يتعرض مسلمو بورما لحملة إبادة ممنهجة أدت إلي قتل وتشريد الآلاف بعد هدم منازلهم وطردهم من بلادهم مما اضطرهم للهروب إلي الدول المجاورة والإقامة في مخيمات اللاجئين وهو ما يعد وصمة عار علي جبين الإنسانية يندي لها الجبين .. في الوقت الذي نددت فيه مصر بالهجمات الوحشية التي يتعرض لها هؤلاء المسلمون. أكد علماء الدين أن دعوة مصر لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة تطورات أزمة مسلمي الروهينجا في ميانمار ووقف عمليات التطهير العرقي التي يتعرضون لها تعكس ثقل مصر ومكانتها الدولية ودورها الرائد علي مستوي العالم الإسلامي .. ومنذ أيام أصدر الأزهر الشريف بيانا حدد فيه طرق العلاج وقطع الطريق علي المشككين في دوره باعتباره أكبر مؤسسة دينية إسلامية علي مستوي العالم. السؤال .. أين دور المنظمات الإنسانية من هذه الكارثة وما هو السبيل لإنقاذ أهالي الروهينجا وإلي متي يظل صمت المسلمين عما يحدث لإخوانهم في بورما؟. أكد د. عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن مسلمي الروهينجا يتعرضون للظلم والتطهير العرقي والإبادة الممنهجة منذ عقود وبالرغم من ذلك لا نجد أي تحرك سواء من المجتمع الدولي الذي لا تحركه إلا المصالح أو المسلمين الذين من المفترض أن يكونوا كما قال صلي الله عليه وسلم "في توادهم وتراحمهم وتآزرهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمي" أو "كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا" وهناك الكثير من الأحاديث التي تدعو المسلمين لدعم إخوانهم بالمال والعتاد وغيره حيث إن المجتمع الإسلامي مجتمع تكافلي شرعت له الزكاة لتحقيق هذا المبدأ. أضاف أن هناك بعض البلدان الإسلامية تمتلك أراضي شاسعة غير مأهولة من الممكن أن تقوم بإيواء هؤلاء المضطهدين فيها فهذا أقل ما يمكن أن يفعله المسلمون لنصرة إخوانهم في الدين وإنقاذهم من الظلم والإبادة التي يتعرضون لها .. مشيرا إلي أن المنظمات الإسلامية العالمية فقدت مصداقيتها ودورها الفاعل في إنقاذ المسلمين ورغم أن دورها أصبح يقتصر علي جمع الأموال فإن هؤلاء المضطهدين لا يستفيدون منها متناسين قول رسول الله صلي الله عليه وسلم "من استذل عنده مسلم وهو قادر علي نصرته فلم يفعل فضحه الله علي رءوس الخلائق يوم القيامة". تطهير عرقي يقول د. إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية إن اعتبار الأممالمتحدة وضع المسلمين في ميانمار نموذجًا "للتطهير العرقي" ودعوتها لتقديم المساعدات العاجلة للاجئي الروهينجا في بنجلاديش خطوة علي الطريق الصحيح واعتراف بحقيقة ما يتعرض له مسلمو الروهينجا من مذابح وعمليات إبادة جماعية ممنهجة. دعا إلي ضرورة تكثيف التحرك الدولي من خلال جميع المنظمات والهيئات الدولية لوقف عمليات التطهير العرقي التي يتعرض لها مسلمو الروهينجا .. كما دعا جميع المنظمات والهيئات الإسلامية علي مستوي العالم للتحرك الجماعي والتنسيق التام لفضح أكاذيب سلطات ميانمار وكشف الحقائق أمام الجميع . إضافة إلي الاسراعپبتقديم المساعدات الطبية والإنسانية لمسلمي الروهينجا الفارين من عمليات القتل والتهجير إلي الحدود مع بنجلاديش .. كذلكپطالب بتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق والتحقيق في تعرض أبناء الروهينجا المسلمة للقتل والاغتصاب والتعذيب علي يد قوات الأمن في ولاية راخين بميانمار. نجدة المستضعفين في الأرض أشار د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إلي أن نجدة هؤلاء المستضعفين في الأرض من أبناء الروهينجا الذين يتعرضون للتطهير العرقي واجب علي المجتمع المسلم قال تعالي "وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا" فواجب المسلمين هنا خاصة الدول المجاورة قتال المعتدين الذين يكيدون للمسلمين فهذا يعد جهادا في سبيل الله .. أما الدول الإسلامية البعيدة عليها دعمهم بالمال والمساعدات العينية والنقدية والطبية قال عز وجل "وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر" فهذا أيضا نوع من أنواع الجهاد وفرض عين علي كل مسلم سواء كان حاكما أو محكوما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "قاتلوا المعتدين بأموالكم وأبدانكم وألسنتكم". أضاف أنه علي المسلمين كذلك اللجوء إلي الهيئات الدولية كالأممالمتحدة ومجلس الأمن للحصول علي قرار بإدانة المعتدين وحسنا فعلت مصر بدعوتها مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة لمناقشة تطورات أزمة مسلمي الروهينجا في ميانمار ووقف عمليات التطهير العرقي التي يتعرضون لها فالساكت عن الحق شيطان أخرس ونصرة المسلمين المستضعفين في المحافل الدولية واجب ديني وإنساني لإحقاق حق هؤلاء.