المكان: سيناء.. تحديداً شرم الشيخ وسانت كاترين. الزمان: أمس وأمس الأول الحدث: مهرجان عالمي ترعاه اليونسكو بعنوان "هنا نصلي معاً" بحضور ممثلي 70 دولة وعدد من الوزراء المصريين ومعهم محافظ جنوبسيناء. الهدف: رسالة مصرية للعالم كله من أرض الأديان وملتقي الأديان السماوية للتسامح والحب وإعلان السلام ضد الإرهاب والعنف والظلم والعدوان. الرسالة: حقيقة الأديان هي السلام.. ومنها جاء اسم الإسلام.. فهو التسليم التام لله الواحد القهار.. وعندما يحدث ذلك يأتي الرضا وعندما تصل إلي مرحلة الرضا فأنت في سلام مع نفسك.. وبالتالي في سلام مع غيرك.. الرسالة قد تصل للبعض.. وقد تصل سلبية لآخرين.. وقد لا تصل.. لكن المهم أن هذه هي الدورة الثانية لملتقي الأديان في سيناء أرض الأديان.. تبعث رسالة للعالم كله أن مصر التي احتضنت كل الأديان السماوية.. ستظل صامدة قوية ضد كل إرهاب خارجي أو داخلي لأن الله معها وستظل مصر كما كانت منذ الفراعنة حتي الآن هي مهد الحضارة وأرض الرسالات وأرض السلام. الرسالة وصلت للبعض لكن هناك آخرين مازالوا يمارسون نفس اللعبة القذرة للحيلولة دون وصول الرسالة ويتساءلون ما هو الهدف؟ ثم يتساءلون: وأين اليهود؟ وأخيراً يتساءلون: هل هذا مع صحيح الدين؟ والإجابة ببساطة شديدة هي أن الدين وصحيح الدين مع السلام والحب والتسامح والرضا ورسولنا الكريم يقول لنا إنه بالنسبة للأديان كلها فإنها مثل البناء الذي تنقصه لبنة ويقول كل من يري هذا البناء: لولا هذه اللبنة؟ ويرد نبينا عليه الصلاة والسلام: أنا هذه اللبنة.. والإسلام هو هذه اللبنة التي تكمل الأديان كلها. ويقول الحبيب المصطفي: إنما بعثت "لأتمم" مكارم الأخلاق.. انظر إلي كلمة "أتمم" لتعرف أن الدين وصحيح الدين مع هذا الهدف النبيل. أما عن اليهود فهم أهل ديانة.. ورسالة ونبيهم موسي الكليم عليه السلام من أولي العزم ونبي مكرم نؤمن به ونحبه.. ونحتفل بعد أيام قلائل بيوم عاشوراء وهو اليوم الذي نجي الله فيه موسي من فرعون.. ولما رأي الحبيب المصطفي عليه الصلاة والسلام أن يهود المدينة يصومون هذا اليوم وعرف أنهم يصومون لأن الله نجي فيه موسي. قال الحبيب عليه الصلاة والسلام: "نحن أولي بموسي منهم".. هل هناك دلالة أكبر من تلك الكلمات؟! نصل إلي الهدف: ما هو الهدف؟ إذا كان لتنشيط السياحة الدينية في سيناء فهذا هدف نبيل ورائع خاصة أن سيناء لها خصوصية عالمية دينية لا مثيل لها في أي دولة من دول العالم. سيناء التي كلم الله فيها موسي.. فيها بقعة طاهرة مباركة أمر الله موسي فيها بأن يخلع نعليه إنه "الوادي المقدس طوي"..! في هذا المكان المقدس المبارك تجلي الله سبحانه وتعالي للجبل فدكه دكا.. إنه المكان الطاهر الذي تجلي فيه الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار للأرض.. وفي هذا الوادي المقدس يكون الحوار المباشر بين الله سبحانه وتعالي ونبيه موسي.. "الكليم عليه السلام".. فهل هناك بقعة في العالم أطهر وأقدس من هذا الوادي الذي تجلي فيه الله وتكلم فيه؟ وفي هذه البقعة المباركة "سيناء" يوجد قبر سيدنا هارون شقيق موسي عليه السلام بجوار مدينة الطور وهارون أرسله الله استجابة لدعوة موسي وطلبه فاستجاب له الله وأرسله معه إلي فرعون لأنه أفصح لساناً.. وفي أرض سيناء عيون موسي التي فجرها الله لمن مع نبي الله يشربون ويعيشون حولها "اثنتا عشرة عينا" وفي أرض سيناء كانت أعظم رحلة في التاريخ وهي رحلة العائلة المقدسة.. سيدنا عيسي المسيح وأمه مريم ومعهما يوسف.. وكانت الرحلة المقدسة التي مرت بسانت كاترين وغيرها في الأماكن المباركة. وفي سيناء كان أول مسجد بناه المسلمون الأوائل في مصر وهو مسجد عمرو بن العاص عندما فتح المصريون مصر. وفي سيناء دماء مصرية طاهرة روت رمال سيناء في الدفاع عن مصر ضد الصهاينة. وفي سيناء أعلي مراتب التوحيد والروحانية والتسامح والمحبة بين البشر وبين أهالي الديانات.. وأقصد طبعاً أهل الوسطية والتسامح في كل دين وليس المتطرفين في هذا الدين أو ذاك. رسالة الصلاة معاً.. تؤكد رسالة الإسلام وهي أن الدين واحد عند الله وهو الإسلام.. مع اختلاف الشرائع لكل نبي عليهم السلام جميعاً والصلاة دعاء.. والدعاء من كل إنسان علي وجه الأرض ويسعي إلي السلام أن يعم السلام منطلقاً من أرض السلام.. فما هي الرسالة التي يمكن أن تكون أفضل من تلك؟ بعيداً عن الأديان.. فإن سيناء التي حباها الله بشجرة مباركة في طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ويقول علماء إنها الزيتون ويقول آخرون إنها المورينجا وأياً كانت فإنها شجرة مباركة في الأرض المباركة بأمر من صاحب الأمر سبحانه وتعالي. وفي سيناء أفضل مكان بالعالم للسياحة العلاجية وإن كنا لم نستغله حتي الآن. كل مقومات السياحة العلاجية التي يريدها العالم هنا في أرض الفيروز.. قد لا يعرف كثيرون أن نسبة الأكسجين واليود وكل ما يريده الجسم هي النسب المثالية في شواطئ سيناء من شرم الشيخ إلي العريش.. ومن طابا إلي نويبع إلي رأس سدر. وفي سيناء شمالها وجنوبها أفضل شواطئ العالم وأفضل الشعب المرجانية وغيرها من الكائنات البحرية.. وفي صحراء سيناء تنبت أعشاب طبية بقدرة الله.. وفي سيناء أنقي الرمال.. إنها أرض السلام والفيروز.. حباها الله لمصر لذلك ظل الصهاينة يحلمون بغزوها وردهم الله علي نحورهم. .. هل وصلت الرسالة؟ أعتقد أنها وصلت لكنها لا تكفي لأن تطوير وتنمية سيناء تحتاج إلي أكثر من صلاة وعمل وإخلاص..!