الكلمة التي ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسي الليلة قبل الماضية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك جاءت قوية وعبرت في الوقت نفسه عن مصر القوية التي عندما تتحدث يجب أن ينصت لها العالم. الذي استمع إلي كلمة الرئيس يري كيف تري مصر حلول مشكلات الشرق الأوسط. وكيف تري السبيل للقضاء علي خطر الإرهاب الذي يجتاح العالم. من تابع كلمة الرئيس لابد أنه شعر بالفخر والزهو وهو يعلم أن الذي يتحدث هو رئيسنا. رئيس مصر القوية التي تخوض الحرب ضد الإرهاب دفاعاً عن المجتمع الدولي بأسره. كما قال الرئيس. شعرت بالفخر وأنا أري الرئيس يوجه سهام النقد المباشر والصريح للنظام العالمي الذي فشل حتي الآن في حل المشكلات المزمنة التي تواجه العالم وفي مقدمتها الإرهاب ونزع السلاح النووي والخلل في النظام الاقتصادي العالمي. وتحدث الرئيس بمنتهي الصراحة عندما قال ¢إنه لا مجال لحديث جدي عن مصداقية نظام دولي يكيل بمكيالين. يحارب الإرهاب من ناحية وفي الوقت نفسه يتسامح مع داعميه ويشركهم في نقاشات حول مواجهة خطر الإرهاب بينما هم صناعه¢. وطبعا معروف من المقصود بالمجتمع الدولي ومن المقصود بصناع الإرهاب. الرئيس لم يكتف بذلك ولكنه أعلنها صراحة وبمنتهي القوة والصلابة والحدة عندما قال: إننا نرفض أي محاولة لاستغلال محنة سوريا لبناء مواطئ نفوذ سياسية إقليمية أو دولية أو تنفيذ سياسات تخريبية لأطراف إقليمية آن الأوان لمواجهة حاسمة ونهائية معها. وبالصيغة نفسها وبالقوة نفسها قال الرئيس في كلمته: لن نسمح بأن تضيع دماء الشعوب هدراً في ظل تحالفات دولية تفضل المواءمة والازدواجية لتحقيق مصالح سياسية علي أنقاض الدول. وقال أيضاً: وأؤكد هنا وبمنتهي الوضوح أن مصر لن تسمح باستمرار محاولات العبث بوحدة وسلامة الدولة الليبية أو المناورة بمقدرات الشعب الليبي الشقيق. تصارح الرئيس أيضاً في كلمته مع العالم عندما قال إن النظام الاقتصادي العالمي يكرس الفقر والتفاوت ويتحمل مسئولية رئيسية عن إنتاج الأزمات التي تهدد الاستقرار والسلم الدوليين. وأنه علينا أن نتخلص من سياسة الاستقطاب. وأن العالم المنشود لا يزال بكل أسف بعيداً عن التحقق. أما الجزء المرتجل من كلمة الرئيس والذي خرج فيه عن النص المكتوب للكلمة والذي لاقي تصفيقاً حاداً وترحيباً من كل الحضور فكان عن القضية الفلسطينية ورسائله المباشرة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي والرئيس الأمريكي والمجتمع الدولي بضرورة استغلال الفرصة التي قد لا تتكرر مرة أخري لتحقيق السلام والتعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين. واستشهد بالتجربة الرائعة والعظيمة للسلام بين مصر وإسرائيل الذي تحقق منذ أكثر من أربعين عاماً. وأكد في هذا المجال أنه قد آن الأوان لمعالجة أقدم الجروح وهي القضية الفلسطينية. وأن النجاح في استغلال فرصة تحقيق السلام بين الجانبين سيغير وجه التاريخ ويفتح صفحة جديدة في تاريخ الإنسانية من أجل تحقيق سلام شامل وعادل بمنطقة الشرق الأوسط. ولم يغفل الرئيس أزمة مسلمي الروهينجا بدولة ميانمار عندما قال إن هذه المأساة الإنسانية مناسبة أخري لتذكير المجتمع الدولي بمسئولياته الأخلاقية قبل القانونية. قضايا أخري مهمة تناولتها كلمة الرئيس التي أكدت بما لايدع مجالاً للشك أن مصر لديها حلول منطقية وواقعية لجميع مشاكل العالم برؤية واضحة وقابلة للتطبيق إذا لاقت دعم المجتمع الدولي. لذلك جاءت الكلمة قوية وعبرت عن مصر القوية أيضاً.