شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي توقيع الاتفاقية الحكومية بين مصر ممثلة في هيئة المحطات النووية وروسيا ممثلة في شركة روز أتوم الروسية العاملة في مجال بناء المحطات النووية والتي سيتم بمقتضاها بناء محطة الضبعة النووية والاتفاقات الثلاثة بين مصر وروسيا لإنشاء محطة الطاقة النووية بالضبعة كما تم توقيع اتفاقية أخري حول تقديم روسيا قرض استيراد لمصر لإنشاء محطة الطاقة النووية ووقعها هاني قدري وزير المالية وسيرجو كارينكي من الجانب الروسي. لقد بدأ مشروع بناء محطة نووية بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي منذ عام 1955 حين وقعت مصر اتفاقية للتعاون الثنائي في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية وفي شهر سبتمبر من العام التالي 1956 وقعت مصر عقداً للمفاعل النووي البحثي الأول بقدرة 25 ميجاوات مع الاتحاد السوفيتي وفي عام 1957 أنشأت مصر هيئة الطاقة الذرية. وفي عام 1961 بدأ تشغيل المفاعل النووي البحثي الأول وبدأ الاهتمام بإنشاء أول محطة نووية عام 1964 فقرر إقامتها في منطقة سيدي كرير. وبعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر توقف المشروع مؤقتاً. لقد استغل البعض الفوضي الأمنية وحرضوا أبناء المنطقة علي اقتحام موقع المحطة النووية ليدمروا أعلي المعدات التكنولوجية لبيعها بقروش زهيدة - تلك المعدات التي دفعت فيها مصر الكثير من الأموال. لقد حاول البعض إفشال هذا المشروع وبدأت المقالات تتوالي عن أخطار المشروع علي مصر بسبب تسرب الاشاعات في المنطقة رغم أن كل الدراسات التي شارك فيها خبراء من كل أنحاء العالم أكدت أن موقع الضبعة هو أنسب المواقع لتحقيق أمل المصريين في إقامة المحطة النووية والتعرف علي التكنولوجيا النووية. لقد تعرض المشروع النووي المصري بالضبعة للتشويه من خلال مؤامرات خارجية وداخلية لإحباطه وحرمان المصريين من احتلال التكنولوجيا النووية كما حاول لصوص الأراضي من أصحاب المزارع وأصحاب القري السياحية إيقاف هذا المشروع ولكن يقظة المسئولين من المصريين وفي مقدمتهم القوات المسلحة التي ساهمت في بناء هذا الصرح وإيقاف أي مخاوف من المحطات النووية. ولكن خبراء الطاقة الذرية أكدوا علي حتمية الحفاظ علي موقع الضبعة النووي وحمايته. فالعلماء المصريون تمسكوا بموقع الضبعة منهم الدكتور ممدوح حمزة استاذ الهندسة بالجامعة الأمريكية والاستاذ الدكتور صلاح عرفة الاستاذ بكلية الهندسة. وفي هذا العام 2015 اتفق الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين علي إنشاء روسيا المحطة النووية في منطقة الضبعة وذلك أثناء زيارة الرئيس المصري في شهر أغسطس الماضي.. وهكذا سوف يتحقق الحلم المصري في امتلاك التكنولوجيا النووية.