دعوة الرئيس السيسي للرئيس الروسي بوتين لزيارة مصر والمشاركة في وضع حجر الأساس لمشروع الضبعة النووي وقبول الرئيس الروسي الدعوة ضربة معلم من الطرفين. إنها تعيد للأذهان دعوة الرئيس عبدالناصر للزعيم الروسي "السوفيتي" خروشوف للمشاركة في إطلاق تشغيل كهرباء السد العالي في مطلع ستينيات القرن الماضي. وقد قبل خروشوف يومها الدعوة وجاء إلي مصر وأخذه عبدالناصر إلي أسوان.. ومن موقع السد العالي وتوربيناته طيرت كل وكالات الأنباء العالمية خبر وصور الحدث الكبير. مياه كثيرة جرت في مسار العلاقات المصرية الروسية منذ ذلك الحين لأكثر من ستين عاماً ما بين صعود وهبوط وتقارب وتباعد. لكنها أثبتت في النهاية للبلدين علي المستويين الرسمي والشعبي أنه لا غني لأحدهما عن الآخر. مشروع الضبعة النووي هو السد العالي الثاني لروسيا في مصر. السد العالي كان تحدياً مصرياً للفقر. وللظلام. وللهيمنة الغربية التي لا تريد لمصر أن تنطلق ويتقدم إلي الأمام. ورفضت مساعدتنا في بنائه. مشروع الضبعة النووي هو تحد للتحدي.. مستقبل جديد لمصر ينقلها إلي مصاف الدول المتقدمة ويوفر لها الطاقة السلمية اللازمة لذلك. وقد كانت مصر النووية- بمفهوم الطاقة- أحد أحلام عبدالناصر. وهو الذي أقام المفاعل النووي البحثي في أنشاص ووضع به أقدام مصر لأول مرة علي طريق الطاقة النووية السلمية. لكن عبدالناصر لم يتمكن لأسباب عديدة من استكمال طريقه إلي هذا الحلم. فقد كان المطلوب أن تنفرد إسرائيل وحدها بامتلاك الطاقة والقوة النووية. وألا ينافسها في ذلك أحد. خاصة مصر. ووصلت محاولات إجهاض وخنق الحلم المصري في الطاقة النووية في ذلك الوقت إلي حد اصطياد علماء الذرة المصريين واغتيالهم. ها هو التاريخ يعيد نفسه.. ويأتي السيسي ليستكمل الطريق إلي هذا الحلم. وبمساعدة روسيا أيضاً. ولكن في ظروف مختلفة وبقوة أكبر. لقد وعي السيسي كما وعت مصر دروس الماضي ويعمل علي تفادي أخطائها. في اللحظة التي خطط فيها لتحقيق الحلم تحرك لتوفير كل عناصر التأمين له ولمصر قبل أن يبدأ أقام شبكة من العلاقات الطيبة مع كل دول العالم تقريباً رسمية وشعبية. دعم القوات المسلحة المصرية بأحدث الأسلحة البحرية والجوية. بما يجعلها قادرة علي بسط سيطرتها الكاملة علي كامل التراب المصري. براً وبحراً وجواً. وامتلاك قوة ردع كفيلة بحماية الأمن القومي المصري والعربي. أطلق حرباً ضد الإرهاب وجماعاته. وضد مموليه وداعميه في الداخل والخارج. وتجد دعوته إلي استراتيجية عالمية لمكافحته صدي دولياً يتزايد كل يوم ويتزايد معه من يؤيدونها. وكل ذلك يصب في تأمين مصر. وطناً ومواطنين ومشروعات وأحلاما. السيسي وبوتين أمامهما انتخابات رئاسية العام القادم ..2018 وظهورهما معاً في وضع حجر الأساس لمشروع الضبعة النووية. يعزز مكانتهما الداخلية والعالمية كزعيمين يعملان من أجل بلديهما ومن أجل تعاون مشترك أكبر لمصلحة الشعبين.