يعد زواج القاصرات ضمن المسببات للزيادة السكانية التي نعاني منها في مصر.. واللاتي لم يتجاوزن سن 18 عاما وهي السن القانونية للزواج مما قد ينتج عنه تكرار للزواج وانجاب المزيد من الأطفال إذا فشل الزواج الأول وأيضاً المشاكل الصحية والاجتماعية والنفسية التي تصيب المجتمع جراء هذه الجريمة. ويقول الاستاذ مراد السعيد استشاري النساء والولادة ان الزواج المبكر له أضرار جسدية علي المرأة في ما قبل ال18 عاما حيث يكون جسدها غير مؤهل لاقامة علاقة زوجية قبل البلوغ من سن 12 وحتي 14 سنة حتي لو كانت قد دخلت مرحلة الدورة الشهرية وأيضاً غير مؤهلة للحمل والانجاب بشكل كامل فيكون هناك مشاكل طبية عديدة مثل اصابتها بالانيميا الحادة وتسمم الحمل والالتهابات المهبلية وحمي النفاس علاوة علي التشوهات الخلقية للجنين والعيوب الوراثية التي يصاب بها في حالة زواج الأقارب وبالطبع في هذه السن الفتاة تتسرب من التعليم وتصبح عالة علي المجتمع. وأغلب حالات القاصرات اللاتي يحملن يقمن بإجراء عملية الولادة القيصرية لعدم قدرتهن علي تحمل آلام الوضع وكل ما سبق يتحول مع تقدم الفتاة في السن الي أمراض عضوية مزمنة تصاب بها وتظل تعاني منها طوال حياتها. يقول د. سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة ان الفتاة من سن 12 وحتي 18 سنة تكون في مرحلة الطفولة النفسية والقانون يمنع ولي أمرها من تزويجها في هذه المرحلة لعدم اكتمال نموها الجسدي والذهني وعدم قدرتها علي تحمل المسئولية في هذه السن وفي حالة تزويجها قبل سن العشرين يحدث للفتاة تشوهات نفسية وجنسية عديدة. وكذلك الصدمة النفسية التي تحدث لها عند الحمل والولادة ورؤية طفلها بين أيديها وما تتكبده من الآلام يفوق قدرتها وينتج عن هذا طلاق لتواجه الفتاة القاصر المجتمع ومعها طفل أو أكثر وقد تضرب عن الزواج أحيانا أو تخوض التجربة مرة أخري وينتج مزيد من الأطفال. وتكون الأم في هذه الحالة مشوهة نفسياً لتربي أطفالاً معقدين ومشوهين نفسياً أيضاً والسؤال الذي أطرحه علي أولياء الأمور هؤلاء هو "كيف تربي طفلة أطفالاً وهي تحتاج إلي تربية أساسا". والمأساة الأخري التي تنتشر في الأرياف والصعيد هي الخطوبة المبكرة للأطفال في سن 9 سنوات أو أكثر وهي بسبب المجتمع القبلي علاوة علي أنهم أقارب وينتج عن زواجهم تشوهات خلقية للأجنة. ومن جانبها أكدت النائبة فايزة محمود عضو لجنة الدفاع والأمن الوطني بالبرلمان علي وجوب تشديد العقوبات وتنفيذ الأحكام ضد من يقوم بتزويج بناته قبل بلوعهن سن الثامنة عشرة حيث يجرم القانون الزواج قبل هذه السن. أضافت ان هناك حالات كارثية تعرض علينا لقاصرات تزوجن وتوفي أزواجهن وانجبن ويتم تسمية المولود باسم أبي الزوجة وهذا مخالف للقانون والشرع لما يسببه من اختلاط أنساب.