرية مع بداية الموسم الدراسي الحالي الي مملكة خاصة منعزلة عن مديرية التربية والتعليم. تمارس فيها جميع المخالفات سواء علي حساب الطلبة أو أولياء الأمور حتي المدرسين دون حسيب أو رقيب أو متابعة أو حتي حل لمشاكل أولياء الأمور.. فكل من يدير مدرسة أو يملكها أصبح الآمر الناهي بالعملية التعليمية ومصاريفها في اسوأ صور الفساد التعليمي .. ولعل البداية كانت في المصاريف الدراسية والتي ارتفعت هذا العام بنسبة تترواح بين7 و10% حسب الشرائح وأبدعت كل مدرسة في التحايل علي القرارات الوزارية ففي بعض المدارس تم تغيير الزي المدرسي تماما بأسعار جديدة أضيفت إلي المصاريف. أما الأتوبيس المدرسي فأرتفعت أسعاره لتبدأ من2000 جنيه إلي3500 جنيه. حيث تتم محاسبة الطالب حسب بعد منزله عن المدرسة بحجة ارتفاع أسعار البنزين مقارنة بالعام الماضي .. وبالنسبة إلي الكتب الدراسية فهي في حد ذاتها مأساة حقيقية فمدرسة سان فنسان للراهبات رفعت الأسعار الي1900جنيه وهي مدرسة للمرحلة الابتدائية والاعدادية وكذلك الحال بباقي المدارس الأجنبية بحجة أن الكتب بالانجليزية ويتم استيرادها من الخارج وأنه ترتب علي ارتفاع أسعار الدولار ارتفاع اسعار الكتب الدراسية.. وقد أدي ذلك إلي لجوء بعض المدارس إلي تغيير مناهج الانجليزي الإضافي لارتفاع أسعار الكتب الخارجية واختيار كتب بديلة أرخص لعجز أولياء الأمور عن تحمل الارتفاع الجنوني في الأسعار وهو ما حدث علي سبيل المثال بمدرسة الرشيد الخاصة بالدخيلة ونعود لعجائب أسعار التعليم الخاص فمدرسة ليدرز بالمندرة رفعت أسعارها لقبول الطفل ب Kg إلي ثلاثة آلاف جنيه ونصف أما الطفل بمرحلة Kg1 فتصل إلي ستة آلاف ومدرسة سيدي جابر للغات اشترطت الحصول علي خمسة آلاف جنيه تأمين كشرط للقبول بينما تصل المصاريف الدراسية إلي ثلاثه آلاف جنيه تقريبا. تحذيرات علي الفيس واضطر أولياء الأمور لمواجهة الارتفاع الجنوني في أسعار المدارس إلي التعاقد مع سيارات تاكسي أو سيارات ملاكي حولها أصحابها إلي تاكسي بالطالب بعيدا عن أعين رجال المرور ولتحقيق أرباح إضافية كدخل شهري حيث يترواح ما تدفعه الأسرة للطفل الواحد ما بين200 إلي500 جنيه شهريا وهي بالطبع أسعار أرخص بكثير ولكن علي حساب الطفل لكون سائق التاكسي يقوم بتحميل أكبر عدد من الأطفال لتحقيق أرباح إكبر.. بينما لجأ بعض الأهالي إلي إنشاء صفحات علي الفيس بوك للتحذير من مساوئ كل مدرسة وأسعارها كما حدث مع مدرسة زهراء المدينة للغات والتي اتهمها الأهالي برفع أسعارها ألف جنيه سنويا والاستعانة بمدرسين حديثي التخرج وبلا خبرة. السويسرية بدون ترخيص وترصد "المساء" غرائب المدارس الخاصة وتحديها المستفز لتعليمات وزارة التربية والتعليم في ظل غفلة إدارة التعليم الخاص بمديرية الاسكندرية.. فمدرسة "الرواد" أو المدرسة السويسرية تعمل بدون ترخيص حتي الآن.. ومدرسة "علم الدولية" بكفرعبده بها طلبة حتي الصف الرابع بدون ترخيص أيضا.. أما مدرسة هليوبولس بالابراهيمية وحصلت علي ترخيص مؤقت لمدة عام العام الماضي للتشغيل علي أن تتعهد صاحبة المدرسة بعدم قبول طلبة برياض الأطفال وبالرغم من التعهد الكتابي إلا أن المدرسة قبلت بالفعل طلبة برياض الأطفال وحصلت علي استثناء جديد للتشغيل هذا العام ولم تنته من رخصتها دون متابعة من التعليم الخاص.. أما مدرسة "ايليت" بالمطار بدون ترخيص من الأساس. أما عن الكثافة بالفصول بالمدارس الخاصة فحدث ولاحرج بعد أن قبلت المدارس أعدادًا زائدة عن ما هو مطلوب .. فالمدرسة الدولية بها كثافة طلابية.. ومدرسة "الريادة" بها 550 طالبا زائدا عن حاجة المدرسة .. والغالبية العظمي من المدارس الخاصة بها مرحلة البلاي سكول بالمخالفة للقانون .. أما مدرسة العجمي النموذجية فقد ابتكرت أسلوبا جديدا للمخالفات بانشاء حمام سباحة بدون موافقة الأبنية التعليمية. وإدارة التعليم الخاص آخر من يعلم والمدرسة القومية بها مخالفات أيضا بالأبنية التعليمية أما الطامة الكبري فكانت في مدرسة النصر للبنين بالشاطبي التي تم اعتماد اللائحة الداخلية لها بالخطأ حتي اكتشفت ذلك هيئة الأبنية التعليمية. الشمس المشرقة مخالفة ومن عجائب المخالفات أيضا هو ما شهدته مدرسة الشمس المشرقة التي اصرت مديرتها علي انها مدرسة عربي ووضعت لائحتها الداخلية علي ذلك وحصلت علي ترخيص للمرحلة الثانوية إلي ان تمت متابعة الأمر بالصدفة من المكتب التنفيذي للمديرية ليتبين ان الترخيص علي انها مدرسة لغات وبالتالي جميع الاجراءات التي اتخذت فيها بنيت علي باطل.. ولعل الرصد الذي كشفته ¢المساء¢ لبعض المدارس الخاصة يكشف حجم التلاعب بها إلا أن الأغرب كان بمدرسة البارودي الخاصة بمنطقة الجمرك التي قامت فيها إحدي المدرسات برفع دعوي أمام محكمة غرب العمالية ضد المدرسة بعد قيام الإدارة علي مدار خمسة عشرة شهرا بالاستقطاع من راتبها بدون وجه حق ليصل جملة ماحصلت عليه المدرسة 10 آلاف و462 جنيه ونصف بحجة أن المدرسة تحقق خسائر مالية بسبب نقص التلاميذ فقامت بالخصم من راتب المدرسين. خدمات .. تعليمية .. صفر أما مدرسة النصر للبنين بالشاطبي فقد قامت بعزل الطلبة المتأخرين عن دفع المصروفات عن باقي الطلبة مع عدم تقديم اي خدمات تعليمية لهم أسوة بباقي الفصول وهو ما دفع أولياء الأمور للشكوي دون مغيث.. أما المؤسف فهي مدرسة أبو يوسف الخاصة التي لاتقوم بمنح أولياء الأمور ايصال بالمصروفات الدراسية التي يدفعونها وعند المطالبة يتم تهديدهم بالطرد هذا بخلاف سوء المعاملة والتعالي من قبل صاحبة المدرسة التي وضعت تسعيرة للنادي الصيفي للمدرسة تقدر ب 700 جنيه لكي يتأهل الطفل لدخول الصف الأول وعندما اشتكي أولياء الأمور إلي وكيل وزارة التربية والتعليم لاغاثتهم خاصة من سوء مستوي التعليم لم يتحرك احد. وبالرغم من عقد محافظ الاسكندرية اجتماع موسع مع مديري الإدارات التعليمية بالاسكندرية قام بتعنيفهم فيه من سوء مستوي الخدمات المقدمة وتعدد الشكاوي أمامه وأعطائهم فرصة أسبوعين لتوفيق أوضاعهم وتحسين العملية التعليمية إلا أن التعليم الخاص يبقي مملكة مستقلة بذاتها لا تخضع للإشراف والرقابة ويتحكم مالكو المدارس ومديروها في أولياء الأمور والطلبة دون محاسبة من احد .