طرح عدد من أبناء بورسعيد خطة للترويج سياحياً لأرض "الفرما" القديمة بشرق بورسعيد لوضعها علي خريطة السياحة العالمية. والتي من شأنها استقطاب آلاف بل ملايين السائحين من كل بقاع الأرض سنويا للمدينة الباسلة لما تمتلكه من أهمية تاريخية ودينية كبري وخاصة أن هذه الأرض شهدت زيارة العائلة المقدسة عند دخولها مصر. ووطأت أقدامها المقدسة أرض بورسعيد وباركتها السيدة مريم العذراء وعيسي عليه السلام. قالت رشا حمودة "مؤسس كوبانية بورسعيد الثقافية" آن الأوان لان نعيد النظر والتفكير في تراثنا وآثارنا من خلال مشروع لترويج بورسعيد القديمة "أرض الفرما" للحفاظ علي هذا التراث النادر والآثار العريقة والاستفادة منها علي مر الأجيال. وذلك من خلال بعض الفعاليات أهمها اقامة مؤتمر يتضمن ندوة ومعرضا عن منطقة الفرما التاريخية للتعريف بمنطقة الفرما وعمل قداس وصلاة للمسلمين واقامة احتفال ضخم تحت رعاية المحافظة وبحضور نخبة من أهم شخصيات الدين المسيحي والاسلامي ونخبة من أهم الباحثين في تاريخ هذا المكان. هادفين وجود تغطية اعلامية كبيرة للحدث ووفد عدد كبير من الزوار للمدينة لاحياء هذه الذكري بما سيعود علي بورسعيد بالخير وهي دائما ارض الخير ووضع المنطقة علي الخريطة السياحية للترويج لها في مختلف بقاع العالم كمزار تاريخي وديني علي غرار المناطق الدينية بالقدس الشريف؟ وقال وليد منتصر "منسق مبادرة تراث بورسعيد" تعتبر منطقة الفرما من أهم المناطق الأثرية في العالم لما تحويه من آثار فرعونية ويونانية ورومانية وقبطية واسلامية تحكي تاريخ مصر والبشرية جمعاء وبها آثار أكبر كنيسة تاريخية في العالم وأول حصن اسلامي في التاريخ. ومن أهم الأحداث التاريخية التي شهدتها منطقة الفرما: دخول العائلة المقدسة أرض مصر حيث كانت الفرما أول محطة تطأها وتستقر بها لمدة يومين وتم الكشف حديثا عن آثار تؤكد اقامة العائلة المقدسة في هذا المكان.. كما كانت الفرما أول مكان استقبل فيه أقباط مصر جيش عمرو بن العاص أبان فتح العرب لمصر.. وبما أن مدينة الفرما جزء أصيل من أرض بورسعيد وامتداد تاريخي لها وايمانا منا بضرورة إلقاء الضوء عليها ونشر الوعي الثقافي بأهميتها والسعي لاستثمارها سياحيا. لذا عرضنا فكرة اقامة احتفالية بذكري دخول العائلة المقدسة لمصر الموافق اليوم الأول من شهر يونيو. لتكون احتفالية سنوية يأتي اليها سياح من مختلف أرجاء مصر وربما العالم فرحلة العائلة المقدسة موضوع يهم كل المسيحيين والمسلمين علي مستوي العالم.. علي أن تتضمن الاحتفالية مؤتمراً يتضمن ندوة ومعرضاً عن منطقة الفرما التاريخية وزيارة للتعرف علي منطقة الفرما. وقال عماد فارس "حاصل علي الماجستير عن منطقة الفرما التاريخية من جامعة السوربون": لم تسعد مصر بحد من حدودها.. كما سعدت بحدها الشرقي.. ولم تشق مصر كذلك بحد من حدودها.. كما سعدت بحدها الشرقي.. ولم تشق مصر كذلك بحد من حدودها.. كما شقت بحدها الشرقي حادثات الزمان تقول ذلك.. ووقائع الدهور تحكيه سعدت يوم فتحت بالحب أحضانها. وبالأمن والأمان ذراعيها.. لتستقبل العذراء ورضيعها المسيح وتكون الملجأ والملاذ للعائلة المقدسة. مدينة الفرما مدينة فرعونية قديمة كانت تدعي بر آمون أي مدينة الإله آمون وفي العصر اليوناني أنشأت لها ضاحية من الناحية الجنوبية الغربية دعيت باسم بيلوزيوم "بيلوز" وذلك لكثرة الأوحال التي كانت بها والمتخلفة من مياه فرع النيل الذي كان يصل إليها وقد دعا بالفرع البيلوزي وقد طغي اسم بيلوز علي مدينة الفرما كلها في العصر اليوناني وعرفت به وكانت تدعي في العصر القبطي باسم "برؤني" و"برما" وهو من ذات الاسم الفرعوني وقد تحول إلي اسم الفرما. أشار محمد حسن "مؤسس مجموعة بورسعيد علي قديمة" كان لهذه المدينة خلال وجودها شهرة عظيمة في مجالات صناعات الأواني الفخارية وأدوات الزينة والأقمشة الكتانية. وكانت تصدر انتاجها عن طريق البحر الأبيض إلي روما وأثينا وجزر مدينة قبرص وكريت واقليم الشام الكبير وقد احتلت مدينة الفرما موقعا جغرافيا وعمرانيا كبيرا مما دعي نابليون بونابرت إلي أن يطلق اسمها علي العالم الأول الذي كان يرافق حملته إلي مصر فدعاه باسم "الكونت دي بيلوز" وكان عدد سكانها مائة ألف مواطن من الأقباط كما جاء في كتاب "بورسعيد" اصدار العلاقات العامة بمحافظة بورسعيد وهو ما ذكره من قبل المؤرخ "ريو" عند حفر قناة السويس سنة 1859 وترجع الأهمية الاقتصادية للمدينة بأن هذا الموقع كان يمثل محوراً لثلاث مفارق طرق مهمة جدا ونستطيع أن تقول إنها كانت المدينة الثانية بعد الاسكندرية في مصر وحاليا أصبح أكثر من 75% من آثار الفرما المسيحية داخل الحدود الادارية لمحافظة بورسعيد. ويقول طارق إبراهيم "مدينة عام الآثار ببورسعيد" جاء في كتاب "حرب الاسكندرية" وهو مذكرات حربية منسوبة إلي الزعيم الروماني يوليوس قيصر وردت عبارة أن نقطتي الدفاع الرئيسيتين عن مصر هما: فارس ويقصد الاسكندرية في البحر غربا "وبلوز يوم" في الشرق برأ وقد ورد بهذا المعني نفسه أيضا بعد قرن من الزمان عند المؤرخ الروماني تكسس قد أضاف إلي هذه العبارة قوله ان من يحكم الدفاع عن هاتين النقطتين يصبح في وسع أن يصد أي هجوم علي مصر من الشمال مهما كان هذا الهجوم كبيرا أو كاسحا ومن هاتين العبارتين تتبين أهمية الفرما "بيلوزيوم" كنقطة دفاعية شرقية عن مصر من ناحية الشمال تأتي هاتان العبارتان مصدقتان للأحداث التاريخية في كل الغزوات التي اقتحمت مصر إلي شرقها بدأ من الامبراطورية الشرقية ماراً بالفرس "قمبيز" ثم لاسكندر المقدوني ومن بعده أتيوخوس الرابع ثم بعد ذلك يوليوس قيصر نفسه. والكل يعلم ان أول الغزوات علي مصر واستغلال موادها الاقتصادية كان علي يد الهكسوس وقد دخلوا البلاد عن طريق الجهة الشمالية الشرقية من مصر فكانت نتيجة منطقية لهذا الغزو أن يفكر ملوك مصر في تحصين هذه الحدود بعد أن تم أخراج الهكسوس علي يد أحمس. عندما بدأ ديلسبس في حفر قناة السويس عام 1859م اكتشف قطعتان أثريتان موجودتان في متحف بورسعيد فبدأ ديلسبس في تغيير مصار قناة السويس إلي موقعها الحالي بعيدا عن موقع مدينة الفرما الأثرية بحوالي 25كم وهو الموقع الحالي للقناة ومن هنا يتأكد لنا أهمية المنطقة في العصر الفرعوني أما في العصر والروماني للفرما: عندما فكر لاسكندر الأكبر في تأسيس امبراطورية بدأ يفكر في غزو مصر واستطاع أن يدخل مصر عن طريق الفرع البيلوزي "مدينة الفرما" وعندما قسمت امبراطورية أصبحت مصر في يد البطالمة اكتسبت الفرما أهمية كبري في عصر البطالمة وكانت الفرما لفترة كبيرة نقطة صراع بين البطالمة والسلوقيين "حكام سوريا" لذلك أهتم بها البطالمة اهتماما كبيرا.